رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
407   مشاهدة  

تأملات في كلمة المندوب السامي القُرَشِي 10 الأخلاق القرشية v.s القيم العلمانية

الحلقة ١٠
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الحلقة دي برضه هناخد أكتر من مقطع، وهنبدء بمقطعين مكملين لبعض.

ع السريع

المقطع ده هنقف عند نقطة واحدة.. لا فيها أسئلة ولا مساحة لشرح أو الاستفاضة، فقط معلومة.

مريم.. موسى.. قوم مدين.. كل دي أسماء وشخصيات تراثية لا وجود لها في التاريخ، بالتالي مافيش موضوع ممكن نتناقش فيه ونتفق أو نختلف حواليه.

المقطع ده عبارة عن نقطتين مافيش غيرهم، في النقطة الأولى هسأل سؤال:

لو كان أبو لهب وحرمه أسلموا.. هل هناك ما يمنع نزول آيات أو سورة جديدة تنسخ القديمة؟

أما بالنسبة للنقطة التانية فمن السهل أن يراها المؤمن إعجاز ويراها غير المؤمن قراءة سليمة للمشهد السياسي في المنطقة.

باختصار كل ما سبق ينفع يتبناه المؤمن بوصفه إعجاز ويراه غير المؤمن كلام عادي جدًا أو على الأقل يسهل التشكيك فيه، ما يتنافى مع الإعجاز كفكرة مجردة.. فمن المفترض في المعجزة أن تكون غير قابلة للتشكيك أو الانكار.

إن هذا الكتاب الكريم الذي عرضنا جانبًا يسيرًا من جوانب معجزاته التي تشبه بحرا لا ساحل له، هذا الكتاب وقد تكفل الله بحفظه ووعد به في متن آياته فقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9-الحجر)، هذا الكتاب لا ينال من قدسيته عبث الصغار وأمثالهم ممن ينتمون إلى أحزاب السياسية المتطرفة وفي بلدان تحتاج إلى التأدب بأدب القرآن والتخلق بأخلاقه؛ حتى يتأهل وعيهم لإدراك الهوة السحيقة بين حرية التعبير وحرية البذاء والتطاول، وبين ثقافة الحضارة وثقافة الغاب، وبين حرية الإنسان المهذب المتحضر وفوضى الإنسان الوحشي المنفلت من كل القيود.

المقطع ده الإمام الأكبر أبدع في الجمع بين المغالط المنطقية وبين قلب الحقايق واتهام الأخر بأمراض مجتمعه العربي-المسلم، يلا بينا نشوف أزاي.

من دقنه وافتله

عيب أوي لما قامة كبيرة زي الشيخ الطيب، مفترض أن معاه دكتوراه من السوربون.. وإن كان الموضوع فيه قولان، عيب إنه يقع في مغالطة منطقية ساذجة زي إثبات صحة دينه من كتابه المقدس نفسه.

الحلقة ١٠
الحلقة ١٠

باقي المقطع هجوم “دون تسمية” ع الدول والمجتمعات غير الخاضعة للسلطة التاريخية لقريش، والتأكيد على أهمية أن يكتسب هؤلاء أخلاقهم من القرآن.. عشان ينضبط مفهومهم عن الحرية. من سياق الكلام واختيار ألفاظ زي (البذاءة.. التطاول.. الإنسان المنفلت من كل قيود) يُفهم أن فضيلته بيشير لأزمة الرسومات الساخرة.

المجتمعات المش مؤدبة

دول ناس اختاروا نقد “أفكار” الأخر عن طريق السخرية، وهي طريقة مناسبة للمصفوفة القيمية بتاعت مجتمعاتهم في العصر الحديث.. لأن حسبتهم قايمة على حق الجميع في أنتقاد أي فكرة أو شخصية عامة (حية أو ميتة، حقيقية أو خيالية، مكروهة أو مقدسة) ويقدروا ينتقدوها بالشكل اللي يحبوه، الممنوع بس هو التحريض ع العنف والعنصرية.. بمعنى أن السخرية من الدين مسموحة لكن السخرية من المؤمنين بالدين ممنوعة وطبعًا التحريض ضدهم ممنوع.

فينفع أن تصدر جرايد أو مجلات تسخر من أي دين، في نفس الوقت لو حصلت جريمة بدافع كراهية عنصرية أو طائفية بيكون رد الفعل قوي جدًا على كل الأصعدة والمستويات، عشان كده ينفع المجتمعات الأوروبية تستوعب مجلة زي تشارل أبدو لكن ترفض وبشدة جريمة زي قتل مروة الشربيني، ينفع يدافعوا باستماتة عن حرية الرأي والتعبير متمثلة في تشار أبدو في نفس الوقت اللي يتحكم فيه على قاتل مروة الشربيني بأقصى عقوبة وكمان يتم إدانة الجريمة من ناحية ومن ناحية تانية تخليد ذكرى الضحية.. بأشكال متعددة ولسنين طويلة.

تعالوا بقى نشوف المصفوفة القيمية، اللي شيخ الأزهر بيطالب العالم الغربي يتبناها عشان يبقى أكتر تحضرًا وإنسانية.. زينا كده، وبالمرة ناخد فكرة عن أخلاق المجتمع “العربي-المسلم”.

القرآن ولعن كل مختلف

وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ (88 – البقرة)

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161 – البقرة)

أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87 – آل عمران)

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44 – الأعراف)

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18 – هود)

لعنة الله في الإسلام هي الطرد والإبعاد، والبشر أو الملايكة فلعنهم هي تمني الشر الشديد أو الإبعاد من رحمة الله. والآيات السابقة أمثلة قرآنية من صب لعنات الله ومخلوقاته على كل من يرفض دخول الإسلام.

الحلقة ١٠
الحلقة ١٠
YouTube player

تحقير الأخر

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176 – الأعراف)، النص هنا يشبه الإنسان المهتم بمُتَّع الحياة بالكلب.

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44 – الفرقان)، هنا النص بيشبه من لا يعبودن الله بالبهايم.. بل أضل سبيلا.

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5 – الجمعة) وهنا بيشبه اليهود بالحمار.

فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (50 – المدثر) هنا تشبيه لغير المسلمين بالحمير الوحشية أو الحمير المذعورة.

إقرأ أيضا
تاريخ التعليم في الأزهر

لو استخدمنا لغة ومقاييس العصر الحالي في وصف الأمثلة السابقة هنشوفها مليانة توصيفات من شأنها تحقير الأخر المختلف دينيًا، طبعًا فكرة محاكمة القرآن أو أي نص مقدس بمفاهيم وثقافة النهارده.. أمر مخل وغير منطقي، زي بالظبط محاولة اعتبار النص ده هو المرجعية القيمية للعصر الحالي.

الحلقة
الحلقة ١٠

الوصم في القرآن

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28 – التوبة)، غير المفهوم الديني اللي عايز شرح كتير لحالات متعدد من النجاسة.. فيه المعنى اللغوي المباشر (نجاسة = قذارة).

وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (10/13 – القلم) الآيات دي نزلت في أحد كبارات قريش، يقال إنه الوليد بن المغيرة، “عُتُل” معناها شخص غليظ.. أما “زنيم” فتعني إنه عديم الأصل أو ابن زنا.

YouTube player

بقوانين وأخلاقيات النهارده اللي يقول لحد الكلام ده هيلبس قضية سب وقذف، أه ماينفعش نحكم على نص قديم بأخلاق النهارده.. بس كمان ماينفعش حد كبارة كده يطلع يطالب العالم يرجع يعيش بأخلاقيات خمستاشر قرن فاتوا.

التأثير في الحلقة ١٠

زي ما شوفنا تأثير حرية الرأي والتعبير اللي مش عاجبة الإمام الأكبر، تعالوا نفتكر سوا مستوى التحضر اللي عايشين فيه جوه بلد الأزهر.

هل فيه “بذائة وتطاول” أكتر من اللي حصل مع سيدة الكرم؟، اللي قضيتها خلصت بعد خمس سنين في المحاكم، بحكم بالسجن 5 سنين على 10 تنفار، مش بس بتهمة الاعتداء عليها إنما كمان المشاركة في تخريب وحرق منازل مواطنين مسيحين.

هل حد شاف “ثقافة غاب” أبشع من قتل الشيخ حسن شحاتة في أبو النمرس؟، القضية اللي استمرت في المحاكم حوالي 6 سنين.. وأكبر حكم فيها كان 14 سنة.

“الإنسان الوحشي المنفلت من كل القيود”.. التوصيف ده ينطبق على رسام ساخر عارف كويس أن عنده ضوابط لحريته.. لو تجاوزها هيطبق عليه القانون؟ ولا على صيدلي عارف إنه في مواجه أنثى من دين معين هيبقى فوق القانون.. فقشطة يظرفها بالقلم عشان لبسها مش عاجبه، وفعلًا مايتمش محاسبته وتجبر الضحية بشكل أو أخر على قبول الصلح.

كده وصلنا لنهاية حلقتنا، ونتقابل الحلقة الجاية نكمل تأملات في كلمة المندوب السامي القرشي.

الكاتب

  • الحلقة رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
4
أغضبني
2
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان