هل “هبد” أنيس منصور في كلامه عن عبدالناصر ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اشتهر الكاتب أنيس منصور بكرهه الشديد للرئيس جمال عبدالناصر وخصص له كتابًا سماه «عبدالناصر المفترى عليه والمفتري علينا»، وخلال هذا الكتاب ذكر أنيس منصور عددًا من المقالات التي صب فيها جام غضبه على ناصر.
ما قبل الهبد .. ما هي تناقضات أنيس منصور في موقفه من ناصر
بعد رحيل جمال الناصر بأيامٍ كتب أنيس منصور في عموده المشهور «مواقف» مقالاً مدح فيها ناصر واصفًا إياه بأنه ليس ماضٍ مجيد وإنما هو حاضر ومستقبل وصورة لكفاح الأمة المصرية بالدموع والدماء والنار والدخان والمصانع والمؤسسات والطرق والأرض والثروة والكتب والدواء ورفعة الفقراء.
لكن في العام 1988 طبع أنيس منصور كتابه «عبد الناصر المفترى عليه والمفتري علينا»، واعتبر ناصر أنه مريض نفسي بالانفصام منذ عام 1961 م، وتمكن من خداع الشعب المصري حتى انتهى عمره الافتراضي في مايو 1967 ليموت في يونيو من نفس العام.
واتهم أنيس منصور في كتابه جمال عبدالناصر باحتقاره للتاريخ حيث يقول «عبد الناصر كان يحتقر التاريخ المصري ولم يكن لديه إحساس به فمعلوماته التاريخية قليلة جدًا وهو لا يرى أبعد من أنفه الطويل وأنه لم يستطع الا أن يكون فرعونا صغيرا حمل الكرباج الذي أذل به المصريين إنطلاقا من الاحساس بأنه عند المصريين مثل رمسيس الثاني وعند العرب صلاح الدين الأيوبي».
اقرأ أيضًا
آمنة مهران .. حكاية أم تاجر مخدرات أرسل لها جمال عبدالناصر خطابًا
وبعيدًا عن العلم والأيدولوجيا طالت إتهامات أنيس منصور عقيدة عبدالناصر نفسه، حيث ينقل عن مصدرٍ مقربٍ منه أن جمال عبدالناصر وصف فريضة الحج الإسلامية بأنها كلام فارغ، كذلك كان يعامل أبيه بوحشية ويسوق في ذلك قصة عن الرئيس السوري شكري القوتلي أنه في حفلة أقامها عبد الناصر للزعيم السوفيتي الأسبق نيكيتا خروتشوف مال رجل يرتدي الطربوش وانحنى على يد عبد الناصر وقبلها ولم يكن الرجل إلا والد عبد الناصر حتى أن ملك المغرب الاسبق محمد الخامس همس في أذن القوتلي بالمعنى أن رجلا يفعل هكذا مع والده فما الذي يفعله مع بقية المصريين.
هبدة أنيس منصور
أصدرت مكتبة الأسرة عام 2000 نسخة جديدة من كتاب «عاشوا في حياتي» وعبر الصفحة 658 حكى المؤلف أن أم كلثوم المعروفة بحبها لعبدالناصر كانت تكرهه بعد نكسة يونيو 1967 م، حيث جمعها حوار مع الشاعر كامل الشناوي حضره أنيس منصور، ورأت كوكب الشرق في ناصر أنه مغيب عن الواقع والوعي.
الخطأ الذي وقع فيه كتاب عاشوا في حياتي أن الطرف الثالث من القصة وهو الشاعر كامل الشناوي لم يشهد وقائع النكسة حيث مات شاعر لا تكذبي في يوم 30 نوفمبر 1965 م، وخرج جثمان كامل الشناوي من مبنى أخبار اليوم إلى جامع جركس بشارع صبرى أبو علم، ودُفِن في مقابر الإمام الشافعي، وحضر عن جمال عبدالناصر 3 مندوبين هم عبدالقادر حاتم نائب رئيس الوزراء للثقافة، وحمدي عبيد وزير الدولة، وعصام الدين حسونة وزير العدل.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال