101 مشاهدة
كيف يمكن أن يهاجمك المرض النفسي ولو بالحرم!..وما العلاج
حتى الآن وبهذا العصر الذي أصبح فيه بكل ركن بمواقع التواصل الاجتماعي حديثا عن المرض النفسي، هناك أناس يؤمنون أن المرض النفسي لا يصيب المؤمن.
وفي الحقيقة وجود شق روحاني بحياة الإنسان من مكملات العلاج النفسي، بأي كانت الطريقة وأيا كانت ديانتك، فالروحانيات هامة جدا كي يتصل الإنسان مع الخالق ومن ثم مع ذاته أيضا.
ولكن ليس العكس هو الصحيح، ففكرة حصر الإنسان الذي يعاني من المرض المصري بأنه مقصر بالعبادات أو مقصر في القرب من الله فكرة شريرة للغاية.
فكرة شريرة لأنها تزيد شعور المريض بتأنيب الضمير وجلد الذات وتشككه في درجة إيمانه، بينما يتعلق المرض النفسي بعدة ظروف منها العوامل الوراثية التي لا دخل الإنسان بها، ومنها الظروف والضغوط التي يمر بها ولا دخل للإنسان بها أيضا.
ومن المواقف التي استوقفتني موقف حكته المعالجة النفسية ريهام حلمي بكتابها سكن حول إدارة المشاعر .
وكان الموقف لشابة أصيبت بنوبة هلع أثناء صلاتها بالحرم المكي، فانقطعت أنفاسها من الخوف دون أن تعرف السبب وراء هذا الموقف.
وفي الحرم المكي يتم الصلاة على كل متوفى بعد الفرائض، وهذه الشابة عندما أخذت في التفكير بالأمر عرفت أن خوفها تحول إلى هلع مع تكرار عدد صلوات الجنازة.
وهي شخصية تحب السيطرة على تفاصيل حياتها والتخطيط لها خطوة بخطوة كي تطمئن، وشعورها بجهل الحياة بعد الموت يجعلها في حالة من الذعر الشديد.
وعلى الرغم من كونها شخصية متدينة، وعلى الرغم من وجودها بالحرم بهذا الوقت، إلا أنها لم تستطع السيطرة على الأفكار التي تطاردها من كل جهة.
يبدو الموقف للجهلاء كما لو كان كفرًا؛ لأن الجاهل لا يعرف مدى تأثير المرض النفسي على مخ الإنسان ومدى تغير كيمياء المخ التي توازنها العققاير الكيميائة لو كانت الحالة تحتاج.
فحتى أقدس مكان بالعالم يمكنك أن تتعرض فيه لهجمات شرسة من المرض النفسي؛ لأن لا شيء يسيطر عليك سوى أفكارك.
وأسمعك الآن تقول إيها القارىء وما هو الحل، طالما حتى الأماكن الروحانية لا تغلب اضطرابتنا أحيانا.
الحل في العلاج ولا مفر منه حتى لو كان ذهابك يحتاج لقوة كبيرة كي تفكر كثيرا وتقوم بعمل ما يمليه عليك الطبيب النفسي.
ففي البداية كل شيء صعب خاصة لو كان يتعلق بتاريخك وتاريخ طفولتك، ولكن كل جرح يحتاج إلى تنظيف كي يندمل تماما.
وصدقني يا صديقي العزيز، في المعرفة قوة تجعلك أكثر وعيا بما تمر به…ولا تحزن فجميعنا نمر بلحظات قاسية وأمراض عضال، ودوام الحال من المحال.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
