همتك نعدل الكفة
52   مشاهدة  

فن القوما وتطور مهنة المسحراتي

مهنة المسحراتي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اشتهرت مهنة المسحراتي منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل كتب التاريخ والسير دونت أن أول مسحراتي هو ” بلال بن رباح” الذي كان يؤذن آذان إباحة لأكل وقت السحور قبل أن يصعد ” ابن أم مكتوم” و يؤذن آذان المنع.

وكما سجل التاريخ أول مسحراتي في تاريخ الإسلام، فإن التاريخ سجل أيضًا أشهر مسحراتي في التاريخ ويدعى ” أبا نقطة” ويعود شهرة الرجل لارتباط اسمه بابتكار شعر شعبي يسمى “القوما” وهو شعر له وزنان مختلفان وكان يسحر به الخليفة العباسي الناصر لدين الله مقابل راتب سنوي،وهونقططة تحول في هذه المهنة، فبعد ” القوما” أصبح المسحراتي ينشد أثناء الضرب على الطبلة .

وقد عرف هذا النوع من الشعر بالقوما من قول بعض المغنين “قوما لنسحر قوما ” ، وعندما توفي” أبو نقطة” جاء من بعده ولدًا صغيرًا حاذقًا ينظم “القوما” ، فأراد أن يعلم الخليفة بموت أبيه ليأخذ وظيفته فلم يتيسر له ذلك ، فانتظر حتى جاء رمضان ووقف في أول ليلة منه مع أتباع والده قرب قصر الخليفة وغنى “القوما” بصوت رخيم رقيق ، فاهتز له الخليفة وطار طربًا ، وحين هم بالانصراف انطلق “ابن أبي نقطة” ينشد :

يا سيد السادات … لك في الكرم عادات

أنا ابن أبي نقطة … تعيش أبي قد مات

فأعجب الخليفة بسلامة ذوقه ولطف إشارته وحسن بيانه مع إيجازه ، فأحضره وخلع عليه ورتب له ضعف ما كان لوالده .

ولم تقتصر مهنة المسحراتي على الرجال فقط فيقول صاحب كتاب” رمضان زمان” أن النساء عملت حتى إن الشيخ “زين الدين بن الوردي” أنشد فيها شعرًا قائلًا: عجبت في رمضان من مسحرة .. بديعة الحسن إلا أنها ابتدعت قامت تسحرنا ليلًا فقلت لها … كيف السحور وهذى الشمس قد طلعت”.

المسحراتي في مصر 

تعتبر مهنة المسحراتي من أبرز الأشياء التي لفتت نظر المؤرخين وزوار القاهرة من عرب وأجانب،  و يستخدم المسحراتي في مصر طبلًا صغيرًا يسمى ” الباز”  يضرب عليه بقطعة من الجلد ثلاث دقات متتالية فاصلًا بينهم بأشعار ونداءات يجوب بها الحارات والأزقة .

قديمًا كان المسحراتي في مصر يصطحب طفلًا صغيرًا في جولته يحمل قنديلين في إطار من الجريد،ويقفان أمام كل منزل يقطنه مسلم من المستورين القادرين على مكافأة المسحراتي،وينشد : لا إله إلا الله ومحمد الهادي رسول الله فاصلًا بينهما بثلاث دقات على “الباز” يواصل إنشاده بالنداء على صاحب البيت وإخوانه وأولاده الذكور .

يقول صاحب كتاب “رمضان زمان” كان المسحراتي يتحاشى ذكر أسماء النساء إلا البنات الأبكار إذا ما وافق صاحب المنزل على ذلك،فكان يقوم بدور الخاطبة ولإعلان عنهن مقابل مبلغ مالي  وفي هذه الحالة الأخيرة ينشد قائلًا : وأسعد الليالي إلى ست العرايس فلانه .. ويضرب طيلة بعد كل تحية، وبعد أن يحيي الرجال يقول ليقبل الله منه صلواته وصيامه وطيباته ويختم بقوله والله يحفظك يا كريم كل عام

أما البيوت الأكثر شهرة وغنى فكان المسحراتي إضافة لما سبق يروي أغاني طويلة أو قصة الإسراء والمعراج في سجع غير موزون أو يروي قصة من القصص المذكورة في القرآن الكريم أورواية ذات طابع شعبي وبالطبع لا يغفل عن الطبلة،وبعد انقضاء الشهر يحصل على أجره في عيد الفطر عند مروره بذات المنازل وذلك أما نقدًا أو عينًا من كعك العيد.

أشعار أنشدها المسحراتي 

ومن الأشعار التي كان المسحرون ينشدونها قولهم :

یا غفلان وحد ربك وبالتقى عمر قلبك

ما يوم تقلق على رزقك … دا ربنا عالم بالحال

يارب قدرنا على الصوم وأحفظ إيماننا بين القوم

وارزقنا يا رب باللحم المفروم

أحسن يا رب ماليش سنان

وهناك أشعار أنشدها المسحرون ومنها :

یا غفلان وحد ربك وبالتقى عمر قلبك

ما يوم تقلق على رزقك دا ربنا عالم بالحال

يارب قدرنا على الصوم وأحفظ إيماننا بين القوم

وارزقنا يا رب باللحم المفروم

… أحسن يا رب ماليش سنان

إقرأ أيضا
الذين ضربوا السايب

وكتب الشيخ “محمد النجار “شيخ الزجالين في أواخر القرن الماضي عدة أدوار

للمسحراتي منها قوله :

ثبت هلال رمضان وقالوا صيام لرؤيته والشك زال باليقين أحياكم المولى إلى كل عام وكل عام وأنتم بخير طيبين

وله أيضاً مواويل سحر بها المسحراتية من بينها : یا خاسر الدین با فاطر نهار رمضان

ما هوش كدا المسلمين ما هوش كدا الإيمان تدب بطنك وتحلف قال كمان إيمان فاطر وكداب على الله في نفس واحد

في أمر تقدر عليه النسوان

قلل من الفول يا مخلول والطرشي

الحسن تغشلق وتبقى من العشا تحشى

كما كتب شاعر العامية فؤاد حداد للمسحراتي ونالت شهرة واسعة خاصة حينما أنشدها الشيخ سيد مكاوي.

اقرأ أيضًا :كمثل أولاد يعقوب ..كيف تنال بركة شهر رمضان 

الكاتب

  • مهنة المسحراتي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان