رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬042   مشاهدة  

أول وآخر شيخ للأزهر تُحرق كتبه.. كان صوفيا وحفيده زعيم تنظيم القاعدة

شيخ للأزهر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



” لقد فتح الله عليك ووالله إنك لأعلم من أبيك، ولو عندي أرقى من الدرجة الأولى لأعطيتك إياها “.. بهذه الجملة وصف الشيخ محمد عبده تلميذه الشيخ محمد الأحمدي الظواهري الذي كان أول شيخ للأزهر يتسبب في أزمة فكرية عاصفة في تاريخ المؤسسة، وقيلت هذه الجملة عند نجاح محمد الأحمدي الظواهري بالشهادة العالية سنة 1902.

فرح الظواهري بقربه من الشيخ محمد عبده لهذه الدرجة، لكنه لم يكن يدري أنه سيكون على موعد مع أزمة شديدة بعد تلك الجملة بعامين فقط.

يعتبر الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، هو أحد أهم شيوخ الأزهر تأثيراً في المؤسسة الأزهرية، ففي عهده وبقرار منه تأسست جامعة الأزهر، وشهد الأزهر حراك شديد في عصره أدى إلى إجباره بتقديم الاستقالة وخلفه في منصبه الشيخ محمد مصطفى المراغي الذي عُزِل بأمر ملكي في مصر.

محمد الأحمدي الظواهري
محمد الأحمدي الظواهري

ولد الشيخ محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري بقرية كفر الظواهري التابعة لمركز ههيا في محافظة الشرقية سنة 1887 م، لأسرة أزهرية حيث كان والده إبراهيم من صوفية الأزهر الكبار، وسماه بـ “الأحمدي” تيمناً باسم السيد أحمد البدوي في طنطا.

اللافت في أسرة الأحمدي الظواهري، أنها على رغم صوفيتها العتيقة لكن كان منها أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بعد مؤسسه أسامة بن لادن، ونال الأحمدي الظواهري الدرجة العالية من الشيخ محمد عبده في امتحان سنة 1902، وعمل بالتدريس في المعهد الأحمدي بطنطا.

لجنة إصلاح الأزهر -سنة 1925
لجنة إصلاح الأزهر – سنة 1925

بعد عامين من نجاحه كتب أول كتبه وهو كتاب “العلم و العلماء” والذي تطرق فيه إلى ضرورة إصلاح الأزهر ونظام التعليم والتدريس والمناهج فيه.

في هذا الكتاب انتقد الظواهري حال الأزهر من حيثيات متعددة حيث أسلوب العلماء في التدريس والشرح ، فضلاً عن جمود بعض مشايخه، وشدد الظواهري في كتابه هذا على ضرورة السير في نهج الشيخ محمد عبده والذي كان متحمساً لمنهجه في إصلاح الأزهر.

شيخ الأزهر الشيخ عبدالرحمن الشربيني
الشيخ عبدالرحمن الشربيني –  شيخ للأزهر

قوبل هذا الكتاب بمعارضة شديدة، وأدى صدوره إلى قرار من  الشيخ عبدالرحمن الشربيني – شيخ للأزهر – بحرق الكتاب ليكون سابقة لم تحدث في تاريخ الأزهر من قبل.

تدرج الظواهري في مناصبه داخل المؤسسة الأزهرية حتى تولى منصب مشيخة الأزهر سنة 1929 م في ظروف سياسية خانقة تفسرها موسوعة دار الإفتاء في تاريخ الأزهر وشيوخه حيث أن القوى السياسية متمثلة في القصر والوفد والإنجليز، كانوا يروا أن الأزهر هو الكعكعة لهم ولابد من السيطرة على شيخه.

الملك فؤاد كان يريد الظواهري كون أنه من المقربين له، أما الوفد فكان يريد الشيخ المراغي ، بينما وقف الإنجليز على الحياد المنحاز حيث أنهم يعلنون عدم تدخله في هذا الأمر لكنهم كانوا يدعمون مرشح الوفد؛ لأنه كان قاضيًا في السودان ويستطيعون التفاهم معه، فتم اختيار المراغي لكنه لم يلبث أن استقال سنة 1929 وتولى الظواهري مكانه.

قام الظواهري بخطوات إصلاحية تمثلت في إلغاء مدرسة القضاء الشرعي والاكتفاء بكلية الشريعة، وألغى مدرسة دار العلوم اكتفاءً بكلية اللغة العربية، وأدخل الأزهر في عالم الصحافة سنة 1930 م من خلال إصدار مجلة “نور الإسلام” التي تغير اسمها إلى “مجلة الأزهر”.

الشيخ محمد الأحمدي الظواهري يلقي كلمة أمام الملك فؤاد في افتتاح الجامعة الأزهرية
الشيخ محمد الأحمدي الظواهري يلقي كلمة أمام الملك فؤاد في افتتاح الجامعة الأزهرية

وفي نفس عام صدور المجلة، دخل الأزهر من ناحية التعليم في مرحلة جديدة حيث كان ميلاد “جامعة الأزهر” بالنسق الدراسي المعروف حالياً والذي تأسس بـ 3 كليات هي “أصول الدين”، “اللغة العربية”، “الشريعة”.

وظل الظواهري 5 سنوات في منصبه حتى استقال ، نتيجة لشدة المعارضة له ، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي جعلته يفصل الكثيرين من الطلاب الذي خرجوا ضده، ما زاد الأمر بؤساً هو العلاقة المتوترة بين الظواهري ورئيس الحكومة نسيم باشا ، حتى استقال سنة 1935 م وحل بدلاً منه الشيخ محمد مصطفى المراغي.

يعترف الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان معارضاً للظواهري، بأنه تعرض للخديعة هو وزملاءه من إشاعات الأحزاب، حيث قالوا لهم  إن الشيخ الظواهري يعمل على توظيف العالم الذي تخرج في الأزهر بعد سبع عشرة سنة بثلاثة جنيهات، ثم تبينت لهم الحقيقة بعد ذلك، وهي أن الميزانية التي كانت مرصودة لتوظيف الخريجين الجدد هذه السنة ليست كافية لتوظيفهم جميعاً بالمرتب المعتاد، فأراد الشيخ الظواهري أن يتيح لهم جميعا فرص العمل بتلك المكافأة حتى لا يتعطل وذلك لحين توفير الميزانية الكافية لتعديل الرواتب.

إقرأ أيضا
عبدالله الزهدي بك

وبعد استقالة الظواهري عاش بعيداً عن الأضواء الأزهرية حتى مات سنة 1944، تاركًا وراءه إرث علمي وتاريخي كبير.

 

إقرأ أيضاً

“حسن القويسني” .. كفيف رفض عطايا محمد علي وأصبح شيخًا للأزهر

الكاتب

  • شيخ للأزهر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان