همتك نعدل الكفة
5٬569   مشاهدة  

واتش ات WATCH IT صناعة مصرية تقف في وجه تمييع الدراما بكريستال وعقاب سلّام

WATCH IT
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



واتشت صناعة مصرية تقف في وجه تمييع الدراما بكريستال وعقاب سلّام.

 

جرت العادة أن يفهم العرب اللهجة المصرية ويتحدثون بها إلينا من باب المحبة ولحرصهم على أن نفهمهم، حتى صارت المصرية لهجة عامة يعرفها العربي من أقصى الشرق في الشمال الأفريقي إلى بحر الخليج العربي، عرفوها من السينما أولا في بعض البلدان حيث كانت دور السينما لديهم تعرض أفلاما إما عالمية أو مصرية، ثم من الدراما المصرية التي كانت تخرج من قلب ماسبيرو أو تلفزيونات الخليج محتفظة بهويتها كاملة، لم نكن ندرك أن هذه الهيمنة ما هي إلا سلاح نافذ في قلب المنطقة، حتى بات مشهرا في وجوهنا يهدد بقائنا رغم أنني لا أصدق في قدرة هذا التهديد.

 

لم يعرف المصريون دراما غير مصرية، حتى الدراما السورية التي احتلت مكانة وتأثيرا بالغين – ما قبل ما عرف بالربيع العربي والأحداث السورية – لم تخترق البيوت المصرية، كانت مصر توسعية بمسلسلاتها وأفلامها، استعمارية بالمعنى الإيجابي بلهجتها وفنها لذا كان صعبا أن يجد المصري في قلبه مكانا لفن آخر ولو كان جيدا، وعليه لن تجد مصريا يتحدث السورية أو اللبنانية أو حتى ينجح في التفريق بينهما.

 

في العقد الأخير ظهر في السوق وحش ماسخ بعنوان الدراما العربية، استغل هذا الوحش الحال السورية الدقيقة وشتات مبدعيها الكبار وتفرقهم بفعل السياسة، وبدأت مرحلة من تمييع الدراما، إنتاج عربي مشترك يقوم على بطلة لبنانية أمام بطل سوري برعاية منصات عرض محددة قادرة على الاستقطاب والتمويل.

بالمناسبة تحمل الدراما اللبنانية في بداية الألفية تجارب ناجحة وفارقة من حيث الكتابة والتمثيل، وللأسف لم تحظى بلفت الأنظار لخصوصية المجتمع اللبناني وتقدمه من حيث الحريات الشخصية التي يتمتع بها أفراده والتي لا تناسب بطبيعة الحال المنصات المهيمنة ومن جهة أخرى لقلة عدد السكان الذي تروي الدراما حكاياتهم، ومن هذه النقطة نعود إلى المرحلة الحالية وهي “تمييع الدراما” فلا تجد في الدراما العربية – سورية لبنانية مشتركة – جذور حقيقية تربط الممثلين بتاريخهم و جغرافيتهم، فتكون الدراما دافعا للاشتباك والتفكير في واقعنا الاجتماعي وتطوره، وعلى الأرجح كان هذا مقصودا ومتعمدا ولم يستطع السوريون لظروفهم، الوقوف أمام التمويل الهائل الذي يشترط طمس الوجوه وتغييب الهوية.

 

كنت أتابع المشهد وأقول ” يا خوفي” هل سيأتي دورنا، وتنزلق أقدامنا قليلا في حالة “التمييع”؟

لماذا خفت؟

التمويل الهائل هو أيضا طوفان يقتلع صناع الدراما من جذورهم مضطرين خاصة إذا ما قوبل الطوفان بضعف في الإنتاج من حيث التمويل من جهة ومحدودية في الأفق الذي يضع قيودا تُسقط السقف على رؤوس الفنانين فتحد من قدراتهم على رواية قصصهم بأوجاعهم دون توجيه وتسطيح فلو أن هذا الحال استقر، سيجد الفنان المصري نفسه مقبلا على تمييع بفلوس كثيرة أفضل من تمييع ببلاش!

 

واتش ات WATCH IT صناعة مصرية فاخرة أصابت الهدف

ولأن قدرنا الهيمنة وقوتنا وعتادنا في مبدعين تجدهم أينما كنت أجيالا تلحق بأجيال تتقن الصبر وحسن الظن بالقادم من أيام بدد واتشت وهو المنصة المصرية المعنية بعرض المحتوى عبر الانترنيت قلقي وأكد ظني حين قلت إنني أرى التهديد لكنني لا أصدق في قدرته.

في الموسم الرمضاني الماضي اكتسحت الدراما المصرية المشاهدات العربية، بأعمال مصرية خالصة، وقامت الدنيا ولم تقعد داخل غرف صناعة القرار في مؤسسات منافسة تسعى نحو الهيمنة، فكيف تحظى الأعمال المصرية بأعلى المشاهدات عبر منصاتها بينما تستقر أعمالها الأصلية في ترتيب متخلف!

استمرت منصة واتش ات WATCH IT في سعيها الجميل، بإمكانات مادية ربما لا تصل إلى ربع مخصصات منافسيها، فكانت مسلسلات، بالطو، وبينا معاد، ريفو بجزئيه، كشف مستعجل، والآن يعرض مسلسل صوت وصورة من بطولة النجمة حنان مطاوع وتأليف محمد سليمان عبدالمالك وإخراج محمود عبد التواب، وما ذكرتهم حظوا بمشاهدات عربية وتجاوزوا السوق المصري كعادة الدراما المصرية، لكن هذا يشير إلى استحقاق واتش ات ضرورة زيادة الاستثمار لدعم المنصة أكثر وتسويق أعمالها الخاصة وأبطالها، منصة واتش ات هي المؤهلة الأهم لتكون الرادع اليقظ في وجه التمييع المحصن بطوفان التمويل الذي يحاول النيل من سيادتنا الدرامية بفرض وجوه بعينها على الأعمال التي يدفع لإنتاجها أو عرضها على حد سواء، فتكون الغلبة لدراما الأعمال المسطحة، التي تمسخ الجنسيات والأصول كلها، وتحذف قصص الأماكن وتاريخ المجتمعات وماضيها وتشوش على مستقبلها بالتبيعة، فلا لبناني ولا سوري ولا مصري يريد التمييع أن نكون جميعا نشبه الأتراك و”مسمسين” نسكن بيوت فخمة نملأها بحياة فارغة !

YouTube player

 

قفز إلى واجهة اليوتيوب عندي منذ أيام لقاء قديم مع مريم أحمدي مخرجة المسلسل المصري ٦٠ دقيقة الذي عرض عام  ٢٠٢١ ضمن أعمال منصة شاهد الأصلية، قالت المخرجة أنها كانت قلقة عندما طُرح عليها وهي مخرجة العمل ومعها المنتج على حد قولها اسم الفنان السوري صاحب التجارب الدرامية السورية المهمة محمود نصر ليقوم ببطولة العمل بلهجة مصرية أمام الفنانة ياسمين رئيس إضافة إلى الممثلة السعودية فاطمة البنوي التي يجري تلميعها مؤخرا بشكل لافت، استخدمت مخرجة ٦٠ دقيقة الفعل المبني للمجهول ولم تفصح عن هوية من فرض عليها وجوه عربية في عمل مصري يصنف باعتباره تشويق وإثارة، ولكن هذه هي الخلطة المثالية للتمييع.

 

الدراما التركية في ثوب التمييع العربي، وصل كريستال إلى البيوت المصرية

 

في الآونة الأخيرة لاحظت تدفق في التعليقات على حسابات أصدقاء مصريين عبر فيسبوك باللهجة اللبنانية مأخوذة على لسان أبطال مسلسل كريستال، وهو مسلسل لبناني مأخوذ عن المسلسل التركي الشهير “حرب الورود /Güllerin Savasi ببطولة باميلا الكيك اللبنانية ومحمود نصر السوري وكريستال للمخرج التركي هاكان أرسلان

إقرأ أيضا
خيري بشارة

يعني الدراما التي كانت تعكس حال بيوتنا ومجتمعنا أصبحت القصة فيها تركية والمخرج تركي والتصوير في تركيا والفلوس لتركيا والممثلين من سوريا ولبنان والمشاهدات عربية ومصرية.

WATCH IT

يستحق كريستال المشاهدات التي حصدها، صورة العمل مع رشاقة ووسامة أبطاله إلى جانب حرفية المخرج التركي الذي أجاد إدارة الممثلين فكان أدائهم فائق الاتقان، أما عن قصة العمل الذي يصنف رومانسي فتدور الأحداث حول معارك حب وانتقام بين الأبطال في ٩٠ حلقة تمتاز بجرعة كبيرة من الهيافة التي تخدر العقل وتأكل الوقت ولا تحرض إلا على التمييع فلا تشعر بجذورك ولا تتذكر إلى أي بقعة من العالم تنتمي.

 

تقول المصادر اليوم أن منصة شاهد اشترطت عدم مشاركة الفنان محمد سلاّم في الجزء الثامن من مسلسل الكبير قوي ضمن موسم دراما شهر رمضان المقبل، فرفضت شركة الإنتاج سينرجي التخلي عن سلاّم كما رفض الفنان أحمد مكي الأمر نفسه.

وكان حكم منصة شاهد – التي تعرض الكبير قوي فقط، ولا تنتجه – على سلّام بالإبعاد قد جاء نتيجة اعتذاره عن المشاركة في موسم الرياض بمسرحية كوميدية لعدم استطاعته تجاهل ما يحدث في غزة من انتهاكات نعتبرها جميعا جرائم حرم في حق الفلسطينيين والتي جاءت كرد فعل لجيش الاحتلال على بدء طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، فكان لزاما على طوفان التمييع أن يقتلع سلام ومن يقف موقفه معبرا عن نفسه وعن هويته.

 

لتكن دعوة نضع من خلالها منصة واتش ات WATCH IT على رأس قائمة “صنع في مصر” ونضاعف الاشتراكات ونشجعها على مضاعفة الإنتاج لتكون راعية الدراما الأصلية بإنتاجها الأصلي وتحفظ به مساحات الهيمنة الخاصة بالدراما المصرية، وتزيدها بدعم الدراما السورية المحلية وغيرها ممن أغرقهم طوفان التمييع مستغلا انكسارهم، وهذا قدر مصر الكبيرة ولا مفر منه.

 

الكاتب

  • WATCH IT رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
44
أحزنني
0
أعجبني
20
أغضبني
5
هاهاها
4
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان