“صور” ما هو المخطوط الذي ظهر في نهاية الحلقة الثالثة من الحشاشين

انتهت الحلقة الثالثة من الحشاشين بظهور مخطوط يمسكه حسن بن الصباح بنهاية الحلقة من المسلسل، عقب تفادي سفينة الحسن بن الصباح لحالة مد وجذر في البحر وكان في أعلاها عنوان «مواقيت الرياح وحساب سرعتها».

ما هو أصل المخطوط ؟

المخطوط الذي ظهر في نهاية الحلقة الثالثة من الحشاشين هو جزء من «رسالة في العلَّة الفاعلة للمد والجزر» والتي كتبها أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي.

في سنة 2022م حقق الدكتور سائر بصمه جي محتويات المخطوطة فذكر أن لها نسخة موجودة في مكتبة آيا صوفيا ضمن مجموع من الصفحة (153ظ -157و) بعنوان رسالة يعقوب بن إسحاق الكندي إلى بعض إخوانه في العلَّة الفاعلة للمدِّ والجزر، وتحمل رقم AYASOFYA-4832، واسم الناسخ: الفقير أحمد شيخ زاده المُفتش بأوقاف الحرمَين الشريفين غفر الله له، وتقع في 4 ورقات على 32 سطر.

وقد كتبها يعقوب بن إسحق الكندي لبعض إخوانه وقال في أولها «سدد الله خطاك لدرِّ الحق، وأعانك على نَيل مستوى عراته. سألت، أسعفك الله بمطالبك عن العلة الفاعلة للمد والجزر، وقد كنتُ أظنُّ أنه قد تقدَّم عندك من أكثر الأقاويل التي سمعتَ منَّا ما فيه الكفاية في إيجاد ذلك»

لماذا الربط بين المشهد والمخطوط شيء عبقري

لما قام الدكتور سائر بصمة جي بتحقيق المخطوط وتفريغه قال المخطوطة ليست واضحة كثيرًا، وإنما يُعاني مَن يُحاول قراءتها.

وتكمن عبقرية صناع مسلسل الحشاشين وتحديدًا مهندس الديكور أحمد فايز، أنهم كتبوا المخطوطة بطرازها القديم لكن مع وضوح في الخط بشكل يؤكد للجمهور أن هذه النسخة مصورة من المخطوط الأصلي، بينما ما حدث أنهم كتبوها بأيديهم لكن بنسق وتنظيم القرن الثامن الميلادي.

الشيء الثاني الذي تجدر الإشادة به هو اختيار المخطوط نفسه، فأحداث المسلسل تقع في القرن ال11م، واستعانوا بهذا المخطوط لأنه ينتمي للقرن الثامن وذلك لأن الكندي توفي سنة 873م.

والجمل المكتوبة في مخطوط المسلسل هي «فإذا كان لا تضاد لكل دائرة من الدوائر المتوازية، [لا] بالطبع ولا بالعرض، فليس يختلف الفعل فيها من جهة ما حلَّ فيها من الأشخاص العالية.

فإذن أيضًا يختلف الفعل فيها من جهة الموضوع لقبول الانفعال منها، أعني الأرض وما عليها من الكائنات الفاسدة؛ وإنما يختلف الموضوع للانفعال بوضعه من الفاعل؛ إذ هو أيضًا بالطبع أحدٌ، وإنما يختلف بعرض، أعني أن كلَّ مَوضع من الأرض هو بالطبع واحدٌ، إلا أنه يعرض له أن يكون مَشرقًا لمَوضع ومَغربًا لآخر، ومُسامِتًا وسط السماء لآخر، ومُسامتًا وتد الأرض لآخر.

إقرأ أيضا

في حب علي صبحي .. أول مهرج قال الحقيقة

فإذن للمُنفعل أن يقبل من الفاعل فيه، إذا كان في مَشرقه ضدَّ ما يقبل في وسط سمائه، وإذا كان في مغربه ضدَّ ما يقبل منه، إذا كان في وسط سمائه، وإذا كان في وتد أرضه ضدَّ ما يقبل منه، إذا كان في مَغربه، وإذا عاد إلى مشرقه ضدَّ ما يقبل، إذا كان في وتد أرضه، وإذا كان في مشرقه أو مغربه، قبل منه ضدَّ ما يقبل منه، إذا كان في وسط سمائه أو وتد أرضه، فإذا كان في مشرقه أو مغربه قبل منه قبولًا واحدًا؛ فلذلك ما تعرض الأحداث»

وللإطلاع على نص المخطوط كاملاً انظر :-

سائر بصمه جي، ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي، ط/1، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2022م، ص ص171-184