سيرة محمد عبدالوهاب (9) موسيقار الأجيال والمسرح الغنائي

أحمد كريم

كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال

أهلا بكم أعزائي القراء في الحلقة التاسعة من سيرة موسيقار الأجيال النابغة محمد أفندي عبد الوهاب، وكنا قد انتهينا في اللقاء السابق عند نتاج محمد عبدالوهاب في ميدان قالب الطقطوقة خلال فترة مصاحبته لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وكيف طور من ملامح هذا القالب تطويرا سار عليه من أتى بعده من الموسيقيين، وفي هذه الحلقة سنتحدث عن نتاج محمد عبد الوهاب خلال ذات الفترة ولكن في ميدان قالب الموال، وقبل أن نتحدث عن نتاجه في هذا القالب نتطرق للحديث قليلا عن زاوية أخرى من حياة موسيقار الأجيال خلال تلك الفترة.

بداية موسيقار الأجيال في المسرح الغنائي

سيرة
قلنا أن محمد عبدالوهاب كان قد انضم إلى نادي الموسيقى الشرقي وأثبت وجوده فيه وبات له اسم يعرفه الجميع، كذلك قلنا أنه عين مدرسا للأناشيد بإحدى المدارس بتكليف من أحد رجال وزارة المعارف آنذاك، وفي عام 1926م صاغ محمد عبد الوهاب بعض الألحان التي تحمل رؤيته المتجددة كذلك اشترك في وضع ألحان بعض الروايات المسرحية كالمظلومة والعذارى لفرقة السيدة منيرة المهدية وقنصل الوز لفرقة الريحاني ومراتي في الجهادية لفرقة أمين صدقي.

وكلها ألحان أثبتت جدارة محمد عبدالوهاب في التلحين رغم حداثة سنه وقتها إذا ما وضعنا في الاعتبار أن تلك التجارب المسرحية هي أولى تجاربه كملحن للفن المسرحي، صحيح اشترك محمد عبد الوهاب في أعمال مسرحية لفنان الشعب السيد درويش إلا أن ذلك كان في مجال التمثيل والغناء لا التأليف الموسيقي المسرحي، ويمكن القول بأن محمد عبد الوهاب قد استفاد كثيرا من تلك التجربة التي ربما أثرت فكره الموسيقي بخصوص التلحين المسرحي بالكثير.

ولذلك، ففي منتصف العام 1926م عهدت السيدة منيرة المهدية إلى محمد عبد الوهاب باستكمال تلحين رواية كليوباترا ومارك انطونيو، من تأليف يونس القاضي وأمين نخلة، وكان المرحوم سيد درويش قد لحن الفصل الأول منها وبدأ في تلحين الفصل الثاني إلا أن المنية وافته بعد أن لحن جزءا صغيرا منه.

وفي بداية العام 1927م، وبالتحديد في منتصف يناير منه، قام محمد أفندي عبد الوهاب بدور أنطونيو أمام منيرة المهدية على مسرح كازينو برنتانيا، وقد أثار ذلك ضجة كبيرة في الوسط الفني بل كان مثار حديث الوسط الفني كله، وبدأ الكل يتسائل، كيف يتولى ملحن مبتديء كمحمد عبد الوهاب وقتئذ، تكملة عمل كبير كرواية كليوباترا ومارك انطونيو الذي بدأه عملاق التلحين المسرحي سيد درويش في زمن تألق فيه نجوم المسرح الغنائي كالمرحوم كامل الخلعي والمرحوم داوود حسني والمرحوم زكريا أحمد والمرحوم ابراهيم فوزي، بل ذهب النقد لأبعد من ذلك وباتوا يتسائلون، كيف يتقاسم محمد عبد الوهاب ذلك المطرب والممثل الناشيء دور البطولة أمام السيدة التي تربعت على عرش الطرب في ذلك الوقت منيرة المهدية والتي كانت تلقب بسلطانة الطرب، في وقت تألق فيه نجوم الغناء كصالح أفندي عبد الحي وزكي أفندي مراد والمرحوم حامد مرسي والشيخ سيد شطا وغيرهم.

ولم تجد كل تلك التساؤلات نفعا، فواصل محمد عبد الوهاب مسيرته بنجاح وتألق، وزادت ثقته بنفسه، ونال احترام الجميع، فأتاح له المسئولون في معهد الموسيقى العربية الفرصة للغناء في حفل افتتاح المعهد في ديسمبر من العام 1929م، وغنى لأول مرة أمام أحمد فؤاد الأول ملك مصر مونولوج في الليل لما خلي، وهو من الأغاريد التي نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي بك باللغة العامية، وفي أداء هذا المونولوج فجر محمد عبد الوهاب كل طاقاته الفنية واستخدم للمرة الأولى آلة الفيولونسيل وآلة الكاستانيت.

نتاج محمد أفندي عبدالوهاب في ميدان قالب الموال خلال فترة السبع سنوات

إقرأ أيضا

الجمال النائم على طريقة الرقص المعاصر

من المعروف أن قالب الموال هو أكثر القوالب الغنائية التي طورها محمد أفندي عبد الوهاب وبث فيها روحه المتجددة بشكل جعلها تستقل بمسمى فريد ربما نسميها (مواويل محمد عبد الوهاب) تمييزا لها عن غيرها من المواويل التي تغنى ارتجالا قبل الأغاني، على أية حال فالمجال لن يتسع في هذه الحلقة للحيث عن كامل التطوير والتغيير الذي أحدثه محمد عبد الوهاب في هذا القالب ونكتفي في هذه الحلقة بالحديث عن نتاجه في هذا الحقل خلال السبع سنوات من عام 1927 وحتى عام 1933 على أن نفصل القول حول فكرة التطوير والتغيير في حلقات قادمة إن شاء الله.

خلال تلك الفترة وضع محمد عبد الوهاب إحدى عشر موالا جاءوا على النحو التالي:
1- موال اللي انكتب عالجبين لازم تشوفه العين من تأليف ابراهيم عبد الله سنة 1927م
2- موال النبي حبيبك ماتحرمش الفؤاد منك من تأليف أحمد شوقي بك سنة 1927م
3- موال يا قلبي ما حد قاسى اللي انت بتقاسيه (مجهول المؤلف) سنة 1927م أيضا
4- موال اللي راح راح من تأليف حسن أنور سنة 1928م
5- موال لك يا زمان العجب في كل أحوالك (مجهول المؤلف) سنة 1928م
6- موال أشكي لمين الهوى والكل عذالي من تاليف المرحوم حسين النحاس سنة 1931م
7- موال أمانة يا ليل تقول للفجر يستنى من تأليف المرحوم سعيد عبدة سنة 1931م
8- موال كل اللي حب اتنصف وأنا اللي وحدي شكيت من تأليف المرحوم إبراهيم عبد الله سنة 1931م
9- موال بيني وبين القمر في كل ليلة ميعاد ( مجهول المؤلف) سنة 1932م
10- موال شجاني نوحك يا بلبل وانت بتغني من تأليف أحمد شوقي بك سنة 1932م
11- موال مسكين وحالي عدم من كتر هجرانك من تأليف المرحوم ابراهيم عبد الله سنة 1932م وقد سجله محمد عبد الوهاب بثلاث ألحان مختلفة.

إلى هنا أعزائي القراء نصل لنهاية الحلقة التاسعة من قصة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب على أن نتحدث بالتفصيل عن تطويرة لقالب الموال في حلقات قادمة إن شاء الله..
دمتم في سعادة وسرور.