همتك نعدل الكفة
1٬378   مشاهدة  

قصة السامريين (1-2) التاريخ القديم للطائفة الأصغر عالميًا وتفاصيل الإنشقاق اليهودي

السامريين
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لليهود طوائف عديدة غير أن أكثرهم تميزًا هم السامريين فلا يعتبرون أنفسهم يهودًا وإنما يعتبرون ديانتهم هي السامرية التي تعتمد على التوارة وطيلة آلاف السنين كافح السامريين لإعلان أنهم ليسوا على وفاق عقائدي أو حتى سياسي مع اليهود.

من أين جاءت تسمية السامريين ؟

يهود سامريون
يهود سامريون

كلمة «السامريون» معربة من كلمة «شوميرونيم» العبرية، وتعني سكان السامرة، ويسميهم اليهود الحاخاميين بـ «كوتيم»، بمعنى الغرباء، بينما المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس فيسميهم «الشكيميين» أي المنتسبون إلى شكيم وهي نابلس في العربية.

يوسيفوس فلافيوس
يوسيفوس فلافيوس

تسمية السامريين لأنفسهم هي «شومريم» بمعنى حفظة الشريعة، كما يسمون أنفسهم بنو يسرائيل أو بنو يوسف، لأنهم من نسل يوسف وجذورهم من يهود السامرة الذين لم يتركوا فلسطين عام 722 قبل الميلاد بعد تدمير المملكة الشمالية.

اقرأ أيضًا 
الجنود المجهولون في موسوعة عبدالوهاب المسيري “أحدهم محاسب بالبنك”

يعقب عبدالوهاب المسيري في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية على تعدد التسميات قائلاً «مهما كانت التسمية، ومهما كان تفسيرها، فمن المعروف تاريخياً أنه، بعد تهجير قطاعات كبيرة من سكان المملكة الشمالية، قام الأشوريون بتوطين قبائل من بلاد عيلام وسوريا وبلاد العرب لتحل محل المهجرين من اليهود، وتسكينهم في السامرة وحولها، وامتزج المستوطنون الجدد مع من تبقَّى من اليهود، واتحدت معتقداتهم الدينية مع عبادة يهوه، وقد نتج عن ذلك اختلاف عن بقية اليهود.

لماذا انشق السامريون عن اليهود ؟

طقوس السامريون زمان
طقوس السامريون زمان

حدث الانشقاق النهائي بين السامريين واليهود عام 432 ق. م، عقب عودة عزرا ونحميا من بابل، حيث دافعا عن فكرة النقاء العرقي» وتكلم العهد القديم عن ذلك فقال “في تلك الأيام، كان واحد من بني يوياداع بن الياشيب الكاهن العظيم صهراً لسنبلط الحوروني فطردته من عندي”؛ أما يوسيفوس فقال أن منَسَّى شقيق الكاهن الأعظم تزوج من ابنة حاكم السامرة سنبلط الثالث (الفارسي) ، فخيَّره الكهنة بين أن يطلق زوجته أو أن يتخلى عن مكانته وسلطاته الكهنوتية، فلجأ منَسَّى لحميه الذي بنى لزوج ابنته هيكلاً على عادة العبرانيين القدامى على جبل جريزيم لينافس هيكل القدس، وأصبح الشاب المطرود كاهن السامريين، وبعد أن أسس الهيكل، انضم إليه عشرات الكهنة الآخرين المتزوجين من أجنبيات وعناصر يهودية أخرى غير راضية عن المؤسسة الدينية في القدس.

اقرأ أيضًا 
“كيف ولماذا ؟” عن يهود العالم العربي الذين تقلص عددهم ففتح نظرية فريدمن ؟

يشير الدكتور المسيري أن ثمة عناصر مشتركة بين القصتين تتمثل في بعض الأسماء والعلاقات الأساسية وفي عملية الطرد. ومع أن هناك قرناً من الزمان يفصل بين القصتين الأولى والثانية، فإن من الواضح أنهما تشيران إلى الواقعة نفسها، ويحلل المؤرخون هذه القضية بأن يأخذوا بقصة يوسيفوس ويرجعوا بتاريخها إلى زمن نحميا.

فترة الدياسبورا السامرية

السامريون - رسمة
السامريون – رسمة

حدثت صراعات بين السامريين واليهود ثم تأثروا بكافة التوترات التي تَعرَّض لها اليهود في علاقتهم بالإمبراطوريات التي حكمت المنطقة، واستعرض المسيري تلك النماذج من التوتراث “فبعد أن فتح الإسكندر المنطقة عام 323 ق. م، هاجر بعض السامريين إلى مصر وكونوا جماعات فيها، وهذه هي بداية الشتات السامري أو الدياسبورا السامرية التي امتدت وشملت سالونيكا وروما وحلب ودمشق وغزة وعسقلان؛ وحينما قرر أنطيوخوس الرابع دَمْج يهود فلسطين في إمبراطوريته لتأمين حدوده مع مصر، كان السامريون ضمن الجماعات التي استهدف دمجها وإذابتها رغم أنهم أعلنوا أنهم لا ينتمون إلى الأصل اليهودي، وحينما استولى الحشمونيون على الحكم (164 ق. م)، واجه السامريون أصعب أزمة في تاريخهم إذ سيطر الحشمونيون على شكيم وجريزيم، واستولوا على مدينة السامرة وحطموها، وقد حطم يوحنا هيركانوس هيكلهم عام 128 ق. م.

إقرأ أيضا
الدعارة في تاريخ مصر الإسلامي
آثار على قمة جبل جرزيم يعتقد أنها للمعبد السامري
آثار على قمة جبل جرزيم يعتقد أنها للمعبد السامري

استمر السامريون في تقديم قرابينهم على جبل جريزيم كما أن هَدْم الهيكل لم ينتج عنه انتهاء طبقة الكهنة على عكس اليهود أو اليسرائيليين الذين انتهت عبادتهم القربانية المركزية وطبقة الكهنة التي تقوم بها بهدم هيكل القدس ويبدو أن السامريين لم يساعدوا اليهود أثناء التمرد اليهودي الأول، ومع هذا نشب تمرُّد مستقل في صفوفهم ضد فسبسيان عام 67 ق. م، وتم قمعه، كما ثار السامريون ضد الرومان عام 79 ـ 81 م، فهُدمت شكيم وبُني مكانها نيابوليس (نابلس) بمعنى المدينة الجديدة.

اقرأ أيضًا 
عن يهود الأندلس .. لماذا أحبوا المسلمين لدرجة خدمتهم أكثر من القوط ؟

يؤكد المسيري على أن السامريين تمتعوا بمرحلة ازدهار فكري في القرن الرابع الميلادي تحت قيادة زعيمهم القومي بابا رابا ومن أهم مفكريهم الدينيين مرقه الذي عاش في القرن نفسه، وكاتب الأناشيد التي تُسمَّى إمرالم دارا، وقد عانى السامريون من الاضطهاد على يد الإمبراطورية البيزنطية. وفي عام 529 الميلادي، قام جوستينيان بشن هجمة شرسة عليهم لم تقم لهم قائمة بعدها؛ ويُقال إن الرومان سمحوا للسامريين ببناء هيكلهم الذي دمره الحشمونيون حينما رفضوا الانضمام إلى ثورة بركوخبا. ولكن هذا الهيكل دُمِّر بدوره عام 484م. وقد ساعد السامريون المسلمين إبان الفتح الإسلامي، كما وقفوا مع المسلمين ضد الغزو الصليبي وقد أفتى فقهاء المسلمين حينذاك بأن من يُقتَل من أهل الذمة في هذه الحرب فهو شهيد.

الكاتب

  • السامريين وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان