قصة أول حادث ضرب المدرسين من التلامذة في مصر ” وقع بكفر الشيخ”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تتوارى جملة الزمن الجميل مع حقائق التاريخ خاصةً فيما يخص وضع الدراسة وحوادث ضرب المدرسين من التلامذة في مصر.
ما قبل مرحلة ضرب المدرسين من التلامذة
كانت الحوادث منتشرة في المؤسسات التعليمية ومنذ زمن سحيق، ولعل أغرب الحوادث التي وقعت ما جرى في يوم 18 يونيو 1950م عندما نظرت محكمة السيدة زينب قضية مغازلة طالبات المدراس ومعاكستهم في الجيزة والإسكندرية وأسيوط وقضت ببراءة الجميع مع دفع غرامة.(1)
ما الذي حدث في سخا بمحافظة كفر الشيخ
لم يحدث في مخيلة أحد أن يكون هناك مدرس يتم ضربه على يد تلامذته، وهو ما حدث في مدرسة سخا التجارية المشتركة الثانوية في كفر الشيخ، إذ قام التلامذة بضرب كلٍ من:- حسن محمد شحاتة السواح، معلم مادة اللغة الإنجليزية، وماهر بشارة، معلم اللغة الفرنسية، ويونس الصاوي ناظر المدرسة، ومعلم آخر وهو عاطف اليماني.(2)
اقرأ أيضًا
“أعنف من حريق القاهرة” قصة احتراق كفر متبول في كفر الشيخ عام 1947م
البداية كانت يوم 9 يناير 1985م عندما قام ماهر بشارة معلم اللغة الفرنسية بمعاقبة تلميذ تأخر في الحضور للمدرسة، ومضى اليوم بشكل عادي، ومع انتهاء اليوم الدراسي وخروج المدرسين جاءت سيارة ميكروباص ونزل منها التلميذ كامل السيد عبدالجواد ومعه تلاميذ و9 أشخاص وفوجئ المدرسين بأن الطلاب يحاولون اختطاف مدرس اللغة الفرنسية للانتقام منه، فقاموا بالذهاب للدفاع عن زميلهم ليقابلوا بوابل وافر من الضرب بالعصي والشوم والركل بالأرجل.
جاءت سيارة الإسعاف ونقلت المدرسين للمستشفى وبعد يوم ذهبوا لتحرير محضر في الشرطة، وكادت الأمور أن تأخذ مجراها القانوني لولا أن مأمور القسم أشار لحسن محمد شحاتة السواح معلم اللغة الإنجليزية وأشار له بضرورة التصالح وتسوية الموضوع.
حكى حسن محمد شحاتة السواح أن المأمور قال له: الصلح خير، وانا شايف أنك تقعد في مجلس عرف مع والك التلميذ وتأخذ ألف جنيه احسن ليك، لأن هؤلاء الناس أشرار، ولا أستطيع أن أضمن سلامتك لأنك من القاهرة وغريب عن كفر الشيخ.
وتطور الأمر أكثر عندما جاء ماهر بشارة معلم اللغة الفرنسية لبيت زميله السواح معلم اللغة الإنجليزية، ومعه مجموعة من الناس من بينهم والد التلميذ الهارب، وقالوا له أن يتنازل مقابل أي مبلغ يدفعه والد التلميذ، خاصةً وأن الجميع تنازلوا، ومع رفضه هددوه بقولهم: يبقى أحسن ليك تطلب نقل من المحافظة نهائيًا.
تحسر السواح على ما جرى وقال: انتهت القصة، وحتى الآن لا أجرؤ على الذهاب إلى المدرسة، ولا أعرف إذا كانت الشرطة قد قبضت على التلميذ المتهم وشركاءه، ولا أعرف ماذا تدبره أسرة التلميذ من بطش تجاهي؛ لتنتهي القصة هكذا.
(1) محرر، قضية اثنى عشر شابًا متهمين بمغازلة طالبات المدارس، جريدة المصري، عدد 18 يونيو 1950م، ص8.
(2) محرر، التلاميذ ضربوا الأساتذة علقة ساخنة، جريدة أخبار اليوم، 19 يناير 1985م، ص10.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال