الصداقة حظوظ .. بعضهم تستمر صداقته للأبد والبعض الآخر يدمره أصدقائه

مريم مرتضى

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

صدق من قال الصداقة حظوظ فالحظي بصديق مقرب يشبه روحك، هو شيء نادر بحق، الجميع لديه معارف وأصدقاء، ولكن العثور على رفيق يمكنه مساندتك في أوقاتك الصعبة، ومساعدتك على تجاوز المحن، والوقوف بجانبك في السراء والضراء، كلها أشياء لا يحظى بها كثيرًا منا، وفي الجانب الآخر يمكن لبعض الأصدقاء أن يكونوا مسيطرين على حياتك بشكل مؤذي، يمكنهم من تدميرك إذا ما أرادوا ذلك، وفي التاريخ توجد قصص جميلة وشهيرة عن ذلك النوع المثالي من الاصدقاء، الذي نتمنى أن نحظى بيه جميعًا، وهناك أيضًا قصصًا عن النوع الآخر، الأشخاص الذين دمروا اصدقائهم، دون أن يرف لهم جفن.

صداقة مارلين مونرو وإيلا فيتزجيرالد

العلاقة بين مارلين مونرو أيقونة الجمال وإيلا فيتزجيرالد أيقونة الغناء، كانت صداقة غير عادية، كانت قصة ملحمية داعمة بحق، أثرت في حياتيهما خاصة لفيتزجيرالد، التي كان لمونرو دور كبير في حياتها المهنية، فقد انطلقت مسيرة إيلا فيتزجيرالد الفنية حقًا بعد عرض مثير للإعجاب في ملهى موكامبو الليلي في هوليوود، أحد أكثر الأماكن حدثًا في المدينة، ومع ذلك ، ربما لم يكن أداؤها ليظهر أبدًا بدون مساعدة من مؤيد غير متوقع، وهو النجمة مارلين مونرو، في البداية لم يرغب صاحب الملهى الليلي في أن تعمل فيتزجيرالد معه، غالبًا بسبب عرقها ولونها الأسود، كما أن نجمها لم يكن ساطعًا للغاية أن ذاك، ولم يعتقد أنها ستجذب الجمهور، ومهما كان السبب، فقد تطلب الأمر دعم مارلين مونرو للحصول على إيلا الحفلة، وعدت مونرو أنه عندما تلعب إيلا، ستكون هي نفسها بين الجمهور على طاولة في المقدمة، وبالطبع كان هذا كافيًا ليس فقط لتحصل فيتزجيرالد على الوظيفة، ولكن لجذب الكثير من اهتمام وسائل الإعلام لأدائها، ومنذ ذلك الحين، لم تضطر إيلا فيتزجيرالد إلى العمل في نواد لموسيقى الجاز من الدرجة الثانية مرة أخرى، وأصبحت الاثنتان صديقتان مقربتان جدًا بعد ذلك، واكتشفا أن بينهما الكثير من القواسم المشتركة، ورأت فيتزجيرالد أن مونرو كانت امرأة قبل عصرها وكانت تدين لها بدين كبير، وفي الجانب الآخر، لم تكن مارلين من محبي إيلا فيتزجيرالد فحسب ، بل استخدمت موسيقاها لتتعلم كيفية الغناء.

آرثر كونان دويل وهاري هوديني

في عام 1920م، التقى اثنان من أكبر المشاهير في هذا العصر لأول مرة، أحدهما كان السير آرثر كونان دويل، المبدع الشهير للمحقق العظيم شيرلوك هولمز، والآخر هو هاري هوديني، الساحر المخادع الذي أبدع فن الهروب، والذي أصبح أحد أكثر الفنانين ربحًا في العالم لقدرته على الهروب من تابوت مصنوع من الفولاذ والزجاج، ومغمور بالكامل بالماء.

يعتقد البعض أن هوديني لم يكن ساحرًا ولكن لديه قوى سحرية حقيقية، كان كونان دويل وهوديني صديقين مختلفين بشدة، جمعهما الاهتمام المشترك بالروحانيات، ولكن الروحانيات أيضًا هي التي دمرت هذه الصداقة، فبعد وفاة كينجسلي ابن دويل، خلال الحرب العالمية الأولى، أصبح كونان دويل مؤمنًا مخلصًا للحياة بعد الموت ومبشرًا لا يعرف الكلل للقضية الروحية، حيث تبرع بما يعادل ملايين الجنيهات من أموال اليوم في محاولة لإثبات أن الموتى كانوا في كل مكان حولنا ومتشوقون للدردشة، في حين كان هوديني، يميل إلى الاعتقاد بأنه قد يكون قادرًا على التواصل إلى ما بعد القبر مع والدته المحبوبة، ولمن بما أنه يعرف الكثير عن خداع المسرح وتزييفه، حيث قام في بداياته بعمل عروص تحضير أرواح للجمهور، لذا لن يتمكن أي أحد من إقناعه بسهولة، ومن هنا بدأ الشقاق بين الصديقين، ففي الوقت الذي كان يبذل فيه دويل كل جهده لإثبات حقيقة تحضير الأرواح، فضح هوديني الأمر في كل مرة وأفسده، وحاول دويل استغلال أمر وفاة والدة هوديني، واشتياقه الشديد لها، وأخبره أن سيتم تحضير جلسة أرواح لاستحضار روحها، وهرول هوديني مشتاقًا لسماع صوت أمه، ولكن تم خداعه وكشف الخدعة، ومن هنا بدأت علاقة الصديقين في الانهيار، وليشفي هوديني غليله، كرس معظم وقته بعد ذلك لفضح هؤلاء الذي يحضرهم دويل لتحضير الأرواح، فانقطعت العلاقات تمامًا بين الصديقين، وساءت حالة دويل النفسية بشدة، خاصة بعد مروره بعدة أزمات سابقة، وكان يجد السلوان في تلك الجلسات ويعتقد أنه يتواصل مع ابنه بحق، ولم ينتهي ذلك الشقاق أبدًا حتى وفاة كلًا منهما.