قصة رجل أسس عصابة لسرقة قطارات البضائع في مصر “بسبب مصروف المدرسة القليل”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ارتبطت قطارات البضائع في مصر مع نشأة سكك حديد مصر وتأسست ورش لأجلها منها ورشة فراز القاهرة في الشرابية بدايةً من النصف الثاني لثمانينيات القرن التاسع عشر.[1]
قصة عصابة سرقة قطارات البضائع في مصر خلال خمسينيات القرن الماضي
في فبراير عام 1954م تم إسدال الستار على عصابة تخصصت في السطو على قطارات البضائع طيلة 9 سنوات وكان زعيمها هو عبدالعزيز محمود أحمد نوفل، وقد ترك الدراسة واستهواه ركوب السيارات ثم اتجهت للسرقة.
اقرأ أيضًا
قصة تاريخ نادي السكة “تأسس للترفيه عن عمال العنابر”
نشرت جريدة الأخبار تفاصيل إسدال الستار على تلك العصابة عندما ألقت شرطة السكة الحديد القبض على عصابة خطيرة للسطو على قطارات البضاعة أثناء سفرها بين الجيزة وببا، ويرأس العصابة شاب أطلق على نفسه اسم الجن الأحمر.[2]
بحسب جريدة الأخبار فقد اعترف الجن الأحمر أنه ظل تسع سنوات يرتكب جرائمه دون أن تمتد يد البوليس إليه وقال أنه يرأس عصابة من 10 أشخاص وروى لمندوب الأخبار قصة حياته الإجرامية، فقد لاحظ القائمقام عمر مخيون حكمدار بوليس السكة الحديد تعدد حوادث سرقة أجولة السكر والقمح والعدس والأرز من قطارات البضائع أثناء سيرها بين محطة الجيزة ومحطة ببا، فكلف اليوزباشي محمد إسماعيل رئيس المباحث الجنائية بالسكة الحديد بالبحث عن مرتكبي هذه الحوادث وضبطهم.
وقد تبين من تحريات رئيس المباحث أن مرتكبيها عصابة يرأسها ابن عامل بلوك بالمصلحة اسمه عبدالعزيز محمود أحمد نوفل الشهير بالجن الأحمر وأن لهذه العصابة مندوبين في جميع البلاد التي تقع بين محطة الجيزة وببا لنقل ما تسرقه العصابة أثناء مسير القطارات.
كما تبين أن رئيس العصابة بدأ عمله في سرقة القطارات منذ تسع سنوات ولم يتمكن أحد من القبض عليه، وعلم اليوزباشي إسماعيل أن رئيس العصابة سيقوم بسرقة بعض قطارات البضائع المتجهة إلى الوجه القبلي وأنه أبلغ مندوبيه في البلاد لانتظار ما سيلقيه إليهم من القطار.
وطريقة هذه العصابة هي أن يركب رئيسها بمفردها القطار ويختفي بين صناديق وأجولة البضائع وعندما يبتعد القطار عن محطة الجيزة يلقي بأجولة السكر والحبوب فيقوم زملاؤه الذين ينتظرون مرور القطار ينقلها إلى أماكن أمينة وهكذا حتى يصل القطار لمحطة ببا فيغادره رئيس العصابة ليذهب إلى زملاءها لمحاسبتهم.
تنكر رئيس المباحث وبعض رجاله في زي العمال واختفوا في إحدى العربات وشاهدوا رئيس العصابة وهو يختفي عربة أخرى وما إن ابتعد القطار عن محطة أبو النمرس، حتى قام رئيس العصابة من مكمنه وبدأ في إلقاء الأجولة فانقض عليه رئيس المباحث وأنزله في محطة الحوامدية وعاد به إلى حكمدارية بوليس السكة الحديد فأخذ البكباشي يوسف علي بهادر في التحقيق معه.
وقد روى رئيس العصابة قصته لمندوب الأخبار فقال: كان والدي عامل بلوك في محطة الجيزة وكنت وقتها طالبًا بالسنة الثالثة في إحدى المدارس الإبتدائية وأغراني بعض زملائي على ركوب الدراجات ولما كان مصروفي محدودًا اضطررت للحصول على المال حتى أتساوى بزملائي في ركوب الدراجات ولفت نظري وجود أجولة من العدس والأرز والقمح ملقاة على رصيف المحطة فأخذت أقطع هذه الأجولة وأملأ جلبابي به وأذهب إلى سوق الجيزة لأبيعه هناك كي أحصل على النقود كما تعودت الهرب من المدرسة لأركب الدراجات وفصلتني المدرسة لكثرة تغيبي.
وتابع كلامه قائلاً «كنت قد تعرفت ببعض اللصوص فأخذوا يدربونني على السرقة ولما علم والدي بما وصلت إليه طردني من منزله ولم يمضي على انخراطي في سلك اللصوصية سوى 5 سنوات حتى كونت عصابة خاصة لسرقة قطارات البضائع وتمضي سنتان حتى بلغ أفراد العصابة 10 أشخاص وفي طيلة هذه المدة لم يقبض عليّ أو على أحد من أفراد عصابتي».
[1] مديحة جندي، تاريخ الهيئة القومية لسكك حديد مصر، موقع مصر عبر العصور، 25 مايو 2022م
[2] محرر، عصابة برياسة الجن الأحمر للسطو على قطارات البضاعة، جريدة الأخبار، عدد 25 فبراير 1954م، ص6.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال