شكل الطفل في أفلام كمال الشيخ “براعم صنعت الإثارة بعيون هتشكوك مصر”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عُرِفت أفلام كمال الشيخ أنها تحمل أبعادًا متنوعة لعل أبرزها الإثارة والتشويق اللذين جعلانه يُعْرَف بلقب هتشكوك السينما المصرية، لكن كانت عبقرية الشيخ في استعانته بالأطفال لعمل التوليفة المناسبة.
اقرأ أيضًا
فتحية أحمد وأم كلثوم .. الملكة والوصيفة ولعبة الكراسي المتحركة على عرش الغناء
في نفس العام الذي انتهى فيه كمال الشيخ من وظيفة المونتير نهائيًا كان على موعد مع إخراج عمل ميز شكل الأطفال في أفلام كمال الشيخ التي أخرجها طوال مسيرته السينمائية.
اقرأ أيضًا
قصة فيلم غزل البنات التي لا يعرفها أحد .. أستاذ حمام نحن الزغاليل
ثلاث أعمال ميزوا شكل الأطفال في أفلام كمال الشيخ لكن اتفقوا في معنى واحد وهو حالة التوهان التي يشعر بها الأطفال في القاهرة بكل متناقضاتها؛ وكانت الثلاث أعمال من سيناريو كمال الشيخ.
البداية من ضحى أمير
نجحت الطفلة ضحى أمير ـ سميرة في فيلم حياة أو موت ـ في إتعاب كل مشاهدي فيلم حياة أو موت سنة 1954 م، والذي حقق جوائز متعددة بعد صدوه بعام من المركز الكاثوليكي المصري، وجائزة الدولة عام 1955 م، واحتلاله المركز 38 في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية.
تميز فيلم حياة أو موت بالابتعاد عن التقليدية التي خيمت على السينما ككوميديا وأكشن، حيث نجح السيناريست والمخرج كمال الشيخ أن يخلق أسلوباً جديداً في الإثارة مبني على إدخال الإثارة مع الإنسانية عبر شخصية سميرة أحمد إبراهيم القاطن في دير النحاس والتي تحاول شراء الدواء لأبيها المريض، فيضيف الصيدلي مادة سامة قاتلة ويكتشف الصيدلي ذلك.
وقعت ظروف فيلم حياة أو موت خلال حقبة الخمسينيات الخالية من أي وسيلة اتصال باستثناء الراديو، أما يوم الحادثة فكان عيد، وهنا نجح كمال الشيخ في أن يجعل الأحداث متصاعدة.
قيمة الفيلم الحقيقية كإرث سينمائي، هو أن كمال الشيخ نجح في تصوير كافة أجواء محافظة القاهرة ليعطيك تعريفاً بشكل الشارع المصري وشخصياته، وعاش الفيلم بإفيه “إلى احمد ابراهيم الساكن في دير النحاس لا تشرب الدواء الدواء فيه سم قاتل”، وانتهى بشكل الطفلة سميرة أحمد إبراهيم بتوجيه الشكر إلى الحكمدار قائلةً “شكرا يا شاويش”.
مثلت الطفلة ضحى أمير فيلمين قبل حياة أو موت هما ريا وسكينة ووعد، وعقب فيلم حياة أو موت مثلت في 4 أعمال أخرى هم ثورة المدينة،رد قلبي،شباب اليوم،جمعية قتل الزوجات.
إيمان ذو الفقار .. حبيبة أونكل عزت
نجح فيلم ملاك وشيطان في أن يأخذ شهرة حياة أو موت، وحققت الطفلة إيمان ذو الفقار ـ سوسن في فيلم ملاك وشيطان ـ، شهرة كبيرة من خلال شخصيتها سوسن وإيفيه “أونكل عزت”.
اختلف شكل الطفلة في هذا الفيلم عن العمل السابق، فقد كان إيمان ذو الفقار ملائكية، ورغم اعتماد كمال الشيخ على الإثارة في أحداث الفيلم، لكنه لعب على الوتر الإنساني حتى في المجرم من خلال شخصية “عزت” الرجل الشرير القاتل الذي فقد حياته من أجل حماية سوسن والتي كانت ستقتل على يديه، لكن رقتها ساهمت في ترقيق قلبه.
لم تدخل إيمان ذو الفقار في التمثيل بعد هذا الفيلم إلا بـ 17 سنة، من خلال فيلم حرامي الحب مع عادل إمام سنة 1977، وبعده بعام في فيلمي القطط السمان وقصر في الهواء، وختمت مسيرتها السينمائية في سنة 1980 من خلال فيلم كم أنت حزين أيها الحب.
الشيطان الصغير الذي اشتهر في الحفيد
لم يختلف محمد يحيى آخر نموذج من أطفال سينما كمال الشيخ، عن سوسن وسميرة، فهو نفسه دخل معمعة الإثارة والتشويق التي تحبس الأنفاس في أفلام كمال الشيخ، لكن كان مصير محمد يحيى مختلفاً.
لم يلقى الشهرة المرجوة مع كمال الشيخ في فيلم الشيطان الصغير سنة 1963 م، والذي كان قوياً من حيث قصته عبر شخصية الطفل عصام الذي تسعى له العصابة من أجل قتله بعد أن رآهم وهم يرتكبون الجريمة.
ظل الطفل محمد يحيى ـ عصام في فيلم الشيطان الصغير ـ، دون بصمة في الذاكرة حتى جاء دوره في آخر أفلامه سنة 1975 من خلال شخصية سامي في فيلم الحفيد.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال