طنطا في عيون الاجانب .. لا زالوا متأثرين بجمالها حتى الآن
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قد لا يعرف البعض أن طنطا في عيون الأجانب ليست مجرد مدينة مصرية فقط وإنما كانت منبعًا للجمال ومصدره، فلطالما رأينا انبهار شعوب أوروبا بمصر إما للحضارة المصرية القديمة بآثارها ومعابدها، وإما بالقاهرة لفنون العمارة بها، أو الإسكندرية لجمالها الأخاذ.
طنطا ما قبل الأجانب وبعدهم
اكتسبت مدينة طنطا ثقلاً كبيرًا في منتصف القرن التاسع عشر عندما جعلها محمد علي باشا عاصمة لمديرية الغربية، وشيئًا فشيئًا صارت أهم مدن الدلتا حين تم توسعتها وعمارتها دون المساس بأجواءها الزراعية.
اجتذبت طنطا الأجانب عندما تم مد السكة الحديد لها، فأخذت أهمية تجارية كبرى، فقررت بعض الجاليات الأجنبية بالإقامة فيها مثل العائلات الإنجليزية ورموز من الجاليات الإيطالية واليونانية إلى جانب الأرمن.
ساهم الأجانب كثيرًا في ازدهار التجارة والصناعة بطنطا فكان اليونانيين متخصصون في الألبان، بينما احتكر الإيطاليون محالج القطن، وهذا أضفى رونقًا معماريًا خاصًا على طنطا.
اقرأ أيضًا
قصة رجل أدخل الإسعاف في طنطا “دفع من جيبه لأعمال الخير وخدمة الماسونية”
طنطا في عيون الأجانب .. فاتنة جيمس إنجليس ورائعته
على طريق إديرستون في مدينة بيبلز الأسكتلندية يقع قصر جميل يعرف باسم طنطا كروفت وكان اسمه بيت طنطا tantah house والذي تم بناءه عام 1884 على يد جيمس إنجليس.
كان إنجليس من ولاية فيكتوريا الأسترالية ورحل في بداية عمره إلى مصر للعمل، وفي ذلك الوقت كانت طنطا مدينة ذات طابع جذاب لمئات العائلات الأجنبية للعيش والعمل فيها، فاستقر جيمس في مدينة طنطا، حيث زراعة القطن واستطاع جيمس أن يصنع لنفسه ثروة من خلال عمله في مصر ويصبح تاجرًا للقطن، لأن في ذلك الوقت كان هناك نقص عالميًا للقطن بسبب الحرب الأهلية الأمريكية.
قرر إنجليس أن يتقاعد في سن مبكر ويرجع إلى مدينة بيبلز الأسكتلندية وبناء قصر غاية في الجمال وأطلق عليه اسم “طنطا كروفت” من عشقه لمدينة طنطا وتيمنًا بجمال مدينة طنطا الذي فتنه وتقديرًا للوطن الثاني له مصر والذي جعله من الأثرياء، وليس ذلك فقط بل قام بإنشاء مصنع طنطا لسباكة المعادن في مدينة اسكتلندا أيضًا.
عمر القصر الآن 132 عامًا، ولا زال القصر يحتفظ بكثير من رونقه وطابعه الأصلي كما تم إدراجه ضمن أحد أهم المنشآت الإقليمية في تاريخ اسكتلندا، وأصبح القصر الآن فندق كبيرة في بلدة بيبلز الأسكتلندية.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال