زينهم ..وجهان لشخص واحد

جرائم، ألغاز، خيوط فرعية بين شخصيات المسلسل، قصص جديدة، وقصص قديمة مرتبطة بالقصص الجديدة، عقد  في العلاقات وفي الجرائم؛ كل هذه أسباب جعلت مسلسل زينهم مسلسلا ناجحا ويتابعه فئة كبيرة من الجمهور.

المسلسل الآن رقم واحد في مسلسلات منصة واتش ات وبعد انتهائي من مشاهددة ثلاث حلقات المسلسل يستحق المشاهدة.

الحوار طبيعي جدا وتكسر حالة الرعب  والترقب بالمسلسل حالة من الكوميديا اللايت المعتمدة على كوميديا الموقف. تتكرر الحوارات أحيانا ولكن بشكل مدروس، كالحوار الذي تم بين زينهم ووالدته في الحلقة الأولى عن حب الليل وأهميته له، وكيف انتهى بنفس تفاصيله عند عاملة المستشفى.

ولنا في الحديث عن تفاصيل المسلسل بقية في مقال آخر، ولكن هذه أسباب بسيطة جعلته يقفز لأعلى مشاهدة. والشخصية الرئيسة بالفيلم تجعلنا نفكر كثيرا في تفاصيلها.

فزينهم يتعامل بشجاعة كبيرة مع الجثث، يحب ما يفعل بشدة واتخذ قرارا أن يخوض تجربته  رغم صعوباتها، يتعامل ببرود شديد حول الحديث مع الجثث وعالم الموت ولا يخشاه.

شخصية لا تخشى الموت وتصاحب الجثث هل تتوقع منها أن تخاف من أحد؟….نعم لديه نقطة ضعف مثلنا جميعا؛ أمه.

اقرأ أيضا…بطن الحوت واسعا يبدو سيفاجئنا بالكثير

يخاف زينهم على مشاعر أمه إلى الحد الذي يجعله سلبيا أمامها وأحيانا كثيرة جبانا. يخفي عليها سرا لثماني سنوات وهو عمله كطبيب بالطب الشرعي، تعارض أمها أن يعمل في التخصص الذي يحبه تخاف المشكلات والجنايات والجرائم فيما لا تعرف كيف يعشق ابنها هذا العالم المختلف رغم خطورته.

ابنها الذي انبهر بأجاثا كريستي والقصص البوليسية،  منذ صغره وتأثر بعمل أبيه كقاضي، بل وجعلها تختار له عروسة وكأن لا شأن له بزواجه.

ويكرر دائما أن أمر زواجه متروكا لأمه وسارة خطيبته ، كل القرارت لسارة وأمه وهو في خانة سلبية لا يتحرك سوى لعمله الذي يخفيه وكأنه في حد ذاته جريمة.

أحب النجم أحمد داود جدا على المستوى الإنساني، رغم أنني لا أعرفه شخصيا، ولكنني من لقائته أستشعر أنه قريب من الجمهور وصريح وتلقائي.

إقرأ أيضا

“رحل في نفس شهر موت الأديب” وداعًا الدكتور فتحي هاشم منقذ حياة نجيب محفوظ

وجهه هادىء يعطي انطباعا دائما بالهدوء، وهو بطل هذا المسلسل بشخصية زينهم الذي لا يحتاج مهودا كبيرا في الأداء، رغم أنني أؤمن لدى أحمد دواد طاقة كبيرة ربما لم يظهرها بعد، أو لا يبذل مجهودا كي يطورها، فهو ممثل جيد ويستمتع الجمهور حقا برؤيته على الشاشة.

الشخصية يظهرها أحمد داود باردة تماما بالمشرحة، ومتوترة جدا بالبيت، وهذا هو المطلوب على كل حال.

حتى الآن المسلسل يستحق المشاهدة، وسأتابع، هل ستتغير الشخصية مع الأحداث؟…هذا ما يحدث في الدراما على الأغلب.