همتك نعدل الكفة
127   مشاهدة  

اعتداءات جسدية وقتل.. لماذا العنصرية في تركيا ضد العرب؟

العنصرية في تركيا


“العنصرية في تركيا”.. بات هذا الملف أهم أولويات العديد من المؤسسات نظرًا إلى تطور الأوضاع في تركيا وزيادة خطابات العنصرية اتجاه اللاجئين والعرب بشكل عام والسوريين بشكل خاصة بعدما فروا من بلادهم منذ اندلاع الحرب في العام 2011، ولم يجدوا سوا تركيا ملاذًا آمنًا لهم ولكن خلال السنوات الأخيرة تبدل الأمر وأصبحت أكثر ما يمثل خطرًا عليهم خاصة مع تسجيل عدة حوادث اعتداءات لفظية وجسدية مؤخرًا سبقتها جرائم قتل جميعهم من السوريين.

فبعد الأحداث التي شاهدتها تركيا جراء الزلزال الذي وقع في فبراير 2023 وتسبب في تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير، أعزى العديد من الأتراك السبب في ذلك إلى زيادة أعداد اللاجئين في البلاد، الأمر الذي جعلهم يضعون ملف اللاجئين على طاولة الانتخابات الأخيرة حيث اتفق معظم الفرقاء السياسيين على ضرورة الانتهاء من ملف اللجوء في البلاد خاصة فيمَا يتعلق بالسوريين.

خطابات كراهية 

وفقًا للإحصاءات الرسمية الأخيرة فإن نحو 3.7 مليون سوري موجودين في تركيا من الحاصلين على “الحماية المؤقتة” و230 ألف حاصل على الجنسية التركية، ولكن ما حدث كانت نتائجه سلبية للغاية، إذ اختصت العديد من المواقع على شبكات التواصل الاجتماعي على نشر خطابات كراهية اتجاه اللاجئين العرب ما جعل الأمر يتوغل إلى فئة كبيرة من الأتراك ليتعرض العرب في تركيا إلى الاعتداء اللفظية والجسدية حتى وصل الأمر إلى القتل.

جرائم قتل بسبب العنصرية

ففي شهر يونيو الماضي أعلنت عائلة الشاب السوري “أحمد مدراتي” صاحب متجر لبيع الهواتف المحمولة في “أضنة” عن مقتله، جراء إصابته بأربع رصاصات أطلقها مواطنون أتراك لأنه رفض منحهم هاتف جوال مجانًا.

كما قتل شاب السوري يدعى “عمار إبراهيم طبوش” 22عامًا جراء إصابته بعيار ناري أطلقه نحوه رب عمله في منطقة “سلجوقلو” التابعة لولاية قونيا؛ بعدها نشب خلاف بينهم بسبب مطالبة المجني عليه لباقي مستحقاته التي تقدر بـ1000 ليرة.

الكثير والكثير من الاعتداءات على اللاجئين تشهدها تركيا الأمر الذي اشعل النيران على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين باتخاذ الإجراءات اللازمة اتجاه مرتكبي تلك الانتهاكات مع وقف خطابات العنصرية التي تنشر.

تفكيك الخطاب العنصري

اللاجئين في تركيا
اللاجئين في تركيا

وقال “لغزوان قرنفل” ، رئيس تجمع المحامين الأحرار في تركيا: “إن الخطاب العنصري ضد اللاجئين الذي سبق العملية الانتخابية هو جزء من خطاب بعض الشارع التركي، الذي أدى بالنهاية إلى سقوط قتلى وجرحى”

وأضاف قرنفل:” المؤسسات الأمنية اتخذت إجراءات حاسمة بحق معظم المجرمين، خاصة من ارتكبوا جرائمهم بدوافع عنصرية، ولكن هذه لا تكفي المطلوب تفكيك الخطاب العنصري ضد فئات عرقية وقومية، خاصة العرب هذا الخطاب لم نجده ضد لاجئين آخرين كالأوكرانيين ربما هذا مرتبط بالشعور بالدونية أمام الأوروبي والاستعلاء على كل ما هو عربي هذا يتطلب مراجعة منهجية للخطاب العام وآلياته”

عودة قسرية

تركيا
تركيا

وفي نفس السياق، قال “مراد أردوغان”، الباحث التركي في مركز أبحاث اللجوء والهجرة، إن اللاجئين السوريون باتوا يشعرون أنهم أقل أمنًا في تركيا مما كانوا عليه في السنوات السابقة، ويرغب أكثر من 60% من اللاجئين السورين في تركيا في الذهاب إلى أوروبا إذا أتيحت لهم الفرصة.

أشار “مراد أردوغان”، إلى أن مفهوم “العودة الطوعية” ليس في حسابات السوريين. مؤكدًا أنه لم ترحب الإدارة السورية أبدًا بعودة اللاجئين من تركيا.

وفي تقارير عدة نشرتها منظمات إنسانية وحقوقية مثل” هيومان رايتس” و”وتش” اعتبرت أن تلك العمليات ما هي إلا انتهاكًا للقانون الدولي،  فتركيا ارتبطت بعدة اتفاقيات دولية تلزمها بحماية اللاجئين، وتضعها أمام مسؤوليات قانونية دولية في حال أخلت بها.

خطوة ضرورية 

وفي خطوة كانت ضرورية، اتخذ الرئيس التركي” رجب طيب أردوغان”، إجراءات لمواجهة خطابات الكراهية العنصرية، قائلًا:”لن نقبل مطلقًا أن يطال أي شخص سوء بسبب أنه أجنبية”

ووصف الرئيس التركي ناشري الخطابات العنصرية بـ”أصحاب العقلية الفاشية”:” “لن نقبل مطلقًا أن يطال أي شخص سوء، بالقول أو بالفعل، بسبب أنه أجنبي أو يتحدث لغة مختلفة أو بسبب الحجاب واللحية أو أي شيء آخر، وكل من يتورط في الإساءة لأحد سيعاقب”

إقرأ أيضا
شقو

وتابع “كل شخص في تركيا سواء كان تركيا أم أجنبيًا يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه”، وتنفيذًا لتلك التعليمات اعتقلت السلطات الأمنية التركية، عدد من مسؤولي المواقع والحسابات المشبوهة.

وأعلنت النيابة العامة في أنقرة أمرًا بتوقيف بحق 27 شخصًا بينهم أصحاب ومحرري مواقع إخبارية بتهمة “تحريض الشعب علنـا علـى الكراهية والعداء” و”نشر معلومات مضللة علنًا” على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المواقع الإخبارية هي Aykiri” “Haber Report” “Ajans Muhbir”, وتشتهر بنشر أخبار كاذبة ومضللة بحق المهاجرين والأجانب، وكذلك منصة “Suriyeliler Suriye’ye Platformu” وموقع ”   Haberleri Mülteci” و” Karargah”

رأي معارض

العنصرية في تركيا
تركيا

ولكن هذا الأمر ليس على هوا  “ميرال أكشنار”، رئيسة حزب “الجيد” المعارض، التي أعربت عن اعتراضها على اعتقال مدراء المواقع العنصرية، قائلة: “لا يمكن حل مشكلة اللاجئين عن طريق قمع رد الفعل المبرر لشعبنا وإسكات واعتقال من يُبقي هذه القضية على أجندة بلادنا”

تابعت:”قضية اللاجئين التي تتفاقم يومًا بعد يوم، هي الشغل الشاغل والحساسية المشتركة للشعب التركي. علينا ألا ننسى أنه عندما يتعلق الأمر بالمستقبل الديموغرافي لبلادنا، فلن يبقى أي من أبنائنا الذين يحبّون هذا الوطن صامتين بشأن هذا الوضع”

لتبقى قضية العنصرية في تركيا هي محط اهتمام الكثير من المواطنين والمسؤولين ويبقى السؤال الأهم هنا، متى سيتم القضاء بشكل جذري على تلك العنصرية ويتعايش الجميع في سلام دون أي خسائر من أي نوع؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان