رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
22   مشاهدة  

وبينا معاد 2 ..التكرار لا يعلم دائمًا الشطار

وبينا معاد 2
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



عندما يضم عمل وجوه هامة ومواهب كبيرة مثل الفنان صبري فواز  والفنانة شيرين رضا والفنانة بسمة وغيرهم من الفنانين أكون على أمل كبير أن يصبح العمل مستحقا للمشاهدة.

وفي مقال سابق شرحت أن توقعاتي عن مسلسل وبينا معاد الجزء الثاني حدثت كما توقعتها بالضبط، وهي المشكلات التي يقع فيها دائمًا صناع الأجزاء الثانية من كل مسلسل له عدة أجزاء.

ولكن مسلسل وبينا معاد له طبيعة مختلفة، فهو ضمن المسلسلات العائلية التي يتابعها الجمهور بشغف لأنها تشبه فئة كبيرة من المجتمع المصري بمشكلاته، وبها نصائح ضمن الحوار للأهالي عن طريق مشاهد توجيهية.

وربما لا (ينغص) هذا على المشاهد العادي، ولكن يضايق المشاهد الواعي كثرة التوجيهات والإرشادات خاصة لو متكررة ومقحمة، فتتحول الدراما التي غرضها الرئيسي الإمتاع، إلى محاضرات علم نفسوية في التربية الإيجابية.

وأنا كمشاهد لو أحببت أن أعرف أكثر عن التربية الإيجابية، لفتحت كتابًا في التربية الإيجابية، أو ذهبت كي أدرس في دورة تدريبية عنها، أو شاهدت فيديوهات الأطباء النفسيين عن سن المراهقة وغيره، ولكن المسلسلات يجب أن يكون الغرض الأساسي منها الإمتاع.

وقد وقع وبينا معاد الجزء الثاني في مشكلات أخرى قللت من وجود عنصر الإمتاع غير المباشرة والتوجيه، ومن هذه المشكلات التكرار الذي يعلم الشطار في العملية التعليمية، ولكن في الدراما يجعل العمل مملًا.

فتجد على سبيل المثال  عندما خاف حسن مواجهة نادية برغبته في الذهاب لشركة أخرى والعمل فيها بمنصب كبير، تلقت الخبر بشكل عقلاني ولطيف للغاية، وكان المشهد غاية في العذوبة بين اثنين ناضجان وقعا في الحب الذي يتعطش إليه الناس، ويلعب وبينا معاد دائمًا على هذا الأمر.

انتهى المشهد اللطيف  الرومانسي بشكل مختلف، لنعود لمشهد آخر بنفس الحلقة لاستكمال الحوار عن نفس الموضوع!

فتحول المشهد الثاني لمشهد سمج ملخصه يدور في هذا الحوار:

ربنا يخليك ليا يا حسن

ربنا يخليكي ليا يا نادية.

ومثل هذه المشاهد التي لا مبرر لها على الإطلاق تكون بمثابة (حشو زائد) جعل المشاهد وكأنه بين أبطال العمل ال24 ساعة، وهذا غير مطلوب على الإطلاق.

ففي الدراما نحن لا نعيش اليوم بأكمله بكل حواراته مع الشخصيات الرئيسية، ولكن دور الحوار أن يدفع الأحداث إلى الأمام، وهذا لا يحدث في كثير من المشاهد، فتحول الحوار لكلام لا فائدة منه.

مشاهد الفلاش باك لبدايات قصة حب أروى وعلي أيضا كانت مقحمة ومكررة بلا مبرر درامي، فيكفي للتأثير على المشاهد مشهدا أو اثنان، ولكن تكرار الفلاش باك كان بغير محله.

كذلك إعطاء كل حدث الكثير من المشاهد بلا مبرر أضر بالعمل، مثل سفرية مطروح التي استغلها المخرج ومؤلف العمل هاني كمال في تصوير المناظر الطبيعية الخلابة، ولكن أضيفت مشاهد أيضا وحوارات بهذه الرحلة زائدة عن طبيعة الحدث.

وبينا معاد
حسن ونادية من مسلسل وبينا معاد

على صعيد آخر وجود الموسيقى التصويرية في خلفية الكثير من المشاهد تسبب دائمًا مللًا، فالحوار كافي جدًا كي يتأثر المشاهد بحالة المشهد، وأيضًا أداء الممثلين.

إقرأ أيضا
طه الفشني

وهذا الخطأ يقع فيه كثير من المخرجين وذكرته في أعمال أخرى، وخاصة الكوميدية منها. فلو كان الإفيه ضعيفًا لجأ المخرج لاستخدام موسيقي في خلفية المشهد ظنًا منه أن الموسيقى التي تناسب حالة الكوميديا ستدفع المشاهد للضحك، ولكن في الواقع لو لم يكن الإفيه أو  نوع الكوميديا بالعمل كفيلة بإضحاك المشاهد، فلن تقدر الموسيقى المسكينة على تعويض ذلك أبدًا.

اقرأ أيضًا…وبينا معاد2…مشكلات متوقعة للأسف

أيضًا لو لم يكن الحوار قويًا وأداء الممثلين قويًا أيضًا، لن تفيد الموسيقى بالخلفية في التأثير على حالة المشاهد. فالموسيقى عامل مساعد دائمًا وليس أساسيًا.

أجل المخرج هاني كمال واحترمه، وكنت قد حاورته منذ سنوات حول مسلسل أبو العروسة  الجزء الأول والذي كان مؤلفه، ونال المسلسل إعجاب الجمهور  وحقق نجاحًا كبيرًا، ويبدو أنه يمشي في نفس الخط من نوعية المسلسلات الإجتماعية، ولكن اختلافي معه دائمًا في نقطة المباشرة وما ذكرته من نقاط سابقة في هذا المقال؛ لذلك لم تكن بقية أجزاء مسلسل أبو العروسة بقوة الجزء الأول، لنفس الأسباب السابق ذكرها.

لقد  توقفت عند مشاهدة المسلسل عند الحلقة العاشرة، ولكن ربما تحب إيها القارىء استكمال المسلسل، وسأنتظر رأيك وإن اختلفنا، فهذا هدفي دائمًا، أن أعرف أكثر عن رأي الجمهور.

الكاتب

  • وبينا معاد إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان