عمار بن ياسر في مصر .. النزهة بالتخليد والكذب به داخل الصعيد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
خلت كتب التاريخ عن ذكر أي سيرة للصحابي عمار بن ياسر في مصر لا على مستوى الفتح العربي لها، أو حتى على مستوى الزيارة في كتاب در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة، ومع ذلك ارتبط الصحابي بالمحروسة إداريًا وشعبيًا.
عمار بن ياسر والحديث النبوي الصادم
في عام 56 قبل الهجرة كان ميلاد عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر.
جاء والده ياسر إلى مكة مع شقيقيه الحارث ومالك من اليمن بهدف البحث عن شقيقهم الآخر، ولم يجدوه فرجع الحارث ومالك وظل عمار في مكة وحالف أبو حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وزوجه سمية والتي أنجبت له عمار وصار من موالي بني مخزوم.
كانت عائاو عمار بن ياسر من أوائل الذين دخلوا في الإسلام وقد تم تعذبيهم من أجل ترك الدين، ووعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة بقوله «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة»، وقُتِل والده ليتركوا دينهم، أما والدته قتلها أبو جهل بحربة، وأمام شدة التعذيب قام عمار بمهاجمة النبي وندم حتى نزل قول الله تعالى «مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
يذكر لعمار بن ياسر أنه صاحب فكرة إقامة أول مسجد في الإسلام بوقت الهجرة حيث قال «ما لرسول الله بُد من أن نجعل له مكانًا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه، ويصلي فيه، فجمع عمار حجارة، فبنى مسجد قباء، فكان أول مسجد بُني.
واكتسب عمار بن ياسر محبة من النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال فيه «من عادى عمّارا عاداه الله، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله»، لكن هناك حديث آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم «ويح عمار .. تقتله الفئة الباغية .. يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»، إذ قُتِل عمار بن ياسر في معركة صفين وحضر حديث قتله فكان ذلك سببًا في الهجوم على معاوية بن أبي سفيان، وحتى الآن لم تخمد المناوشات بين الشيعة والسنة حول حروب الفتنة بين الصحابة.
تبريرات كثيرة اتخذها أهل السنة، فبعضهم ذهب إلى فرضية عجيبة قالها بن بطال « قوله: (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) ، إنما يصح ذلك في الخوارج الذين بعث إليهم علىّ عمارًا ليدعوهم إلى الجماعة ، وليس يصح في أحد من الصحابة؛ لأنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتأول عليهم إلا أفضل التأويل ؛ لأنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أثنى الله عليهم وشهد لهم بالفضل».
لكن هذا لا يستقيم مع منطق التاريخ إذ أن المواجهة الفكرية ضد الخوارج ظهرت بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح في يوم صفين، وقد قتل عمار بن ياسر قبل رفع المصاحف وكان عمره 93 سنة.
عمار بن ياسر في مصر جغرافيًا
في صعيد مصر يقع ضريح عمار بن ياسر بمسجد يحمل اسمه شرق مدينة البلينا ويقام له مولد سنوي، غير أن عمار بن ياسر لم يتم دفنه في مصر وإنما في محافظة الرقة بسوريا داخل مسجد أويس القرني والذي يحتوي على مقام عمار بن ياسر وأويس القرني.
وفي مصر الجديدة ودخل حي النزهة تم تخليد اسم عمار بشارع على إسمه، وبذلك يكون هو الشخصية السابعة في سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة، وكنا في الحلقات السابقة من سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة تناولنا سيرة أحمد خشبة باشا في الحلقة الأولى، بينما تناولت الحلقة الثانية شخصية نخلة المطيعي، فيما تناولت الحلقة الثالثة شخصية إبراهيم اللقاني، أما الحلقة الرابعة فكانت عن فوزي بك المطيعي، أما الحلقة الخامسة فكانت عن عبدالقوي أحمد باشا، أما الحلقة السادسة عن المهندس سيد عبدالواحد.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال