همتك نعدل الكفة
62   مشاهدة  

هل يساعد الصراخ على تحمل الألم؟

الألم


الجميع يتألم، ولكن كيفية تعاملنا مع الألم هي قصة أخرى. فنجد أن تشجع الثقافة العربية  تشجع القدرة على المعاناة في صمت، والكز على أسنانك و”تقبل الأمر كرجل ناضج”. نحن نرى البكاء أو الصراخ علامات الضعف. لكن العلم يشير إلى أن كتم آلامك يجعلك تعاني أكثر مما يجب.

الألم

ظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة الألم ،وهي المجلة الأكاديمية الطبية الأكثر قوةً وصلابةً على الإطلاق. على الأقل بسبب اسمها. فبنظرة فاحصة على هذه الظاهرة، ما وجدوه مذهل جدًا.

تجربة الماء البارد

ففي التجربة التي قامت عليها الدراسة طلب الباحثون من المشاركين غمر أيديهم في الماء البارد بشكل مؤلم. وخلال إحدى التجارب، سُمح للأشخاص بقول “آه”. وفي حالة أخرى، لم يُسمح لهم إلا بالاستماع إلى تسجيل لشخص يقول “آه”.وفي تجربة ثالثة، سُمح للأشخاص فقط بالضغط على الزر (الذي لم يفعل شيئًا)، وفي التجربة الرابعة “والأخيرة” منع العلماء الأشخاص من التحدث على الإطلاق. في جميع المجالات، كان المشاركون قادرين على تحمل الألم لفترة أطول عندما سمح لهم بالتعبير عن معاناتهم.

استخدمت دراسة رائعة أخرى نُشرت في السنوات الأخيرة نفس تقنية الغمر في الماء البارد. ولكنها سمحت للمشاركين إما بالقسم “الحلفان” أو قول كلمة يستخدمونها لوصف طاولة عندما يغمسون أيديهم في الماء الجليدي. ليس من الغريب أن نجد أن غالبية الأشخاص كانوا قادرين على تحمل الماء البارد لفترة أطول عندما أقسموا. ملحوظة: الصراخ  بكلمة “طاولة خشبية” أو “لها أربع أرجل” ليس مرضيًا عندما تشعر بالألم.

الصراخ والشتم بألفاظ نابية ، هو ضجيج وعادة لا يحبها معظمنا. والمجتمع الشرقي المهذب على وجه الخصوص يتجنب ذلك. إذًا ما هو التأثير المسكن الناتج عن إصدار هذه الضوضاء ؟ وخاصة الضوضاء التي تعتبر غير مناسبة اجتماعيًا؟ فعلى عكس معظم مفردات الكلام الأخرى، يتم توجيه الصراخ من خلال اللوزة الدماغية، وهي منطقة على شكل لوز من الدماغ تعالج مشاعرنا. تلعب اللوزة الدماغية أيضًا دورًا مهمًا في التحكم والسيطرة على الألم.

من جهة آخرى أفاد “نات ستراند” مدير مستشفى سكوتسديل ليبرتي في أريزونا، أن التوتر والقلق يمكن أن يزيدا من شعورنا بالوجع وأضاف: “إن التركيز والاسترخاء يمكن أن يقللا من حجم هذا الوجع. حيث يجد بعض المرضى أنه من المفيد التحدث خلال الفحص كنوع من الإلهاء. فالعقل البشري عضو قوي، لكنه لا يستطيع القيام بأشياء كثيرة في وقت واحد. تقول إحدى النظريات الرائدة حول الألم والنطق أن أجزاء الدماغ التي نستخدمها لتجربة الألم والأجزاء التي نستخدمها لأصوات الفم تتداخل ولا يمكننا القيام بالأمرين معًا في وقت واحد.

نظرية التحكم بالبوابة:

بمعنى آخر، طالما أنك تصرخ، فقد لا تشعر بالألم. وهذا ما يسمى “نظرية التحكم بالبوابة”، وهو مفهوم جديد شائع في إدارة الألم. ويعتقد بعض الأطباء أيضًا أن الإشارات القادمة من الدماغ يمكن أن تغلقها بشكل لا إرادي، كما هو الحال في علاج الألم المعتمد على التنويم المغناطيسي. على الرغم من أنك لا تستطيع فتح وإغلاق بوابات الألم بشكل واعي، إلا أن جهازك العصبي لديه طرقه الخاصة في خنق مقدار ما تشعر به. عندما تصرخ أو تلعن، يمكن أن يساعد ذلك في إغلاق بعض تلك البوابات، مما يمنع نبضات الألم من المرور إلى الدماغ حيث يتم ترجمتها إلى مشاعر. قد يكون الصراخ إحدى الطرق التي يرسل بها الدماغ إشارات إلى الجسم لإيقاف انتقال الألم. لا يزال العلم يكتشف بالضبط كيف تعمل هذه الأشياء.

إقرأ أيضا
حزب الله وإيران

النتيجة النهائية لكل هذا البحث هي أن الألم ليس طريقًا ذو اتجاه واحد. في المرة القادمة عندما تصطدم بإصبعك أو تحرق إصبعك، تخلص من هذا الألم عن طريق الصراخ لن تخسر شيئاً.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان