“مسلسل جري الوحوش” معالجة جديدة للفيلم أفسدتها الإمكانيات وأشياء أخرى
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
صورة الموضوع ليس تصميمًا تعبيريًا عن مسلسل جري الوحوش وإنما هي مأخوذة من تتر بداية العمل، في إشارة إلى ضعف الإمكانيات الإنتاجية للمسلسل الذي يُعْرَض على قناة المحور وينتجه محروس المصري وعلي إبراهيم
على ذكر تتر مسلسل جري الوحوش فإنه لا يوجد فيه أي ذكر لأي ممثل مهما كان، فقط تعريف بالمسلسل أنه مأخوذ من رائعة محمود أبو زيد ثم اسم السيناريست أحمد صبحي وبعده اسم المخرج عبدالعزيز حشاد، ثم صناع العمل والذين تم توجيه شكر لبعضهم مثل مصمم الأزياء هاني البحيري، والدكتورة صوفية في المراجعة الدينية (حاولنا معرفة من هي الدكتورة صوفية فلم نجد ذكر لها سوى تلك التي تظهر على قناة الحدث اليوم).
الفرق بين مسلسل جري الوحوش والفيلم
قصة فيلم جري الوحوش معروفة، تدور حول الجواهرجي سعيد أبو الدهب الذي يعاني من عدم الإنجاب، ويأتي صديقه الدكتور نبيه ومعه تجربة جديدة في العلم، ويجدا ضالتهما في عبدالقوي شديد الذي يتم إجراء عملية له ولسعيد وتفشل العملية رغم تدخل عبدالحكيم المحامي لمنع ذلك؛ وتتطور الأحداث التي نعرفها.
أما المسلسل فقدم معالجة جديدة، فجعل الثلاثة (سعيد «نضال الشافعي»، ونبيه «محمود حجازي»، وعبدالقوي «محمد عز») إخوة من نسل أبو الدهب تاجر الذهب «ياسر علي ماهر»، لكن عبدالقوي أخ غير شقيق، بينما زوجة أبو الدهب هي هنية (فادية عبدالغني).
وأعطى المسلسل خلفية لثروة آل أبو الدهب، فجعله صبيًا عند والد هنية وتزوج أبو الدهب من هنية وقام بتوسيع التجارة ثم تغار هنية من الزيجة الثانية وتخشى على الثروة من أن يأخذها ابن ضرتها (عبدالقوي) وهو قريب من والده فتقوم بـ تلبيسه جريمة قتل والده، ويعاقب بالسجن 15 سنة ليخرج ويطالب بحقه.
ما أفسد المعالجة
هذه المعالجة جديدة للفيلم لكنها فسدت لأسباب لها صلة بالإنتاج والإخراج والتمثيل رغم وجود ممثلين مخضرمين، فمثلاً في الحلقة الأولى جاء موت أبو الدهب (ياسر علي ماهر) غريبًا، فهو دخل غرفة نومه وهو يعاني من نوبة قلبية، ويحدث خلاف بينه وبين زوجته فتقوم بدفعه ليرتطم رأسه بالدولاب ويموت، وبعدها يسافر نبيه للدراسة بالخارج بينما سعيد يمسك محلات الذهب، وبعيدًا عن الـ آهة الغريبة المتقطعة من ياسر علي ماهر، فلم ينزل دم من رأس أبو الدهب ولو أن طبيبًا شرعيًا قام بتشريح الجثة لكشف براءة عبدالقوي.
محمد عز في شخصية عبدالقوي ليس له صلة بمحمود عبدالعزيز في المسلسل، وقد أخذ استايل أحمد زكي في فيلم الهروب من ناحية الشنب والبلوفر الأسود والتلفيحة البيضاء، ولم يتأثر نضال الشافعي بشخصية نور الشريف في الفيلم باستثناء أنه يأخذ إفيه (يافت)، أما محمود حجازي فليس واضحًا مجاله العلمي الذي يدرس به هل هو فكري أم طبي، أما شخصية عبدالحكيم التي جسدها حسين الشربيني في الفيلم يقوم بتجسيدها إدوارد، ويحاول حتى الحلقة الرابعة التماس مع تلك الشخصية؛ أما فادية عبدالغني فالبوتكس والنفخ الذي في وجهها أفسد طريقة أداءها.
في العموم المسلسل حاول استغلال نجاح وشهرة فيلم جري الوحوش، وكان يمكن للقصة أن تكون بدون الزج باسم الفيلم؛ لكن هكذا أرادوا.
تقييم المسلسل
3 من 10 لظروفه الإنتاجية وعيوبه الإخراجية و8 من 10 للفكرة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال