همتك نعدل الكفة
472   مشاهدة  

رحلة المطرب مصطفى قمر .. الجزء الثالث : البحث عن أغنية الألفية الجديدة

مصطفى قمر
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



ألقت أغنية “نور العين” لـ عمرو دياب بحجر ضخم في نهر سوق الغناء المصري حرك ركود أغنية البوب المصرية التي كانت تسير وفق نمط موسيقي شبه ثابت ومثلت مجد حميد الشاعري الثاني في السوق بعد مجده الأول في لولاكي، تواصل الصراع على قمة البوب المصري بين محمد فؤاد وعمرو دياب وإن سبق الأخير بخطوات نحو خروج موسيقاه إلي خارج نطاق محليتها، وفي نفس الوقت بدأت تجارب مطربي موسيقى الجيل تأخذ منحى جديدًا بعد الابتعاد عن العراب “حميد الشاعري”، غير إيهاب توفيق جلده بالتعاون مع صلاح الشرنوبي وحسن أبو السعود في ألحان دسمة مغلفة بتوزيعات طارق عاكف، وانطلق هشام عباس مع بهاء حسني متأرجحًا بين النجاح وبين مجرد إثبات الوجود، أما مصطفى قمر فقرر أن يسير على نفس درب التجديد والإحلال الذي صنعه في “أفتكرني” بتنويع موسيقاه قليلًا، أما بقية نجوم موسيقى الجيل “أحمد جوهر – علاء سلام – ابراهيم عبد القادر” فبدأت رحلة أنهيار تامة أعلنت نهاية تلك الحقبة المسماة بالأغنية الشبابية.

طال الليل ومواصلة الرحلة بدون حميد.

منذ تجربة “لمن يهمه الأمر 1” وبدأ وجود حميد يتقلص في شرائط مصطفى قمر، انتقل قمر بعدها إلي شركة روتانا واستمر في التعاون مع طارق مدكور الذي استحوذ على أغلب أغاني شريط “طال الليل” ومنحه تنوعًا افتقده مع حميد وفي نفس الوقت ضم ألحانًا شرقية دسمة مثل “يا مراكبي – علموك” والتي وزعها “أشرف عبده” المنتشي بنجاحاته مع فؤاد.

رغم تثبيت أقدام مصطفى قمر داخل سوق الغناء في ظل منافسة مع نجوم جيله إلا أن الجمهور نفسه لم يقبل فكرة ابتعاد هذا الجيل عن حميد الشاعري حتى لو حقق بعضهم نجاحات وبدا أن هناك شيئًا مفقودًا هي خلطة حميد السحرية القادرة على بث الروح في مسيرة أي فنان مثلما فعل مع دياب في نور العين و عودوني.

YouTube player

البطل وسينما الشباب الجديد.

كان فيلم اسماعيلية رايح جاي النقطة التي بدأت معها انطلاقة جيل جديد في السينما وبدأ غزو المطربين إليها، دخل مصطفى قمر تجربته التمثيلية الأولى في فيلم “البطل 1998” مع أحمد زكي وهنيدي، لم ينجح الفيلم قياسًا على نجومية ممثل بحجم أحمد زكي ونجاح هنيدي القوي في إسماعيلية رايح جاي وكان مصطفى مازال يتحسس طريقه في مضمار فني جديد.

الفيلم ضم ثلاث أغنيات هي “هنحب ايامنا – اسكندرية – بنلف” ضمها مصطفى إلى شريطه “نار الحب” الذي عاد فيه الي حميد الشاعري بمقسومه الجديد في  أغاني “السود عيونه – أه من الليالي” وواصل الاعتماد على أشرف عبده وإيهاب محبوب وعدنان الشامي مع ظهور مدكور في أغنية “بنلف” والتي وضعته في مقارنة مع نسخة “سميرة سعيد” التي نجحت أكثر وهو نفس الشئ مع “الله ياسمرا” التي كانت استعادة لـ لحن أغنية “سيدي منصور” من توزيع الأمريكي تشاد والتي خسرت السباق أمام نسخة صابر الرباعي، لم يضرب من الشريط سوى “السود عيونه” استنادًا لوجود حميد بالإضافة إلى تصويرها.

YouTube player

الوصول متأخرًا في عنيك وحشاني.

رغم بدايات مصطفى كانت تبشر بأنه أكثر مطربين جيله تطورًا من ناحية الموسيقى إلا أنه لم يستوعب تغييرات سوق الغناء بعد نور العين إلا متأخرًا، فشلت مجموعته “نار الحب” ومعه فيلمه الأول “البطل” فحاول أن يستعيد بريقه مرة أخرى في شريط “عنيك وحشاني” بالاعتماد على كلمات رفيق دربه سامح العجمي الذي كتب أغاني الشريط بالكامل ثم كثف التعاون مع حميد الذي وزع خمسة أغنيات تاركًا الباقي لطارق مدكور.

نجحت أغنية “الليلة دوب” في ابهار المستمع بعد تصويرها وحاول مصطفى اللحاق بركب التغيير في عنيك وحشاني الموزعة على نمط الفلامنجو مع الحفاظ على تماسك مشروعه مع سامح العجمي الذي احتكر الشريط بقاموس مفرداته الخاصة وأن سارت كلها في مضمون واحد “الغزل المباشر الفج للمحبوب” ولم نلمح فيه أي محاولة للتجريب كما فعل من قبل.

رحلة المطرب مصطفى قمر الجزء الثاني : من وصاف إلى لمن يهمه الأمر.

دخل مصطفى فيلمه الثاني “الحب الأول 1999” والذي كان تجربة جماعية ضمت شباب السينما الجديد “طارق لطفي – هاني رمزي – منى زكي – حنان ترك” حاول مصطفى استنساخ صورة المطرب الكلاسيكية في الأفلام الغنائية القديمة مع بعض لمحات من الكوميديا، لكن كان طوفان الأفلام الكوميدية قد بدأ في السيطرة على السينما ولن تستطيع أن تلمح فشلّا ذريعًا أو نجاحًا ضخمًا في تلك التجربة.

كرر مصطفى نفس تجربة البطل في ظهور أغاني الفيلم داخل شريط “عايشين” الذي كان باكورة تعاونه مع شركة “عالم الفن” التي جلبت له فريق الجيبسي كينجز في أغنية “عايشين” في محاولة لأن يلحق بركب أغنية الألفية الجديدة، ثم ظهر مع حميد الشاعري في دويتو “غزالي” من إنتاج نفس الشركة “عالم الفن” والتي نجحت أكثر من أغانيه الخاصة، لم يضرب من الشريط سوى لو سألوني بعد تصويرها ولم ينجح الجيبسي كينجز في تحريك مشروع مصطفى نحو الأمام.

YouTube player

أصحاب ولا بيزنس.

إقرأ أيضا
الشيخ حسني

مع انتشار القنوات الفضائية بداية الألفية الجديدة، راجت فكرة البث المستمر 24 ساعة فكانت الفضائيات تغطي تلك الفترة بعرض مكثف للأغاني الحديثة، نجحت تلك الطريقة في إنجاح بعض الأغاني بالإلحاح وكثرة الإذاعة لكنه كان نجاحًا وقتيًا يختفي بمجرد ظهور أغنية جديدة.

كان الحدث الأبرز في تلك الفترة هو فقدان مصطفى جناحه الأبرز “سامح العجمي” الذي دخل معه في قطيعة ثم عاود التعاون مع حميد في شريط “حياتي” الذي ضم أغاني فيلم “اصحاب ولا بيزنس” واقنع رفيق طفولته “رضا زايد” بأن يستكمل مشروعهما معًا ثم بدأ يبحث عن تقديم نفسه من خلال أقطاب الموجة الجديدة “عمرو مصطفى – محمد رحيم – شريف تاج – أمير طعيمة – أحمد على موسى – ربيع السيوفي” ثم حل الموزع محمد مصطفى محل طارق مدكور المنشغل ببناء اسطورة عمرو دياب في بداية الألفية.

نجحت أغنية “أصحاب ولا بيزنس” التي لم يضمها إلي الشريط مع نجاح الفيلم جماهيريًا وبدأ مصطفى يعتمد على الإبهار في تصوير كليباته أكثر من التركيز على مضمون أغانيه وظهر هذا بشكل واضح في “حياتي – خبيني” ثم كللها بالنجاح الأكبر له في الألفية في أغنية “منايا” والتي عاد فيها للتعاون مع مدكور الذي بدأ يكتسب ارضًا أكبر في سوق التوزيع الموسيقي.

مع بداية الألفية نستطيع أن نقول أن مصطفى قمر بدأ يفقد السيطرة على مشروعه الغنائي رغم ظهوره المكثف سواء مطربًا أو ممثلًا إلا أنه فقد اختلافه وتميزه في ظل أن الألفية الجديدة كانت بداية مرحلة غربلة قوية لأسماء عديدة في ظل حسم صراع قمة البوب المصري لصالح عمرو دياب المنتشي بنجاحاته المتتالية داخليًا وخارجيًا وظهور أسماء جديدة بدأت تأخذ حيزًا في سوق الغناء.

YouTube player

الكاتب

  • مصطفى قمر محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان