همتك نعدل الكفة
2٬264   مشاهدة  

مرقص باشا حنا .. الرجل الذي أنقذ توت عنخ آمون من هوارد كارتر

مرقص حنا
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اجتمعت في مرقص باشا حنا كل مواصفات الرجل السياسي في وقتٍ كانت مصر على صفيح ساخن منذ نشأته وحتى رحيله عن الدنيا.

توت عنخ آمون ودور مرقص باشا حنا

مرقص حنا وزيرًا للأشغال
مرقص حنا وزيرًا للأشغال

كان مرقص باشا حنا في أول وزارة يشكلها سعد زغلول إذ تم تعيينه وزيراً للأشغال وأثناء عمله بالوزارة استعان بالموظفين المصريين بدلاً من الأجانب، وأمر برفع اللوحات المكتوبة باللغة الإنجليزية من على أبواب الوزارة  ووضع لوحات باللغة العربية.

 ومن أعماله أيضاً في الوزارة تصديه لطلب المندوب السامي البريطاني بعدم التدخل أثناء التنقيب الأثري عن مقبرة توت عنخ آمون، وقرر اشتراك وزارة الأشغال فيها، وعقب افتتاحها عام 1924 قرر اتخاذ موقفاً حازماً من الإنجليز المشرفين عليها،  لريبته في تصرفاتهم وحرصه على الحفاظ على تراث مصر الأثري، فأمر بإغلاق المقبرة وتسليمها للحكومة المصرية، وتعيين قوة من الحراسة عليها.

هوارد كارتر يقوم بمعاينة التابوت
هوارد كارتر يقوم بمعاينة التابوت

ويقول زكي فهمي في كتاب صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر «في عهده أصدر الأوامر بالمحافظة على آثار توت عنخ أمون الثمينة التي وجدت بالأقصر، ولما اتصل بمسمعه تعنت المستر كارتر شريك المرحوم اللورد كارنارفون، الذي كان مباشرًا رفع هذه الآثار والمحافظة عليها، وعدم سماحه لكثيرين من المصريين بدخول تلك المقبرة، والتفرج على ما بها من الآثار وتفضيله الإنجليز عنهم؛ أسرع فأصدر أمرًا بالكف عن العمل وتسليم مفاتيح المقبرة لجناب مدير مصلحة الآثار المصرية، الذي أوفده معاليه خصيصى لهذه الغاية، فاستحق على هذا العمل ثناء عموم الأمة على بكرة أبيها».

نشأة مرقص باشا حنا

مرقص باشا حنا
مرقص باشا حنا

في الرابع من سبتمبر لعام 1872 ولد مرقص يوحنا حنا باشا بالقاهرة لأسرة تهتم بالتعليم ولها سمعتها في مصر، فوالده كان يشغل منصب وكيل شريعة الأقباط بطنطا، ولم يعيش مع ابنه مرقص سوى 6 سنوات حتى مات وصار ابنه يتيمًا ترعاه أمه.

ساهم جبران واصف جد مرقص يوحنا حنا لوالدته في تربية حفيده، فقد كان باشكاتب في مصلحة السكة الحديد وترقى في المناصب من العمل بالمعية السنية إلى مفتش بنظارة المالية، فساهمت كل هذه المناصب في تنشأة مرقص نشأة علمية قوية.

التحق مرقص باشا حنا في طفولته بمدرسة الأقباط الكبرى، وبعد تخرجه منها التحق بالمدرسة التوفيقية وبعد نَيْلِه للشهادة الثانوية منها سافر إلى فرنسا فالتحق بكلية مونبلييه، ثم كلية فرنسا، ونال الليسانس في الحقوق، ثم عاد إلى مصر سنة 1892 م.

العمل الحكومي والطريق إلى الكفاح الوطني

مرقص حنا - الثاني من جهة اليمين
مرقص حنا – الثاني من جهة اليمين

بمجرد عودة مرقص باشا حنا تولى منصب مساعد النيابة في محكمة أسيوط، وظل بمنصبه ذلك طيلة 5 سنوات ليستقيل منه ويعمل في المحاماة.

طيلة الخمس سنوات التي عمل فيها مرقص أفندي حنا شارك في فعاليات ثقافية سواءًا على سبيل التأليف أو على سبيل حضور الجمعيات العلمية، فقد وضع كتابًا حول طريقة العمل في الحكومة المصرية سنة 1894 م، وبعد تركه للوظيفة وضع كتابًا سنة 1899 عن التحقيق الجنائي.

نال مرقص أفندي حنا عضويات متعددة في الجمعيات العلمية، فقد كان عضوًا في لجنة مقارنة الشرائع في باريس، وبمجلس إدارة الجامعة المصرية، وبلجنة التشريع السياسي، والمجلس الملي وجمعية التوفيق، تم انتخاب مرقص باشا حنا وكيلاً للمحامين ثم نقيبًا لهم عام 1914 م.

مما تتميز به سيرة مرقص باشا حنا أنه كان عاشقًا للجامعة المصرية بهدف العلم لا شيء آخر، ومما يعزز ذلك أنه قدم استقالته منها، حينت تأكد أن روح الحزبية بدأت تدب في مجلس إدارتها.

الكفاح الوطني لمرقص حنا كان قديمًا منذ أن كان صديقًا للزعيم مصطفى كامل، ولما قام سعد زغلول بقيادة الحركة الوطنية وتكوين حزب الوفد للمطالبة باستقلال مصر،  انضم إليه، ولم تنقطع صلته بالحزب الوطني.

إقرأ أيضا
شارع المعز

بدأ نجم مرقص يسطع عندما تم اعتقال محمود سليمان رئيس لجنة الوفد المركزية، في أثناء نفى سعد زغلول وصحبه، إذ أسندت إليه رئاسة اللجنة، وفى عام 1922 عندما اتجهت النية إلى تعيين أعضاء للوفد، ليحلوا محل بعض الذين نفوا إلى سيشل أو اعتقلوا في مصر،  فعين مرقص باشا حنا وعلوي الجزار، ومراد الشريعي، وانضموا إلى حمد الباسل وواصف غالى وويصا واصف ومن معهم.

قام مرقص وزمـلاؤه من أعضـاء الوفـد بطبـع منشـورات تدعو المصريين إلى مقاطعة البضائع الإنجليزية وعدم التعامل معها، ولذلك قامت السلطات البريطانية بالقبض عليهم، وأصدرت المحكمة العسكرية حكمها بإعدامهم، وكان رد مرقص باشا حنا بعد هذا الحكم ” نموت وتحيا مصر”  وقد استبدل الحكم السابق بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة خمسة آلاف جنيهاً،  وقد أفرج عنهم بعد ذلك بنحو عام عقب عودة سعد زغلول من منفاه عام 1923 وتولى وزارة الأشغال فيها.

لم تكن وزارة الأشغال هي الوزارة الوحيدة التي تولاها مرقص فقد منصب وزير المالية في وزارة عدلي يكن ثم وزيراً للخارجية في وزارة عبد الخالق ثروت وبعد أن ترك الوزارة عين عضواً في مجلس إدارة البنك الأهلي، وقد توفى في 18 يونيه عام 1934.

الكاتب

  • مرقص باشا حنا وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان