صاحب الانتصار الأول على الصليبيين.. قتله حشاش بعد المعركة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بين مدن جزر دجلة و الفرات تقع إمارة الرها إحدى المدن التي سقطت في يد الصليبيين بين الموصل و الشام لسكان بين ساميين وسريانيين معتنقين للمسيحية، يصفها الحميري في كتابه بأنها “سهلية جبلية كثيرة البساتين والخيرات، مسندة إلى جبل مشرفة على بساط من الأرض ممتد إلى حران وليس في جميع بلاد الجزيرة أحسن منها منتزهات ولا أكثر منها فواكه، وعنابها على قدر التفاح”.
شهد العام 1097 م أول انتصار حققه الصليبيين في الرها والتي لأهميتها استراتيجياً صارت الإمارة الأولى لهم في الشرق، ولتكون هي أكبر وأخطر مستعمرة صليبيةً مصدر خطر كبير على الطريق البري الممتد من مدينة الموصل إلى مدينة حلب.
كان كبير الأتابك ومؤسس حكم الزنكيين في الشام عماد الدين زنكي أول من أطلق شرارة الحرب على الصليبيين، فبسط سيطرته على مناطق كثيرة في غربي الفرات وصارت الرها على مرمى من أنظار جيشه.
بدأت خطوات الانتصار الأول على الصليبيين في نوفمبر 1144م حينما خرج عماد الدين زنكي بقواته من مدينة الموصل متظاهراً بغزو ديار بكر الواقعة في أعالي دجلة.
بالتوازي مع تحركاته غادر جولسين حاكم الرها إمارته متوجهاً إلى أنطاكية لحضور احتفالات رأس السنة، فتمكن عماد الدين زنكي من ضرب حصار على الرها في 28 نوفمبر سنة 1144 م، وتشكلت فرق متعددة لنقب جدران إمارة الرها وإحداث ثغور فيها.
استمر الحصار 4 أشهر في خلالها غادر الكونت جوسلين إمارة أنطاكية ولجأ إلى قرية تل باشر القريبة من إمارة الرها وانتظر الامتدادات التي لم تفيده في شيء، نتيجة لسقوط الرها في يد عماد الدين زنكي.
أحدثت عملية سقوط الرها ضربةً في الصميم الصليبي أدى إلى إشعار نار الحملة الصليبية الثانية لتحرير الرها باعتبار أنها خط الدفاع الأول عن بيت المقدس لكن دون جدوى.
لم يُكْتَب لـ “عماد الدين زنكي” صاحب الانتصار أن يكمل مشواره الحربي ضد الصليبيين، بسبب قتله لكن لم يكن موته قتيلاً على يدهم وإنما كان بيد كبير حراسه يوم 15 سبتمبر 1146 م، والذي كان من الحشاشين الفاطميين أثناء حصار عماد الدين زنكي لقلعة جبر على نهر الفرات.
وبعد اغتيال عماد الدين زنكي صاحب الانتصار حاول الصليبيين استعادة الرها من جديد، إلا أن ابنه الملك الصالح نور الدين محمود، الذي خلفه على إمارة حلب، تصدى لهم.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال