همتك نعدل الكفة
7٬799   مشاهدة  

راقية إبراهيم بريئة من دم سميرة موسى .. ظلمتها لعبة انتخابات الرئاسة ٢٠١٢ (تحقيق)

راقية إبراهيم
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



صحفي مغمور لا يعرفه أحد بل في الأغلب اسم ليس حقيقيا يكتب عن الفنانة راقية إبراهيم في موقع سيء السمعة يخدم الجماعات الدينية المتطرفة إبان أول انتخابات رئاسية في مصر بعد ثورة يناير عقب سقوط نظام مبارك، استبعاد صلاح أبو إسماعيل بسبب جنسية والدته الأمريكية وسطوع اسم عمرو موسى كمرشح قوي للرئاسة ومحاولة اثبات أن والدته يهودية خانت مصر، كان كل الهدف من القصة اثبات أنه ابن راقية ابراهيم وأنها ساهمت في خيانة مصر واغتيال عالمة الذرة سميرة موسى.

في هذا التحقيق نكشف لك عزيزي القاريء أن عمرو موسى ليس ابنها وأن الفنانة المصرية اليهودية بريئة من دم سميرة موسى ولم تكن أصلا في الولايات المتحدة وقت اغتيال سميرة موسى، وأن مصدر تلك الشائعة موقع مشبوه وحفيدة تم اختراعها وأي كلام.

سميرة موسى وراقية إبراهيم .. القصة المشهورة

سميرة موسى - راقية إبراهيم
سميرة موسى – راقية إبراهيم

اقْتُرِنَت عملية اغتيال العالمة المصرية في مجال الذرة سميرة موسى عام 1952 باسم راقية إبراهيم وكان دور راقية إبراهيم داخليًا وخارجيًا.

ففي الداخل قامت راقية إبراهيم بأخذ نسخة من مفتاح شقة سميرة موسى وأعطته لعملاء الموساد الإسرائيلي وبعد دخولهم الشقة أخذوا نسخة من أبحاثها.

أما دورها الخارجي فتمثل في أن راقية إبراهيم سربت تحركات سميرة موسى في أمريكا للموساد مما سهل على إسرائيل اغتيالها.

مصادر القصة الشهيرة وحقيقتها

العالمة سميرة موسى والفنانة راقية إبراهيم
العالمة سميرة موسى والفنانة راقية إبراهيم

العام 2009 م كان بداية الربط بين سميرة موسى وراقية إبراهيم وطرف الخيط بدأ من مسلسل قلبي دليلي الذي تم بثه في 22 أغسطس 2009 وأظهر راقية إبراهيم كـ عميلة صهيونية، والمسلسل المأخوذ عن قصة رائد الكتابة الجاسوسية صالح مرسي وسيناريو مجدي صابر لم يتطرق إلى علاقة سميرة موسى براقية إبراهيم.

بعد شهر وبضعة أسابيع من انتهاء مسلسل قلبي دليل أعلن الدكتور محمود علي فهمي في 29 ديسمبر 2009 عن انتهاءه من كتابة مسلسل إذاعي عن العالمة سميرة موسى وذكر أن راقية إبراهيم لها دور كبير في عملية اغتيال سميرة موسى.

ما ذكره الدكتور محمود علي فهمي جعل الناقد الكبير سمير فريد يكتب مقالاً بتاريخ 4 يناير 2010 بعنوان «ولكن يا دكتور من أين حصلت على هذه المعلومات عن راقية إبراهيم؟» وأبدى استغرابه من الاتهام لأنه جاء بعد 57 عامًا من مقتل سميرة موسى.

وحكى سمير فريد قصة تعود إلى العام 1997 قال فيها «كنت في زيارة لمتحف الفن الحديث في نيويورك عام 1997 لمشاهدة فيلم مصري من الأفلام “المفقودة” عن واحة سيناء، وعندما علمت أن مخرجه فيكتور ستولوف، وهو مصري يهودي لا يزال على قيد الحياة، طلبت لقاءه، وأجريت معه حواراً مطولاً نشرته آنذاك، وفي هذا اللقاء سألته عن راقية إبراهيم، فقال إنها كانت تعمل فى العلاقات العامة في هيئة الأمم المتحدة لإجادتها عدة لغات أجنبية وأحيلت إلى التقاعد، ولا يعرف كيفية الاتصال بها».

حفيدة راقية إبراهيم والظهور المفاجئ

راقية إبراهيم
راقية إبراهيم

مضت أعوام وجاء يوم 24 مارس سنة 2012 م ونشرت ـ جريدة المصريون التابعة للتيار الإسلامي وقتها ـ  حوارًا أجراه الصحفي حسين البربري مع ريتا ديفيد توماس «حفيدة راقية إبراهيم» وقالت صراحةً «جدتي قتلت سميرة موسى فقد اكتشفت مذكراتها سنة 2010 وقالت أنها عميلة لإسرائيل وسهلت للموساد اغتيال سميرة موسى».

ومنذ ذلك الحين وحتى كتابة هذا التقرير لم يأتي أي تقرير له صلة باليهود المصريين أو بالشهيدة سميرة موسى إلا ويكون حوار جريدة المصريون هو الدليل على صدق ما يقال.

في الميزان تشككنا من شخصية حفيدة راقية إبراهيم لأكثر من سبب فأول هذه الأسباب أنه لم يثبت على راقية إبراهيم وجود أي صلة صداقة بينها وبين سميرة موسى، أما ثاني الأسباب فهو أن الاعتراف جاء بعد 60 عامًا من اغتيال سميرة موسى، والسبب الثالث أنه ليس منطقيًا أن تقوم جاسوسة بالاعتراف على عملية اغتيال سياسي بهذه التفاصيل خاصةً أن إسرائيل وإن كانت تغتال علماء الذرة في القرن العشرين لكنها لا تسمح بتاتًا بالاعتراف ونموذج يحيى المشد دليل على ذلك، والسبب الرابع عدم وجود أي معلومات شخصية عن ريتا باستثناء أنها جاءت لزيارة مصر.

البحث عن ريتا ديفيد توماس .. النتيجة: شائعة لتصفية حسابات سياسية

راقية إبراهيم

الأمر اللافت في حوار ريتا ديفيد توماس أن الجريدة لم تنشر صورةً لها لا في الإصدار الورقي ولا الإصدار الإلكتروني، ولم تنشر الجريدة أيضًا أي معلومات عن ريتا من حيث طبيعة عملها أو صلة قرابتها براقية هل هي جدتها من ناحية الأم أم من ناحية الأب.

صفحة تراث مصري تنقل عن جريدة المصريون
صفحة تراث مصري تنقل عن جريدة المصريون
موقع ناقل عن المصريون
موقع ناقل عن المصريون

حاولنا التوصل لأرشيف المصريون فلم نجد كون أن الموقع محجوب وأرشيفه غير موجود، لكننا وجدنا صفحات ومواقع نقلت الحوار حرفيًا عن جريدة المصريون.

لم نستطع العثور على ريتا ديفيد توماس على الشبكة العنكبوتية سواءًا في تويتر أو فيس بوك أو انستجرام، وحاولنا الوصول إلى الصحفي حسين البربري فلم نعثر له على أثر رغم كثرة أخباره التي كان يكتبها في الفترة من 2010 وحتى 2012 م وجميعها كانت أخبارًا سياسيةً ودينيةً، وبعد بحث لم نجد سوى اسم الصحفي مسعد حسين عبدالله البربري الذي صار رئيسًا لقناة أحرار 25 والمدان غيابيًا بالمؤبد في قضية غرفة عمليات رابعة فتواصلنا معه لينفي صلته بالموضوع وقال أنه تشابه أسماء.

جراء ذلك الغموض تواصلنا مع جريدة المصريون فأخبرنا أحد العاملين فيها أن حسين البريري لا يعمل لدى الجريدة وطوال فترة عمله كان يراسل هيئة التحرير من الخارج، ولا يعرفوا له عنوانًا أو حتى رقم هاتف؛ لكن إجابة الشخص المذكور كانت متناقضة كون أن حسين البربري له أخبار (ميدانية) من داخل مصر.

طلبنا من الجريدة صورة لـ ريتا أو إرسال ما يثبت على صدق الحوار خاصةً وأنه مُرْسَل ولا دليل عليه، لكن الجريدة لم تعطينا الرد المناسب مع وعد بالبحث عن الماتريال.

كانت المفاجأة الصادمة أثناء بحثنا عن ريتا أن التقرير الذي نشرته جريدة المصريون ذات التوجه التابع لتيار الإسلام السياسي جاء قبل أيام من حملة شائعات طالت المرشح الرئاسي عمرو موسى وروجت أنه نجل راقية إبراهيم قاتلة سميرة موسى وقد نفى عمرو موسى هذه الشائعات في بيان مطول يوم 5 إبريل 2012 م، كذلك فإن شائعة صلة القرابة بين عمرو موسى وراقية إبراهيم اكتسبت موجة عالية من الانتشار بعد أسبوع من خروج حازم صلاح أبو إسماعيل من السباق الرئاسي بسبب جنسية أمه الأمريكية في 12 إبريل 2012 م.

حدوتة مهرجان كان .. الوهمية

راقية إبراهيم

أما ما حدث في مهرجان “كان السينمائي الدولي” عام 1947، وورد في كتاب “اليهود والسينما في مصر والعالم العربي” للكاتب أحمد رأفت بهجت، ص 76 “إن مصر دعيت للاشتراك في مهرجان كان السينمائي، الذي أقيم في العام 1947 وكان أول مهرجان يقام بعد الحرب العالمية الثانية واستطاعت راقية إبراهيم باتصالاتها وتأثيرها على بعض الشخصيات الكبيرة أن تحمل الهيئات السينمائية على اختيار فيلمها (دنيا) لتمثيل مصر في المهرجان، وذلك بعد ما عرفت أنه تم اختيار فيلم (سيف الجلاد) ليوسف وهبي، مما أثار ضيقها ودفعها هذا إلى السعي الدءوب لعرض فيلمها كي تصبح عضواً في الوفد السينمائي الذي يمثل مصر، وكان رئيس الوفد المصري هو محمود الشريف، الذي كان في ذلك الحين وكيلاً لوزارة الشؤون الاجتماعية المصرية”.

وفي “كان استقبل الوفد المصري رسمياً من إدارة المهرجان وبطبيعة الحال كان رئيس الوفد هو الذي تتم دعوته للجلوس في الصفوف الأولى خلال حفلات الافتتاح وعروض الأفلام وصورته هي التي تظهر في النشرات اليومية التي تصدرها إدارة المهرجان، هنا ثارت راقية إبراهيم، لأن الأضواء لم تسلط عليها في المهرجان السينمائي الدولي بالقدر الكافي، فاقتحمت يوماً مقر إدارة المهرجان وقالت للمشرفين: كيف وأنا أكبر ممثلة مصرية لا ألقى الاهتمام منكم، إن رئيس الوفد السينمائي المصري هو مجرد موظف في الحكومة، وأنا الرئيس الحقيقي للوفد المصري، وما منع الحكومة من تسميتي رئيسة للوفد هو أني يهودية، فتغيرت لهجة الفرنسيين وأيضاً تغيرت معاملتهم لها وصارت هي التي تتقدم الحفلات كممثلة مصر في المهرجان، حدث هذا التغيير لأن الموظفين الذين شكت إليهم كانوا من اليهود”. هذا الحدث قابلته الصحافة المصرية بالانتقاد الشديد، وهاجم الجمهور راقية إبراهيم، ما دفع الوسط الفني كله للابتعاد عنها.

ويبدو مدهشا للغاية أن تتهم راقية تهمة جديدة في هذا الكتاب قبل انشاء دولة إسرائيل بالأساس لمجرد غيرة فنية، بل وحتى ما استخدمته في ذلك التوقيت قد نعيد تسجيله في العصر الحديث لممثل مسيحي، فمعاناة الأقليات لا تنفي ولائهم أبدا، وأنه لم يكن هناك إسرائيل في هذا التوقيت والوسط الفني لم يستبعدها ويعزلها لأنها قامت ببطولة ٦ أفلام بعد هذا المهرجان

مما يشكك في شهادة الكتاب التي لم يذكرها مثلا محمد كريم في مذكراته وكانت واقعة مهرجان برلين عام ١٩٥٢ نافية تماما لما يرويه عام ٤٧

اغتيال سميرة موسى .. توثيق التوثيق

سميرة موسى
سميرة موسى

لاستيضاح العلاقة بين راقية إبراهيم وسميرة موسى يجب أن تكون العقلانية المعتمدة على مراجع حاضرةً، بالتالي من الصعوبة بما كان الاعتماد على الكتب التي تناولت سيرة راقية إبراهيم لأنها منعدمة للغاية، فأول الكتب التي خصصت فصلاً عنها صدر عام 2010 م بعنوان يهود لكن مصريون.

وعلى ذلك كان لازمًا الرجوع إلى المتعلقات الخاصة بزمن الحادثة نفسها وهو العام 1952 م لمحاولة الإمساك بتلابيب العلاقة المزعومة بين فنانة السينما وعالمة الذرة.

بحثنا عن أرشيف جرائد «الأهرام، الجمهورية، المصري، البلاغ» في الفترة من 15 أغسطس 1952 وحتى 31 ديسمبر 1953 م، لنجد أن الأعداد لتلك الفترة بلغت أكثر من 1300 عدد، واستغرقت عملية البحث عن أي شيءٍ يخص سميرة موسى أكثر من 36 ساعة.

خبر وفاة سميرة موسى 20 أغسطس 1952
خبر وفاة سميرة موسى 20 أغسطس 1952

كانت أولى النتائج الصادمة بالنسبة لنا أن الصحف المصرية لم تنشر خبر اغتيال سميرة موسى إلا بعد 5 أيام من مقتلها، وذلك في صفحة الوفيات التابعة لجريدة المصري.

تقرير جريدة البلاغ يوم 23 أغسطس 1952 م
تقرير جريدة البلاغ يوم 23 أغسطس 1952 م

والجريدة الوحيدة التي خصصت تقريرًا كاملاً عن الاغتيال كانت صحيفة البلاغ بعد أسبوعٍ من مقتل سميرة موسى وبالتحديد في 23 أغسطس 1952 م.

ورد في تقرير جريدة البلاغ معلومة على لسان أسرة سميرة موسى تؤكد أن عملية الاغتيال كانت أكبر من إمكانيات راقية إبراهيم، فالشهيدة القتيلة قُتِلَت جراء حادث طريق أثناء قيادتها لسيارتها ةالأسرة تؤكد أن سميرة موسى قبل موتها بيومين راسلتهم وطلبت منهم أن يحولوا لها مبلغًا من حسابها في البنك لتشتري سيارة كذلك فإن خطابها الأخير الذي أرسلته لهم قبل موتها بـ 48 ساعة لم يحمل أي إشارة إلى قيامها بشراء سيارة، فما هو لغز سيارة سميرة موسى التي كانت تقودها ؟.

خبر جريدة الجمهورية عن تكريم سميرة موسى ومشرفة
خبر جريدة الجمهورية عن تكريم سميرة موسى ومشرفة

ثاني النتائج الصادمة أن مصر على مستوى مؤسسات الدولة لم تعطي الاهتمام اللازم بالشهيدة سميرة موسى إلا بعد أشهرٍ من مقتلها، ويرجع هذا إلى أن النظام الحاكم في مصر جاء بعد أسبوعين وبضعة أيام من اغتيال سميرة موسى؛ وأول شكلٍ من أشكال الاهتمام تكلمت عنه جريدة الجمهورية في 18 ديسمبر سنة 1953 م في خبر يخص إحياء ذكرى الدكتور مصطفى مشرفة والدكتورة سميرة موسى وتخصيص جوائز باسميهما وذلك في أرض المعارض بالجزيرة برعاية سلاح الإشارة.

علاقة راقية إبراهيم باغتيال سميرة موسى في ميزان التاريخ

راقية إبراهيم
راقية إبراهيم

التركيز على عنصر الزمان والمكان في مسألة علاقة راقية إبراهيم باغتيال سميرة موسى، ينفي وجود اتصال أو علاقة بين راقية وسميرة.

أفيش فيلم زينب
أفيش فيلم زينب

الثابت تاريخيًا أن راقية إبراهيم كانت طوال أشهر العام 1952 في مصر ولم تسافر للخارج إلا مرتين الأولى كانت في يونيو 1952 حيث سافرت للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي كبطلة لفيلم زينب، ويؤكد ذلك خطابها الذي أرسلته إلى المخرج محمد كريم وقالت فيه «قد رفع علم مصر على سارية المؤتمر يوم عرض الفيلم وكانت دموعي تنهمر وأنا أسمع اسم مصر على كل لسان، إنني الآن فقط أشعر أني قدمت شيئًا لمصر التي أحبها ومنتحتني المجد فوهبتها حياتي»، وقد أشار كريم في مذكراته لهذا الخطاب وتكلمت عنه أنيسة أبو النصر في كتاب زينب الأديب هيكل على الشاشة ص 177 طبعة 1996 م.

أما السفرية الثانية فكانت في ديسمبر 1952 م إلى الولايات المتحدة الأمريكية (أي بعد 4 أشهر من مقتل سميرة موسى)، ويؤكد ذلك الحوار الصحفي الذي أجراه معها السيناريست والصحفي ويليام باسيلي في مجلة الكواكب عدد مارس 1953 م.

المستشفى والجامعة
المستشفى والجامعة

كانت راقية إبراهيم تقيم داخل مستشفى برسبيتريان الموجودة في نيويورك، لأنها تعاني من التليف الكبدي، أما سميرة موسى فكانت مقيمة بالقرب من جامعة سان لويس في ولاية ميزوري الأمريكية ولقيت مصرعها في كاليفورنيا، والمسافة بين نيويورك (محل إقامة راقية) وميزوري (محل إقامة سميرة) تبلغ 1062 ميل بـ 17 ساعة سفر بالسيارة الآن، أما المسافة بين نيويورك (مقر إقامة راقية) وكاليفورنيا (مكان مصرع سميرة) فتبلغ 2914 ميل بـ 44 ساعة سفر بالسيارة الآن.

إسرائيل لم تتعامل معها أبدا كبطلة

راقية إبراهيم

بدا هذا واضحا تماما في الصحافة الإسرائيلية كلما تناولت الراحلة راقية إبراهيم أو راشل أبراهام ليفي، حيث تعاملت معها كفنانة يهودية مثلت في مصر لا أكثر ولا أقل، لم تنسب لها بطولات ولم تذكر ولو مرة واحدة أنها كانت سفيرة للنوايا الحسنة في إسرائيل أو أنها مثلت الكيان الصهيوني في أي مرحلة.

راقية إبراهيم راقية إبراهيم

إقرأ أيضا
دار الفطرة

هل راقية إبراهيم يهودية متعصبة ؟

راقية إبراهيم
راقية إبراهيم

لا يوجد شيء ملموس يؤكد تعصب راقية إبراهيم لدولة إسرائيل سوى بعض الشبهات التي بُنِيَت على أعمالها الفنية، حيث رشحها المخرج محمد كريم لدور فتاة بدوية فلسطينية تقاتل إسرائيل لكنها رفضت الدور وجسدت دور فتاة إنجليزية ثرية مات أهلها جراء القصف النازي على بلادها في فيلم ماكنش على البال، لكن في هذا الفيلم دافعت راقية إبراهيم عن المرأة العربية والمصرية.

إعلان فيلم مكانش على البال
إعلان فيلم مكانش على البال

سيقال أن إسرائيل نصحت راقية إبراهيم بعدم الإقامة في تل أبيب حتى لا تثبت التهمة عليها، لكن هذا التصور غير منطقي وذلك لأن مصدر الخوف منعدم فلا المخابرات المصرية ستطولها لجنسيتها الإسرائيلية (هذا إن كان معها جنسية أصلاً)، ولا الإعلام المصري سيشن عليها هجومًا (وبالفعل لم يوجد خبر واحد عن صلة راقية إبراهيم بإسرائيل).

حتى أن راقية إبراهيم قدمت فيلمين تم عرضهما بالتحديد في ١١ يناير ١٩٥٤ وهو كدت أهدم بيتي من تأليف صلاح ذهني وإخراج أحمد كامل مرسي وكذلك فيلم جنون الحب من تأليف وإخراج محمد كريم وتم عرضه في 2 فبراير 1954.

حيث مكثت الفنانة المصرية يهودية الديانة طوال عام 1953 في مصر لتصوير الفيلمين.

راقية إبراهيم

راقية إبراهيم

أم عمرو موسى 

كان والد عمرو موسى محمود أبو زيد موسى نائباً في مجلس الأمة عن حزب الوفد ولذا فقد سلك عمرو موسى السياسة وأصر على الالتحاق بكلية الحقوق منذ صغره، وتربى وزير خارجية مصر الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية في محافظة الغربية بعد ولادته عام ١٩٣٧ والسيدة راقية مازالت ممثلة تشق طريقها في القاهرة وتلعب بطولة فيلم سلامة في خير وليلى بنت الصحراء كأول فيلمين في مشوارها السينمائي.

ولم تكن تعيش في محافظة الغربية بالتأكيد.

حيث إن والدة السيد عمرو موسى هي السيدة ثريا حسين الهرميل كريمة السيد حسين الهرميل عضو مجلس النواب الأسبق عن دائرة محلة مرحوم الغربية، وحفيدة الشيخ عثمان الهرميل عضو مجلس شورى القوانين ومصطفى باشا أبوالعز من أعيان ميت أبو غالب بالدقهلية

محمد بديع سربيه
محمد بديع سربيه

شيء آخر شديد الأهمية وهو أن راقية إبراهيم لم تغادر مصر إلا في أواخر العام  1957 م وذلك بشهادة الصحفي اللبناني محمد بديع سربيه والذي قال أنها في مجلة الموعد عدد 3 مايو 1979 أن راقية إبراهيم وقعت على قسيمة الطلاق من زوجها مصطفى والي داخل السفارة المصرية في باريس، ثم أخذت باسبورًا للإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يؤكد صحة ما قاله الناقد سمير فريد في مقاله بتاريخ 4 يناير 2010 عن أنه سأل عنها سنة 1997 وعرف أنها تعمل في هيئة الأمم المتحدة في وظيفة العلاقات العامة.

وبالبحث في قوائم سفر وصول صاحبات هذا الاسم من باريس إلى نيويورك يظهر وصول راشيل إبراهام ليفي في عام 1957

راقية إبراهيم

لم نستطع توثيق عمل راشيل في الأمم المتحدة لكن الأهم والأكيد أننا أثبتنا أنها لم تكن موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وقت اغتيال سميرة موسى، كما أن ابنة المنصورة التي خرجت من حارة اليهود في القاهرة لتعمل فنانة لم يكن لها أي علاقة بابنة زفتى محافظة الغربية التي تكبرها بعامين وكانت طالبة في كلية العلوم في الوقت ذاته، كما أن المسافة بين اقاميتهما التي تزيد عن 4662 كم لا تسمح لأحدهم أن يسرق مفتاح شقة الأخر ويصنع منه نسخة ليتم اغتياله في النهاية في حادثة سيارة على الطريق.

كل المواقع جعلن جريدة نيورك تايمز مصدرا لحوار الحفيدة الوهمية وليس هناك أية إشارة لهذا الحوار أو تلك الحفيدة على موقع الجريدة الأمريكية الشهيرة

الكاتب

  • راقية إبراهيم أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • راقية إبراهيم وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • راقية إبراهيم ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
17
أحزنني
0
أعجبني
9
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
7


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان