همتك نعدل الكفة
112   مشاهدة  

لماذا لا يقبل البعض بالموت؟

الاحتفاظ بجثة المتوفى


“إكرام الميت دفنه”.. هكذا تقول الحكمة لكن هناك بعض الأشخاص لا يرغبون في تطبيق تلك الحكمة ويقومون بأفعال لا يصدقها العقل البشرى ولا تقبلها الإنسانية، فخلال الآونة الأخيرة هناك أشخاص رفضوا الاقتناع بفكرة موت أحبائهم، واحتفظوا بأجسادهم وهم موتى منها الشقيقتين في إحدى محافظات مصر دفن جثمان والدهما بعد موته واحتفاظهما به لمدة 10 أيام بحجة حبهما الشديد له.

الأمر الذي رأوا الأخصائيون النفسيون أن هؤلاء الأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية، وذلك نتيجة قربهم الشديد من الفقيد، ولا يصدقون أن المتوفى قد غادر الحياة الدنيا بلا رجعة.

أسباب الاحتفاظ بالجثث

وهنا أوضحت الدكتورة آلاء الهندي، أخصائي نفسي أن سماع خبر موت شخص عزيز يعد عملاً شاقاً حيث يلازم العديد من أشكال الإضطراب النفسي بالنسبة لمعظم الناس ويمرون بخمس مراحل عاطفية أو نفسية.

وأكدت أن قيام الشخص بالاحتفاظ بجثة المتوفى يعود لعدة أسباب رئيسية وتتمثل في البداية في الأهل الذين يزرعون في أبناؤهم تلك الاستعدادات للاضطراب النفسي من خلال الحب الزائد الذي يدفع الشخص للاعتمادية الكلية عنهم.

والثاني يتمحور حول عدم التصالح مع حتمية الموت مثل ما يحدث في قبائل التوراجا التي تعتبر أن الموت هو الحدث الأكبر في حياتهم حيث من ضمن معتقداتهم الاحتفاظ بجثث الموتى لمدة تصل لـ10سنوات أو أكثر حتي تتفق العائلة على دفنه وخلال تلك المدة يقومون بتقديم الطعام والملابس له كما يقومون بحقنها بمادة الفورمالين لحفظها من التعفن.

أما الثالث فيتعلق بضعف الإيمان وعدم وجود علاقة قوية مع الخالق الأمر الذي بجعل الفرد يصل بفكره أنه غير قادر على تحدي الموت والتحايل عليه.

وذلك لأن عاطفته هي من تحركه وليس عقله أو معتقده الديني، ونصحت الأخصائية النفسية قائلة: «أقول دائماً أن جرعة الحب الزائد تقتل (ومن الحب ما قتل) ولذلك نوصي الآباء بالموازنة بين الحب والحزم».

طرق العلاج النفسي

أشارت الدكتورة آلاء الهندي إلى وجود عدد من النصائح والإرشادات التي يجب اتباعها لمعالجة تلك الظاهرة وهي تتمحور في أربعة نصائح.

الأول ضرورة عدم الخوف الزائد من الأهل على أبنائهم، لأنه هذا الخوف يدمر شخصيتهم ويمحوها من الوجود وهنا يتحول الشخص إلى آلة تتحرك بالبطارية لأنه قام بإلغاء عقله.

والثاني حول ضرورة تعليم الأبناء مهارة الاعتماد على النفس والاستقلال في الماديات و المشاعر والتفكير ليكون قادرًا علي مواجهة التحديات بشكل قوي.

إقرأ أيضا
يا مهلبية يا

والثالث حول التقرب إلى الله ومعرفة أن الموت حق وأنه حقيقة لا يمكن التكذيب بها.

رابعًا واخيرًا اللجوء لأخصائي نفسي في حالة لم يتمكن الشخص من تخطي صدمة الموت بمفرده.

إقرأ أيضًا.. الأمراض العقلية ليست اختيار ولا ذنب لأحد فيها “معتقدات يجب التخلص منها”

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان