همتك نعدل الكفة
640   مشاهدة  

“حدوتة الموت” .. الجاني والمجني عليه في انتحار ثلاث فتيات بالشرقية

ثلاث فتيات


ثلاث فتيات لم تصل عقولهن أو أعمارهن لدرجة العقلانية والقدرة على الاستيعاب والتفرقة ما بين الغضب والموت؛ ليُقررنّ الخلاص والرحيل من الدنيا وظروفها الموجعة، على حد وصف رؤيتهن وفقًا لما جاء بصدر التحريات الجنائية عقب ساعات من الحادث المأساوي الذي شهدته محافظة الشرقية خلال الساعات الماضية.

اقرأ أيضًا 
عربية الدفا .. قصة مبادرة الأكل والابتسامة وإطعام الخير في الشرقية

على بُعد أمتار قليلة من وسط بندر مركز ومدينة أبو كبير في محافظة الشرقية، وبالقُرب من أحد الشوارع المعروفة بالمنطقة، بدأت المشاهد الأخيرة من المأساة نهاية الأربعاء الماضي؛ ثلاث طالبات بالمرحلة الإعدادية في أحد الدروس الخصوصية لأجل مواصلة الدراسة بتفوق، لكن نهاية “الحصة” كانت بمثابة البداية لرحيل الثلاثي إيمان وبسنت وشاهندة.

قصة ثلاث فتيات انتحرن في الشرقية

الطالبة بسنت
الطالبة بسنت

الأولى أحضرت حبة من تلك التي تُستخدم في حفظ حبات القمح والغلال، قبل أن تقتسمها نصف وربعين، تناولت الثانية النصيب الأكبر لتسقُط فاقدة للوعي على بُعد أمتار من تركها لمكان الدرس واللقاء الأخير رفقة زميلاتها، سقوط تبعه اتصال هاتفي بوالدها الذي أتى مُسرعًا عَلهُ يُنقذ ما تبقى لها من أنفاس ولحظات، لكن القدر كتبَّ كلمة النهاية في حياة الصغيرة فور وصولها إلى المستشفى المركزي المعروف ببندر المدينة.

فارقت بسنت الحياة دون أن تُخبر صديقتيها بالآلام التي صاحبتها جراء الحبة التي اقتسمونها، لكن الآلام وحدها ما تبقت في المشهد على الجانب الآخر في منزلي الفتاتين؛ إذ بدأ الوجع يعرف طريقه رويدًا رويدًا إلى أجهزة جسد كل واحدةٍ منهن، في وصلة آلام امتدت لنحو الست ساعات قبل أن تتلقيان الإسعافات اللازمة من خلال الأجهزة الطبية ووحدات العناية المركزة فور نقلهنَّ إلى المستشفى الجامعي، لكن هيهات؛ فما مضى من وقتٍ كان له بالغ الآثر في تدهور الحالتين.

ثلاث فتيات

توقف وعودة يتبعها توقف، هكذا تلخصت الحالة الطبية لما عانته “إيمان” قبل أن تبدأ رحلتها سريعًا نحو النهاية، إذ كانت حالته تسوء أسرع من قرينتها بالمستشفى، لتفارق الحياة مع الساعات الأولى من صباح الخميس.

لحقت إيمان بإحدى صديقتيها وتركت الأخرى مُعلقة ما بين الموت والحياة تُجاهد أجهزة جسدها لأجل العودة إلى العمل، ومعها يبذُل الأطباء قصارى جهدهم عسى أن يفعلون شيئًا أقرب إلى المعجزة منه إلى الطب، لكن وقت المعجزات والأمنيات مضى هو الآخر، ومعه أُعلنت وفاة “شاهندة” فجر الجمعة، ليُفتح الباب نحو الكثير من علامات الاستفهام والتساؤل حول ماهية الأسباب والملابسات التي دفعت الفتيات الثلاث أرواحهن لأجلها، وهنا كان الدور البارز للتحريات والمعلومات الأمنية، الرسمية.

عُزلة ومعاناة وغضب.. أسبابًا ثلاثة لخصت الدوافع المُختلفة للضحايا؛ إذ تبين أن المتوفية الأولى عانت الأمرين منذ انفصال والدها عن والدتها، فيما كان البُخل وقلة ذات يد الأب الأزمة الكبرى للمتوفية الثانية، لكن الثالثة كانت أزمتها المعاناة والغضب من العصبية التي تُعانيها على يد والدها بعدما أصبح من أهل ومتعاطي المواد المُخدرة.

انتهت التحريات والتحقيقات عن الحد الذي صرحت معه النيابة العامة بدفن الجثث وبعدها جرى التشييع والجنازات، لكن الأهل رفضوا حتى الإفصاح عن الأسباب الحقيقة وراء ذلك، ليتم الاعتماد بصورة كبيرة على ما أفصحت عنه المعلومات المتوافرة حتى إشعارًا آخر.






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
7
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان