روت عن الطبراني وامتُدح الرجال باسمها.. فاطمة الجوزدانية محدثة أصبهان
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إنّ الإسلام قد حثّ على العلم وجعله فريضة يتقرب بها المسلم إلى ربه عز وجل، ولم يفرق الإسلام في طلب العلم بين الرجل والمرأة بل أوجبه على كلياهما، وكانت المرأة المسلمة تلقى الإشادة والتقدير حينما تتفقه في علم من العلوم ،ومن ذلك قول عائشة الصديقة رضي الله عنها في نساء الأنصار المحبين للمعرفة والعلم ( نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ ).
ومن نساء المسلمات التي ذكرتها كتب التاريخ والمصادر في القرنين الخامس والسادس ” فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية” فهي عالمة متمكنة تخصصت في فرع دقيق من فروع العلم الشرعي.
ولدت فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية عام 425 هجرية وعاشت قرابة القرن من الزمان، إذ رحلت عام 524 هجرية.
رواية كتب الطبراني
تخصَّصت فاطمة الجوزدانية في إسناد الطبراني، حيث سمعت المعجم الكبير والصغير للطبراني عن طريق بن ريذة الأصبهاني، وهو من كبار علماء الحديث وقد سمع من الطبراني نفسه، وهو من الثقات المشهود لهم بالأمانة في العلم، والثقة، فقال عنه ” ابن منده:” الثقة الأمين”.
سمعت “فاطمة الجوزدانية” وهي ابنة العشر سنوات، فقد سمعت من أستاذها عام 453 هجرية، وكان عمره هو 89 عامًا آن ذاك، وصارت بذلك فاطمة هي الناقلة لمعجم الطبراني إلى العشرات من رواة الحديث بعد ذلك، وهي آخر من مات من الرواة عن ابن ريذة، ولذلك كانت أكثر الرواة نشرًا لمعاجم الطبراني.
كما روت “فاطمة” كتاب “الفتن” لنعيم بن حماد المروزي، بروايتها عن ابن ريذة، عن الطبراني عن أبي زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي، لكنها رغم هذا اشتُهرت برواية كتب الطبراني.
قالو عنها:
قال المقدسي: مسنِدَة الوَقْت بأَصْبَهان.
وقال الذهبي: هي أسند أهل العصر مطلقًا، وهي للأصبهانيين كابن الحصين للبغداديين.
ويقول ابن نقطة الحنبلي البغدادي المتوفي 629 هجرية: وَكَانَ سماعهَا صَحِيحًا، سمع مِنْهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْحفاظ، وَحدثنَا عَنْهَا أَبُو سعيد أَحْمد بن مُحَمَّد الأرجاني، وأسعد بن سعيد ابْن روح، وعفيفة بنت أَحْمد، وَعَائِشَة بنت معمر بن عبد الْوَاحِد بن الفاخر، وَتوفيت فِي رَابِع عشر رَجَب من سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَانْقطع بموتها حَدِيث الطَّبَرَانِيّ بأصبهان.
في كتب علماء الحديث كانوا يمتدحون الرجال إذا ما أخذ أو سمع عن فاطمة الجوزدانية، يكفي أن ترى في كتاب ما ” سمع من فاطمة الجوزدانية”، فعلى سبيل المثال ترجم الإمام “الذهبي” للفقيه محمود بن أحمد الأصبهاني ، وُلِدَ سنة عشرين وخمسمائة. وسمع من الحافظ أَبِي القاسم التَّيْميّ، وزاهر الشّحّاميّ، وغيرهما. وسمع حضورًا من فاطمة الْجُوزْدانيَّة. (فاطمة ماتت 524) يعني هذا الفقيه سمع منها وعمره أربع سنوات على الأكثر، ومع ذلك عُدَّ هذا السماع فضيلة!)
وكرر هذا” الذهبي” عند الترجمة للفقيه الشافعي الكبير أسعد بْن أَبِي الفضائل الإصبهانيّ الذي قالوا في حقِّه: عليه المعتمد في الفتوى في أصبهان، وُلِد بإصبهان فِي أحد الربيعين سنة خمس عشرة وخمس مائة، وسمع من فاطمة الجوزدانية! (كان عمره عند وفاتها 9 سنوات فقط!).
فاطمة الجوزدانية واحدة من نساء المسلمات التي برعت في علم قالوا عنه علم الرجال، بل وأجادت به وامتدح الرجال باسمها، وهناك الكثيرات من نساء المسلمين ذكرتهم كتب التاريخ وأشادت بعلومهم، فالعلم كما قلنا فريضة على كل مسلم ومسلم.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال