همتك نعدل الكفة
245   مشاهدة  

كلب ودمية وفاشل .. ملخص مناظرة ترامب وبايدن

ترامب


في أول مناظرة بينهم قبل 35 يوم على إنطلاق الانتخابات الرئاسية الأهم في العالم ، تابع ملايين المشاهدين من مختلف أنحاء العالم ظهور الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب ” وجها لوجه مع منافسه من الحزب الديمقراطي ” جون بادين ” والذي شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي في إدارة ” أوباما ” .

ترامب

على عكس جميع التوقعات ظهور ” بايدن ” بحالة جيدة جدا و حضور ذهني غير متوقع وعكس ما يظهر في اللقاءات السابقة ، وهو ما سبب مفاجئة مذهلة للجميع بما فيهم ترامب ، خاصة مع تداول تقارير عن سوء صحته الجسدية و العقلية بعد بلوغه ال “78” عاما .
بدأت المناظرة بسؤال من مدير الجلسة المذيع الشهير ” كريس والاس ” حول تعيين قاضية للمحكمة العليا وهنا أتهم بايدن ترامب أنه يفرض القاضية على المحكمة و يجب على الناخب الأمريكي أن يختارقضاة المحكمة العليا .
ورد ترامب أن الناخب الأمريكي أنتخبه و أنتخب مجلس الشيوخ ليعبر عنه و أن هذا الأمر لا يخالف الدستور .
ويبدو أن الأدوار قد تبدلت فترامب الذي تبنى خطابا شعبويا في حملته السابقة عام 2016 قد غير الخطاب الشعبوي وأصبح يتحدث بإرقام و وثائق ، على العكس تماما تبني بايدن الخطاب الشعبوي البحت مغازلا الأقليات و الفقراء دون تقديم ملامح أو خطط واضحة لبرنامجه الأنتخابي .


بايدن هاجم تعدى بالسب أكثر من مرة على ترامب واصفا اياه ” بكلب بوتين ” و ” بالمهرج ” و ” الكاذب ” و كان يركز على وصف ترامب بكلمة ” هذا الرجل ” بدلا من أن يخاطبه بلقب رئيس الولايات المتحدة .
ركز بايدن على مهاجمة ترامب أكثر من تركيزه على ما سيقدمه ، وهو مادفع ترامب الذي بدى عصبيا إلى مقاطعة بايدن أكثر من مرة في الوقت الذي تحلى فيه بايدن بالهدوء محاولا عدم الأنفعال .
بايدن وصف ترامب بأنه شخص غير ذكي ، فرد عليه ترامب قائلا ” انت أخر شخص تتحدث عن الذكاء لقد تخرجت وكنت الأخير في صفك ” .

ترامب
إتهم بايدن ترامب بأنه أخفى مخاطر فيرس كورونا عن الشعب الأمريكي رغم علمه بيها من شهر ” فبراير” الماضي ، وكذلك عدم أهتمامه بصحة مؤيديه حيث تتجاوز الحشود الـ 45 الف في المؤتمرات الداعمة لترامب ، فرد ترامب عليه قائلا ” ليس مشكلتي أنك تقيم مؤتمرات قليلة الحضور فالناس لا يخفون من ” كورونا ” ولكنهم لا يحضرون لأنهم لا يرغبون في سماعك .
ثم وجه بايدن حديثه إلى الشعب الأمريكي قائلا ” نحن تحت إدارة هذا الرجل زدنا فقرا وأصبحنا أقل صحة ” بايدن إستخدم الخطاب الشعبوي للتأثير على الجمهور دون ذكر حقائق أو أرقام أو إدلة وانما أعتمد على كلام عاطفي تماما ،وهو مادفع ترامب لمقاطعته قائلا ” كنتم تريدون إغلاق أكبر إقتصاد في التاريخ ثم أعادة فتحه مرة أخرى بعد نتائج الأنتخابات حتى إذا فزتم قولتم أنكم أعدتم الأقتصاد الأمريكي لهيبته و السؤال هو لماذا لم تصنعوا إقتصاد عظيم في فترة وجودك في إداراة أوباما مثلما أنا فعلته الأن؟ ” .

ترامب
ووجه كريس مدير الجلسة سؤلا لترامب عن ما إذا كان قد دفع ضرائب عن الدخل منذ عام 2016 وحتى الأن “750” دولار فقط ، فقاطعه بايدن مؤكدا على كلامه ، فرد ترامب قائلا ” لقد دفعت ملايين الدولارات للضرائب ، ونعم انا أدفع ضرائب أقل الان وذلك بفضل القوانين الضريبية التي وضعها جون وأوباما التي خفضت الضرائب على الشركات والأغنياء ،فلماذا تبدو حزين يا جون ،أنتم من وضعتم تلك القوانين و لست أنا ”
وأستكمل ترامب حديثه قائلا ” ما صنعته أنا في 47 شهر فشلت أنت تصنع مثله في 47 عام ، ثم وجه ترامب سؤالا إلى بايدن قائلا ” لماذا لا تخبرنا عن ال 3 مليون دولار و نصف التي حصل عليها أبنك من زوجة عمدة موسكو السابق ؟ لماذا حصل منها على ذلك المبلغ ”

 

ويبدو ان ترامب نجح في الخروج من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم فقد بدء بايدن في التعصب و صرخ قائلا ” كلها أكاذيب لم تحدث ، ونحن هنا بصدد الحديث عن الشعب الأمريكي و ليس عن عائليتنا ، فلو تحدث عن عائلاتك سنقضي اليوم كله هنا ”
وأستكلم بايدن حديثه مخاطبا الشعب الأمريكي مرة أخرى قائلا ” إلى حملة المشاعل هذا الرجل عنصري و يفرقنا ، ويقتل السود فهناك واحد من كل عشرة من الأفارقة الأمريكان توفي نتيجة ” كورونا ” وهو يعمل ضد الأقليات ” ، فقاطعه ترامب قائلا ” جون ألست أنت من وصفت الأفارقة الأمريكان بأنهم وحوش و وصفتهم بألفاظ عنصرية أخرى ”


وأستطرد ترامب قائلا ” أنت تتحدث عن حملة المشاعل والمتظاهرين و دالمخربين ولا تسطتيع أن تتكلم عن إنفاذ القانون ولا تجرؤ على نطقها حتى لأن اليسار المتطرف الذي يدعمك سوف يسحب دعمه إذا طالبت بأنفاذ القانون ، فانتم ضد إنفاذ القانون “، فقاطعه بايدن قائلا ” انت خرجت من مخبئ وأمرت بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وأطلاق النار أيضا ،تلك التظاهرات سلمية ”
فقاطعه ترامب متهكما قائلا ” أي سلمية ؟ هؤلاء المتظاهرون حرقوا المحلات و نهبوا المتاجر ، هذا هو القانون و هذه قوة إنفاذ القانون لست ضد التظاهر و لكن ضد العنف ، بينما أنتم تدعمون العنف أنظر الى كل الولايات التي يحكمها الديمقراطيين كلها شهدت أعمال عنف بسبب عدم إنفاذ القانون ”
فقاطعه بايدن قائلا ” لست ضد إنفاذ القانون ولكن انا مع توفير معالجيين نفسيين لقوات إنفاذ القانون ولست ضد تمويلهم ” ، فضحك ترامب قائلا ” إذكر اٍسم منظمة واحدة من منظمات إنفاذ القانون تدعمك ؟ أنت تدعم اليسار المتطرف وتدعم حركة (انتيفا : حركة يسارية مسلحة ومتطرفة ) ” ، فقاطعه بادين مرة أخرى قائلا ” أنتفيا ليست حركة وأنما فكرة ” .


يبدو أن ترامب نجح في أظهار الجانب اليسار لدي الديمقراطيين ، وهو ما يخشاه الناخب الأمريكي دائما ، فالاشتراكية والشيوعية بمثابة التيارات المتأسلمة و الأخوانية في مصر والدول العربية .
وأستثمر ترامب تلك اللحظات التي أفقد فيها بادين توازنه بأن عاد السؤال عليه مرة أخرى ” لماذا حصل ابنك على 3 مليون ونصف دولار من موسكو ؟ هلا تخبرنا ” فأندفع بايدن صارخا ” لن أسمح لك إبني خدم في الجيش وقضى سنة في العراق و حصل على الميدالية البرونزية ” ، فسخر منه ترامب قائلا ” ابنك طرد من الجيش و ظل عاطلا عن العمل حتى تم تعيينك نائبا لأوباما وهنا بدأت تظهر عليه الثروة ، وهذا الجيش أنت من أضعفته وصفتهم بالأوغاد ”


هنا حاول مدير الحوار كريس أن يهدئ الأوضاع بأن سأل كلا منهما ” لماذا يجب على المواطن الأمريكي أن ينتخبك ؟ ” ، وهنا كنت نقطة التحول في المناظرة ، فربما كانت تسير المناظرة بنسبة 50-50 ، ولكن أجابة بايدن كانت خاطئة بكل المقاييس فبايدن لم يجيب عن السؤال وأنما واصل أتهام ترامب بانه سبب في زيادة معدلات الفقر و البطالة وتدني مستوى الصحة ولم يذكر أي من تفاصيل برنامجه الأنتخابي .
الغريب أن ذلك السؤال لم يكن نقطة تحول في النتيجة لصالح كلا المرشحين ، بل فتحت النار على ” كريس والاس ” مدير اللقاء و أتفق الجميع على عدم حياديته وإنحيازه لجون بايدن حيث تحدث إلى جون بايدن قائلا ” لديك الكثير من الخطط الرائعة لماذا لاتحدثنا عنها ” ، وليس هذا الأمر فحسب فكريس كان يتعمد الأطالة في سؤال ترامب بكثير من التفاصيل ، بينما كانت أسئلته لبايدن مباشرة وقصيرة وهي ما تسمح لبايدن بالتفكير وعدم التشتت .


إتخذت المناظرة بعدها وضع الهدوء  والرزانة عندما تم الحديث عن المناخ والشق البيئي فلم يقاطع الأطراف بعضهما ولم يتعدى بالسب أحدهما على الاخر ويبدو أننا بدأنا نشهد مناظرة رئاسية أمريكية .
مناظرة ترامب وبايدن ذكرتني كثير بمناظرة عمرو موسى و أبوالفتوح فهي شديدة الشبه كلا الطرفان خسر منها أكثر مما كسب مع الفارق أن مناظرة موسى وابوالفتوح كانت أكثر رزانة واحتراما ، اما ماشهدناه فبحق ليس إلا فاصل كوميدي فلا يمكن لتلك الشخصيات التي ظهرت أمامنا أن تكون رؤساء لأكبر ترسانة نووية وأكبر أقتصاد في العالم .
ولخصت وسائل الأعلام الروسية المناظرة في تغريدة موقع ” روسيا اليوم الانجليزي ” الذي غرد قائلا ” حظ أوفر لأمريكا ” مع إرفاق فيديو كوميدي بالتغريدة .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان