همتك نعدل الكفة
150   مشاهدة  

خمس دلالات تؤكد فشل الإخوان داخليًا بعد انهيار أملهم في 20 و25 سبتمبر

20 و25 سبتمبر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان يومي 20 و25 سبتمبر في مصر بمثابة طوق النجاة لـ إبراهيم منير وجماعة الإخوان فرع أنقرة، لكن طوق النجاة تحول إلى حبلٍ شنق آمال الجميع، إذ لم تتم تلبية الدعوة.

الدلالات الخمسة بعد فشل 20 و25 سبتمبر

المقاول الهارب محمد علي
المقاول الهارب محمد علي

يستمر تنظيم الإخوان في الفشل بعد القبض على محمود وبعد مرور نحو أسبوع على وقوع العقل المدبر والأب الروحي للعنف داخل الجماعة، تم الإعلان عن تعيين “إبراهيم منير مرشدًا عامًا الأمر الذي ترك مجموعة من الملاحظات كان أولها تجاوز تقاليد التنظيم، تمر جماعة الإخوان بأصعب المراحل منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وقد كانت ثورة 30 يونيو نقطة تحول ولحظة فارقة في طريق انهيار هذه الجماعة، ومنذ ذلك الحين بدأ التنظيم يُصاب بحالة من التشرذم ويمثل اختيار منير تجاوزًا لأعراف ولوائح التنظيم فيما يتعلق باختيار المرشد أو القائم بأعماله، فلأول مرة يتم اختيار المرشد وهو خارج مصر باعتبارها دولة المنشأ أو الميلاد، كما أن آلية الاختيار هذه المرة لم تأتِ عبر قيام أعضاء مجلس شورى الجماعة بانتخاب مرشدهم، في الوقت ذاته افتقد الاختيار للتوافق المعتاد، حيث اظهرت ردود الفعل الأولى أن مبدأ الولاية للمرشد وما يتبعه من سمع طاعة قد غابت في هذه الحالة بسبب رفض تيار كبير داخل الجماعه وتمرده على قرار اختيار إبراهيم منير.

محمود عزت - محمد بديع
محمود عزت – محمد بديع

أما الدلالة الثانية فتمثلت في استعراض التماسك، حيث يبدو أن اختيار إبراهيم منير ليتولى زمام الأمور داخل تنظيم الإخوان خلفًا لـ”محمود عزت” هي محاولة من التنظيم لاستعراض التماسك ومحاولة إثبات أن الجماعه كان لديها خطه بديلة في حالة سقوط رأس الهرم التنظيمي ومهندس عمليات الجماعة، ويمكن ملاحظة أن الجماعة من خلال هذه الخطوة تعمل على إيصال رسالة فحواها أنها لا تزال على قيد الحياة، ولديها القدرة على العودة للمشهد والاستمرار رغم الخسائر والضربات التي تتعرض لها.

اقرأ أيضًا 
عن يوم 20 سبتمبر في مصر “تشابه الصدف الذي جمع بين فشل المقاول الهارب وديان تل أبيب”

أما ثالث الدلالات الخمسة فكانت الاصرار على التيار القطبي، يأتي اختيار منير للقيادة ليُظهر قناعة الجماعة بأن النهج القطبي هو الأنسب في هذه الفترة، وأن رجالات الحرس القديم هم الأجدر على تولى عملية الحفاظ على الجماعة، إذ يُنظر إلى منير والذي يعتبر بمثابة مهندس لتحركات الإخوان في الخارج بأنه لديه القدرة على قيادة هذه الفترة رغم عدم تمتعه بمقومات القيادة مقارنة بمن سبقوه، ويحاول المناصرون لاختيار منير الترويج لأن هناك وثيقة غير معلنة تشير إلى قيام “محمود عزت” بتعيين “إبراهيم منير” نائبًا له منذ 2016، رغم ذلك يشكك التيار المناهض لاختيار إبراهيم منير في صحة هذه الوثيقة على أساس أنها مزورة وتم إعدادها حتى يصبح الأمر في منزلة التكليف الواجب اتباعه.

إبراهيم منير
إبراهيم منير

أما الدلالة الرابعة فتمثلت في انهيار مبدأ السمع والطاعة، مثلت حالة التمرد التي أعقبت قرار اختيار إبراهيم منير” دليلًا واضحًا على أن الجماعة تمر بحالة غير مسبوقة من التخبط وفقدان السيطرة على القواعد والمؤيدين، كما أوضحت أن مركزية القرار باعتباره أحد أبرز المزايا التي كانت تتمتع بها الجماعة لم تعد تملكها، إذ جاءت ردة الفعل وحالة الاستياء والغضب واتهام الشباب “لمنير” وعدم قبولهم بقيادته لتهدر هيبة المرشد ومكانته في قلوب وعقول القواعد، كما يتوقع أن تصبح كافة قراراته غير ملزمة ومن ثم يفتقد للتأثير وعليه قد يؤدي الأمر إلى نوع من اللامركزية داخل القيادة بحيث تصبح الجماعة جماعات وقد تنقلب الأمور رأسًا على عقب.

اقرأ أيضًا 
حصاد إعلام الإخوان بعد فشل 20 سبتمبر “سب الله وحلول لعنة أحمد سعيد”

إقرأ أيضا
محمد علي في القلعة

أما خامس الدلالات وآخرها فهي القيادة عبر الدول الراعية، فمنذ تأسيس جماعة الإخوان وهي تقوم بدور الجماعة الوظيفية وتعمل بصورة دائمة على تنفيذ أجندة عدد من الدول التي تقوم بتمويلها ورعايتها لتحقيق عدد من الأهداف السياسية، وفي ظل صراع الاجنحة الحالي بين تيارات الإخوان يمكن ملاحظة أن وجود المرشد قد يأخذ مظهرًا صوريًا في حين تتصاعد فكرة ومبدأ القيادة عبر مكتب أحد الدول الراعية لهذه الاجنحة سواء من خلال تركيا أو قطر أو عبر مكتب لندن.

كل هذا المشهد بجانب مواصلة الدولة المصرية والأجهزة الأمنية تطويق وتحجيم نفوذ وتحركات هذه الجماعه ينتهي إلى حقيقة واحدة وهي أن جماعة الإخوان في مرحلة ما قبل القبض على محمود عزت سوف تختلف كثيرًا عن مرحلة ما بعد اختيار إبراهيم منير، وسوف تعيش الجماعة حالة من الانهيار العميق والتأثيرات المتتالية، في ظل غياب القيادات المؤثرة.

الكاتب

  • 20 و25 سبتمبر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان