قصة طفلة يمنية تكفل جمال عبدالناصر بعلاجها “اسمها نادية وإهمال عدن كاد يقتلها”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
داخل الحجرة رقم 10 في مستشفى القبة رقدت طفلة يمنية لا يزيد عمرها على 10 أعوام اسمها نادية نور الدين قادمة من مدينة عدن اليمنية مع والدها الموظف البسيط في شركة مويل أويل لعلاج ساقها بأمر من الرئيس جمال عبدالناصر الذي تكفل بمصاريف علاجها.
قصة نادية ولماذا أمر عبدالناصر بعلاجها
حكت نادية قصتها للصحفية مريم روبين في أخبار اليوم إذ قالت “في يناير من العام 1964 م كنت ألعب مع صديقاتي على سطح منزلنا وأثناء اللعب وقعت على ساقي وشعرت ببعض الآم التي سرعان ما زالت لأشارك في اللعب من جديد، وفي الصباح ذهبت إلى المدرسة وكان يومنا هادئًا أما في اليوم التالي فلم أستطع العودة إلى منزلي، كانت درجة حرارتي مرتفعة جدًا وشعرت بآلام حادة في جميع أجزاء جسدي ونقلني والدي إلى مستشفى عدن، وعالجوني على أنني مريضة بالملاريا لمدة أسبوع ثم اكتشفوا أن ساقي أصيب بكسر والكسر تضاعف من إهمال العلاج وأصيبت عظمة الفخذ بالتواء ووضعت في الجبس لمدة شهرين وتكررت العمليات والتجارب على ساقي”.
الطرق إلى القاهرة وتدخل جمال عبدالناصر
احتار والد نادية فقد حُرِمَت نجلته من الذهاب إلى المدرسة وضاعت عليها سنة كاملة وتبدو بين الحياة والموت، فسافر والدها إلى إثيوبيا وهناك قرر الأطباء بإجراء عدة عمليات جراحية نظير أن تدفع 1500 جنيه استرليني وكانت المشكلة في قيمة المبلغ حيث قالت “من أين أتحصل على هذا المبلغ ونحن لا نملك إلا المرتب البسيط الذي يتقاضاه والدي فعدنا إلى عدن وكانت الحالة هادئة نسبيًا إلى أن أفرجت السلطات البريطانية عن عبدالله الأصنج زميل والدي في النقابة والحزب وعلم بتطور مرضي فودعني أن يجد الحل”.
اقرأ أيضًا
جمال عبدالناصر في فيلم بورسعيد “خطأ فني من المخرج بمحتوى تاريخي”
استطاع عبدالله الأصنج أن يصل إلى أحد المسؤولين في مكتب جمال عبدالناصر وأخبره بالحالة قائلاً هناك طفلة يمنية ستموت لو لم تعالج، وجاءت ليلة كأنها ليلة القدر بالنسبة لعائلة نادية حيث طلب منها عبدالله الأصنج الاستعداد للسفر إلى القاهرة حيث قرر الرئيس جمال عبدالناصر علاجها على نفقته الخاصة بعد أن علم بالتفاصيل.
اقرأ أيضًا
شائعات عن جمال عبدالناصر والأزهر “حين تؤدي ويكيبيديا إلى الكذب”
وصلت نادية إلى القاهرة مع والدها وهي أخت لـ 6 آخرين يقيمون في عدن مع والدتهم وانتظروا في قلق نتيجة العملية حتى نجحت بعد أن أجراها الدكتور محمد عبدالله أخصائي جراحة العظام، وقبل دخولها المستشفى خصص لها جمال عبدالناصر تذاكر مجانية لها ولأبيها لزيارة معالم القاهرة حيث المتاحف والأهرامات وبرج القاهرة والأزهر والقلعة ثم أجريت العملية ونجحت.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال