“صاحبة الفستان الأزرق” عندما كان الموضوع تريندًا يخص ملابس فلاحين مصر عام 1962م

أخذ فيديو صاحبة الفستان الأزرق اهتمامًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين رافضٍ لما فعلته، وبين داعمٍ لها(1)، فيما ذهب آخرون للبحث عن المصور لذلك الفيديو لمعاقبته وهو الأمر الذي تبنته الناشطة النسائية نهاد أبو القمصان.(2)

قديمًا كان هناك تريند مثل صاحبة الفستان الأزرق

أخذت المواطنة ياسمين شهرةً بوصف صاحبة الفستان الأزرق أكثر من شهرة اسمها واسم عائلتها، ولأن لون الزي كان أزرقًا، فقد كان هناك تريندًا آخر لأزياء الرجال باللون الأزرق، لكن قبل زمن الانترنت، وهو زي الفلاحين.

اقرأ أيضًا 
الجلابية والبدلة في العمل الحكومي .. قصة ثنائية أزياء الموظفين التي حسمها عبدالناصر

في الوقت الذي كان الرأي العام يهتم بحادث منع المصريين من أداء فريضة الحج في مايو 1962م، على خلفية أزمة كسوة الكعبة في تطور للخلافات المصرية السعودية زمن الرئيس جمال عبدالناصر، كان هناك في الدلتا اهتمامًا بقرار إسماعيل فريد محافظ الدقهلية الذي يقضي بإلغاء الجلباب الأزرق للفلاحين واستبداله بقميص وبنطلون وبيادة، وكان أول من ارتدى الزي الجديد هو إسماعيل البدرشيني وأشرفت نوال السيد عضو لجنة النشاط النسائي على تطبيق القرار.(3)

قصة محاولة توحيد زي للفلاحين في مصر

كان إسماعيل فريد محافظ الدقهلية قد أراد هذا التغيير لأن الزي الجديد يكفل الرعاية الصحية بمنع البهارسيا والجراثيم أثناء العمل بدون حذاء، فضلاً عن أنه يشجع على التعاون لأن الجمعيات التعاونية ستؤدي عملها بتوزيع هذا الزي مقابل أقساط مريحة بعد تمويلها عن طريق بنك التسليف الزراعي، بالإضافة إلى أنه سيؤدي لرفع الروح المعنوية بين الفلاحيين وتغيير شكل العمل الروتيني بما يتناسب مع تطور الزراعة واستعمال الآلات الحديثة في الحقول.

طُرِحَت 5 نماذج لزي الفلاحين الجديد أولهما، عبارة عن بدلة زرقاء أو رمادية من تيل المحلة وكاسكت وحذاء من القماش أو الكاتشوك بثمن 216.5 قرش، بينما الثاني عبارة عن قميص وبنطلون وطاقية وحذاء بسعر 195قرش، فيما كان الزي الثالث يتكون من سويتر بني اللون وبنطلون وفاروقية وحذاء بسعر 203 قرش، فيما تكون الزي الرابع من أفرول كاكي أو أزرق وطاقية وحذاء بثمن 180 قرش، فيما خُصِّصَ الزي الخامس للأطفال وهو عبارة عن قميص وبنطلون وحذاء وثمنه 114 قرش.

وقد تم طرح هذه الأزياء على قرية كفر اللاوندي بمدينة أجا محافظة الدقهلية بحضور علي عبدالعزيز رئيس مجلس مدينة أجا وتم تجريب الأزياء على 5 فلاحين، وبعد يوم من التجربة عقد انعقد اجتماع من 21 عضو من الجمعيات التعاونية وعمال زراعيون ومهندسون زراعيون وأحمد حسين رئيس قسم العلاقات العامة بمجلس المدينة لمعرفة الآراء.

لم يتم تطبيق أيٍ من أنواع الأزياء المطروحة ورفض الفلاحين استخدامها لأسباب عديدة فهي تشبه ملابس أزياء عمال يوغوسلافيا والصين، بالتالي هي تصلح لعمال التراحيل لا المزارعين، فضلاً عن أن غطاء الرأس لا يحمي رأس الفلاح من الشمس ويمكن استبدال الغطاء بقبعة من الخوص، بالإضافة إلى أن ألوان الأقماش غامقة وتصميمها، إلى جانب أن تصميمها يبطئ من حركة الفلاح أثناء عمله بالفأس ولا يصلح للجلوس على الأرض ولا المصطبة، وبالتأكيد فإن أثمناها ليست في متناول ميزانية الفلاحين.

إقرأ أيضا

مومياء تولوند البالغة من العمر 2400 عام وأخذ بصمات أصابعه بسبب حفظها الجيد

واقترح الفلاحين على المحافظ زيًا آخر بسعر 110 قرش مكون من قميص دمور يصل إلى الركبة  بـ20 قرش وبنطلون واسع بسعر 40 قرش وحذاء برقبة بـ 40 وقبعة من الخوص بـ 10 قروش؛ وتلك مزانية تناسب الفلاحين، وحتى الآن لم يتم التنفيذ.

(1) فيديو “صاحبة الفستان الأزرق” حديث المصريين.. فما القصة؟، موقع BBC العربي، 15 يونيو 2023م.
(2) تحرك عاجل من نهاد أبو القمصان لفتاة الفستان الأزرق: كنتِ قمر ومبهجة وهقدم بلاغات وأجيب لك حقك
(3) كمال سعد، الجلباب الأزرق يختفي من القرية، مجلة آخر ساعة، عدد: 1439، يوم 23 مايو 1962م، ص ص11–13.