رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
766   مشاهدة  

برفقة خُطَى الدكتور جودي إبراهيم.. على طريق الطب والإدارة والفلسفة والقانون

جودي إبراهيم
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



لافتة تحمل الاسم الشهير دكتور جودي إبراهيم محمد بالدور السابع بإحدى العمارات الشهيرة بالمهندسين، اللافتة كبيرة ومضيئة طبعا، وإن كان ذلك أمر بديهي، إلا أن المدهش هو صفُّ اللَّوافت المواجهة لها والمحيطة بها، الأسماء أغلبها لأساتذة كبارٍ في الطب، أساطين، بعضهم قام بالتدريس لطبيبنا المرصود نفسه.. ليس الأمر هكذا، لمن لا يعلمون، بالهين في المجال الطبي الوافرة صراعاته؛ فالدكتور الخمسيني الذي يستطيع أن يصير ذائع الصيت بل يداني وصف الأسطورة في تخصصه؛ حالة نادرة بلا جدال، وأكثر الأطباء تفشو أسرار نبوغهم فوق الستين مهما نالوا سمعة طيِّبة قبل هذه السن.. لكننا أمام شخصٍ يمثِّل عبقريَّة مختلفة؛ فقد اتَّسم بالجسارة والتَّحدي والقدرة على التَّكيُّف مع الظروف أيًّا كانت، وأتقن ما أُوكِل إليه إتقانًا باهرًا ونفَّذ ما طُلِب منه بمهارةٍ فائقةٍ وصبر حين ضاع بعض حقِّه؛ وتدريجيا ملك القوَّة والغنى في وسطه رفيع الشأن بجهود ساعديه وحدهما واجتهادات روحه على سُلَّم الوصول إلى العلياء.

تخصصه المسالك البولية.. “استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية والعقم عند الرجال”.. حاصل على درجة الدكتوراه من كلية طب قصر العيني، وزميل الجمعية المصرية لجراحة المسالك البولية، وعضو نقابة الأطباء. من البداية لم يَمِل إلى الوظيفة الحكومية المتعلقة بالصحة، ولا مال إلى بريق المناصب، في هذا الإطار، بعد ذلك.. فضَّل العمل الخاصَّ، وأسَّس، مع شريك له، واحدةً من أعرق المستشفيات الخاصة بمصر، واتفقا على أن يتولى هو رئاسة مجلس إدارتها، لإنه طبيب وشريكه ليس طبيبا، ولأن شريكه رأى فيه ذكاءً وحسمًا يليقان بالمسؤولية الإدارية ونشاطًا عظيمًا وهمَّةً نادرةً ولياقةً مفتقدةً في المعاملة.

الدكتور جودي إبراهيم
الدكتور جودي إبراهيم

بجانب العيادة الشخصية وإدراة المستشفى المملوكة له، بشراكة صديقه السيد وائل عبده الذي يصفه الدكتور بالوقور الوفي الناجح، يعمل الدكتور جودي في إحدى مستشفيات المنيا الخاصة، مسافرا بسيارته إليها في مواعيد شهرية معينة، وفي مستشفيين خاصين ببلده الأصلي قنا، بصورة دوريَّة، وبالنسبة لقنا التي ينتمي إلى “أشرافها”؛ فإنه لا ينقطع عنها البتة؛ فوالدته تعيش فيها وهي كبيرة العمر وهو مشغول بها باستمرار لأنها جملةُ الباقين من أحبَّته الكبار من الأهل الأقربين الراحلين، وأكثر ما آلمه في ذروة كورونا بُعْدُه العمدي عنها مخافة أن يصيبه الفيروس بلا أعراض؛ فينقل إليها العدوى باللِّقاء.. صعيدُهُ متجذِّرٌ فيه للغاية، وإن كان يتحدث باللهجة القاهرية، بحكم إقامته القديمة الطويلة في العاصمة، إلا أنه مفتون باللهجة القَنَوِيَّة، وصفحته في الفيسبوك تعكس، في ملمح طريف من ملامحها، هذه القيمة.. وقد كان لأهل قنا، سواء الذين يقيمون فيها ويزورونه وهو هناك للكشف والاستشارة والجراحات أو الذين يعيشون في القاهرة ويتابعون أدواءهم معه، كان لهم عنده من الإكبار والإكرام الدائمين ما يطمئنهم بين يديه، وكذلك الصعايدة عموما.. وفي الإنسانيات يطول الحديث عن الدكتور نبيل الخصال؛ لكنه يحبُّ أن يكون خامل الذِّكر كإنسان!.

 

إقرأ أيضًا…طبق العاشورا بين فرح وحزن

يتهافت عليه المرضى من مصر ومن كل البلاد العربية، مؤمنين به ومفضلين إيَّاه، وتعوَّد هو الاحتفاظ بالتفاصيل التي تخصُّ الحالات النادرة بالذات، من باب إفادة الأطباء الصِّغار وصيانة تاريخه بعزل ما يخصُّه عمَّا يخص غيره في نفس التخصُّص. قد مرَّ به مرَّة فلسطينيٌّ أصيب في عضوه الذكري بطلقة نارية حوَّلت مجرى البول، ولم يفده الآخرون؛ فوجد الفائدة التَّامَّة لديه وبدون تكلفة باهظة سمعها قبله.

يشعر من يجالس الدكتور جودي إبراهيم بأنَّه حيال فيلسوف من الفلاسفة الجديرين بالمتابعة؛ فإعماله للعقل غالب في مشواريه المهني والإنساني، ومنذ كان طالبا في المرحلة الثانوية (مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية العسكرية بقنا، ومن هنا بدأت صداقتي الممتدة به، بجانب انتمائنا إلى إقليم عزيز واحد) كان يؤثر التفكير بصوتٍ عالٍ، مستمتعًا بمحاورة زملائه المختارين أولي الوعي والنباهة، هو ذو رأيٍ منذ شَرْخِ شَبَابِهِ، ولا ييالي بعديمي الآراء.. وظلَّت القراءة هوايته، لم تصرفه عنها ضغوط عمله قَطُّ، ويقرأ في كل المعارف والعلوم، محتفيا بالتَّنوُّع الذي يعدُّه ثمرة وجودٍ فذَّة.

مؤخرا، قرر الالتحاق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، بنظام الانتساب، وسط دهشة الجميع، إلا من يعرفون ولعه بالتَّجدُّد وتواضعه وتحبيذه للعلم والتَّعلُّم، وحينها قال بوضوح وبساطة: من العار ألا يكون الرجل دارسًا للقانون إذا سنحت له الفرصة!
يصح هنا أن أبيِّن أنه من أهل العبارة، بمعنىً ما، فعباراته العميقة النافذة بشأن الموضوعات المختلفة تصنع كتابا فريدا وحده.

 

إقرأ أيضا
الجراح

وهو يمارس الكتابة قليلا قليلا إذا دعاه داعٍ إليها أو شغلته فكرة بشدَّةٍ ففاض فيها قلمه، ويلبِّي القنوات الفضائية التي تطلبه برامجها الطبية المتخصِّصة، بإلحاحٍ، إذا اتَّسع وقته، ويسافر إلى مؤتمرات الخارج المهمَّة ما وجد إلى ذلك سبيلا.

تزوج الدكتور من طبيبة أيضا، وأنجب منها ابنته حبيبة وابنه سيفا، وكلاهما يدرسان الطب، وقد يكون بيته، غدًا أو بعد غدٍ، أبلغَ بيتِ حكمةٍ في الوطن (له التقدير الذي يليق بمقامه السَّامي).

الكاتب

  • جودي إبراهيم عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان