“قبل موته بـ 7 شهور” كيف ودع زكي طليمات حبه للمسرح في مقال ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ظل الفنان الراحل زكي طليمات عاشقًا للمسرح طيلة مسيرته الفنية ولم يَفْتُر حبه لهذا الفن حتى خلال أواخر حياته، إذ كان مؤمنًا بأهميته.
زكي طليمات ونظريته في وداع المسرح
كتب زكي طليمات أعمالاً متعددة عن المسرح صارت مراجع مثل «ذكريات ووجوه، هذا الفن الوافد العجيب، التمثيل .. التمثيلة .. فن التمثيل العربي».
رحل زكي طليمات عن الدنيا في ديسمبر سنة 1982 وقبل وفاته بـ 7 أشهر كتب مقالاً عن المسرح، بتاريخ 11 مايو سنة 1982 بعنوان «إلى أن يمضي الإبداع في حياتنا الثقافية .. أفكارنا المسرحية مقتبسة من الغرب».
خلال ذلك المقال تناول زكي طليمات مسألة الاقتباس، واستهل مقاله بالتأكيد على أن نجاح أي مسرحية سواءًا أكان ذلك في الماضي أم في الحاضر أو المستقبل البعيد اعتمد وسيعتمد دائمًا على عناصر ثلاثة هي المؤلف والممثلون والمخرج، وقال عن تلك المكونات «هذه العناصر في مجموعها تؤلف خصلة تمثيلية أو عرضًا تمثيليًا وتكون انعكاسًا لما يحس به الجمهور ويؤثر في وعيه، هكذا كان المسرح دائمًا وسيظل كذلك طالما بقي، نفس الشيء ينطبق على كافة الفنون وبالتالي فإنه لا يوجد جديد في الأدب أو الفن، فالجديد دائمًا هو حلقة تضاف لسلسلة الحلقات الممتدة والضاربة بجذورها في أعماق القديم، بل إن هذا الجديد كثيرًا ما يلبس لباس القديم ويتزي بزيه».
اقرأ أيضًا
نجيب الريحاني وشارلي شابلن .. علاقة إعجاب أم تقليد ؟
لم يتخذ الفنان الراحل موقفًا سلبيًا من الاقتباس حيث قال «إذا كان مسرحنا حتى الآن يعتمد على الاقتباس من الغرب بدرجة كبيرة فإن هذا لا يدينه فالمسرح فن دخل حياتنا مع مظاهر الحضارة الأوروبية ومسرحنا المصري الحديث، مائة عام في تاريخ الأدب تعتبر فترة قصيرة، ولكن المؤكد أن مسرحنا في خلال تلك الفترة الوجيزة من الزمن استطاع أن يقطع شوطًا كبيرًا في الإجادة، نحن مازلنا حتى الآن نقتبس من الغرب وليس هذا عيبًا إنما العيب أن ندعي أننا لا نقتبس وأننا ولدنا ونعيش عباقرة.».
أزمة الاقتباس من وجهة نظر طليمات تكمن في عدم معرفة الحدود وشرح ذلك باستفاضة قائلاً «المشكلة ليست أن نقتبس من الغرب أو لا نقتبس من الغرب ولكن ما هي الحدود التي يجب أن نقف عندها وألا نتخطاها عند تقليدنا للغرب ؟ في اعتقادي أنه يجب الاستفادة من كل تجربة جديدة مفيدة وأن نتوقف تمامًا ونفكر ألف مرة قبل أن نقل الاقتباس، بقاء المسرح مرتبط ببقاء النص، فالمسرح لن يصبح فنًا إلا بعد أن كتب له النص وأصبح يراجع وينقح طبقًا لقواعد ونظريات الدراما.»
المسرح الحقيقي بالنسبة لزكي طليمات لا يقوم إلا إذا وجد النص المسرح الذي يجمع الموضوع ولا يغفل رأي الجمهور، فمسرح بدون جمهور مثل جامع بلا مصلين، ومن أهم عناصر المسرح الحقيقي أن يكون مأخوذًا من صميم الحياة الجارية ويقدم بأسلوب خالي من التعبيرات اللغوية الغريبة بل يكون جامعًا للسهول والإيناس والقبول.
اختتم زكي طليمات مقاله فقال «في تصوري أن المشكلة الحقيقة التي تواجه مسرحنا اليوم هذا المفهوم الغريب الذي يدل على سذاجة، فإما أن يوجد مسرح أو لا مسرح، والمسرح كما قلت من قبل هو الحياة والجمهور، ولكن الأمل معقود على المعاهد الأكاديمية التي تؤدي واجبها في عناد وإصرار لتعيد للحياة الفنية رونقها وازدهارها».
المراجع
-
حوار زكي طليمات مع أمينة صبري ـ إذاعة صوت العرب
-
دنيا الثقافة – عدد 11 نوفمبر 1982 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال