خواجات الرقص الشرقي زمان.. من الشام لليونان

رغم انه فن عربي أصيل إلا أنه امتد ليصل إلى غير العرب، بل وبرعوا فيه وحققوا شهرة كبيرة، الرقص الشرقي، الفن الذي سحر الجميع سواء رجال أو نساء، الفن البادي من الشرق لتحترفه الخواجات منذ قديم الأزل، بل أن أحد اهم وأشهر راقصات العالم العربي في القرن الماضي لم تكن مصرية.

بديعة مصابني

الحقيقة أن كل ما هو غير مصري كان يطلق عليه لقب خواجة، فأبناء الشام كانوا هم أيضا خواجات لذلك فإن الست بديعة مصابني خواجية هي الأخرى، السيدة التي ولدت لأم سورية وأب لبناني جاءت إلى مصر عام 1919 وعرفها الريحاني وعرفته وتزوجا وقامت بافتتاح كازينو الأوبرا عام 1929، الذي كان أشبه بأكاديمية فنون هذا الزمان.

رغم أن الغالبية العظمى لم يروا بديعة مصابني وهي في ملابس الرقص وتقدم فقرتها والسبب أنها قدمت 6 أفلام فقط لم تحقق أي شهرة في عالم السينما تضمن لها بقاءها حتى تلك اللحظة تحت نظر هواه السينما ومتابعيها إلا أن دور بديعة مصابني في الرقص الشرقي ليس كونها راقصة حققت النجاح والشهرة ولكنها الراقصة التي أخرجت أعلام الرقص الشرقي من مدرستها فقط إذا ذكرنا ” سامية جمال وتحية كاريوكا ” ربما يجب أن نتوقف عن ذكر الباقية.

ببا عز الدين

هي واحدة من بنات الشام أيضا جاءت إلى مصر بعدما حققت شهرة في لبنان، لتستقبلها بديعة مصابني في فرقتها قبل أن تتمرد ببا عز الدين على بديعة وتنقلب عليها وتخرج من فرقتها وتؤسس فرقتها الخاصة وكازينو يحمل اسمها اسم ببا عز الدين لتبدأ معركة الرقص الشرقي.

قديما كان هناك معركة بين فرقة الريحاني وفرقة الكسار، وبعدها كانت المعركة الأكثر شراسة معركة بديعة وببا، المعركة التي كانت سببا في ازدهار فنون الكتابة للمسرح والاستعراض والألحان والمونولوجات والرقص طبعا، المعركة التي استفاد منها الجميع حتى أطرافها نفسهم.

ببا عز الدين قدمت للسينما عدد من الأفلام يبلغ 8 أفلام مصيرهم كمصير أفلام بديعة مصابني لم يعرفهم الكثير، والغريب انه ينسب إليها دور زوجة عنتر في فيلم عنتر ولبلب بينما الحقيقة من قامت بالدور راقة أيضا واسمها ببا ولكنها ببا إبراهيم وليست ببا عز الدين.

كيتي

هي الأشهر في تلك القائمة القصيرة، ربما لأنها بدأت في وقت كانت السينما هي السائد في عالم الفن بينما انحصر المسرح الاستعراضي أو كاد أن يختفي، حتى الكازينوهات بدأت في الاندثار لتحل محلها الكباريهات، كيتي فوتساتي الراقصة اليونانية التي ولدت في الإسكندرية وظهرت ولمعت في السينما.

كيتي لم تقف فقط في منطقة الراقصة التي تظهر في رقصة داخل الفيلم بل تدرجت من الراقصة التي تؤدي رقصة وتذهب إلى صاحبة الدور الصغير وصولا إلى مشاركة البطولة في الأفلام ولعل أبزر واهم من شاركتهم البطولة كان إسماعيل ياسين في فيلم عفريته إسماعيل ياسين.

كيتي لم تسلم من الشائعات فعقب اعتزالها الفن بسبب إصابتها بالسرطان واختفاءها المفاجئ من على الساحة الفنية، تردد شائعات أنها كانت جاسوسة تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية وفي الحقيقة أن ما حدث هو أن أصابتها بالمرض جعلتها تهرب من البلاد لتعود على عائلتها في اليونان وتظل هناك حتى وفاتها.

نيللي مظلوم

من اليونان مرة أخرى، نيللي مظلوم كالفو، التي ولدت في الإسكندرية في 9 يونيو عام 1929، لتولد مصابة بشلل الأطفال ولكن في الإسكندرية كان هناك طبيبي يوناني هو الأخر وزوجته استطاعوا علاج نيللي من مرضها بينما زوجته كانت تعمل راقصة بالية، لتتبنى نيللي وتتحول نيللي من طفلة مريضة بشلل الأطفال إلى راقصة بالية.

في سن الخامسة كانت نيللي تصعد على خشبات مسارح الإسكندرية لتقدم فقرات من البالية، وقدمت عروض على مسرح دار الأوبرا وأمام الملك فاروق شخصيا، نيللي مظلوم مختلفة كليا عن كل من ذكرناهم في القائمة، حيث تقدم نيللي مظلوم الرقص الكلاسيكي ورقص البالية والاستعراض بعيدا عن الرقص الشرقي.

في عام 1945 ظهرت نيللي مظلوم لأول مرة على شاشة السينما في فيلم شهر العسل، بينما حققت نوعا من الشهرة في فيلم بنت المعلم عام 1947، حينما قدمت دور لاتانيا، الدور الذي تطور وأعادت تقديمة في أشهر أفلامها أبن حميدو مع إسماعيل ياسين، قبل أن تعتزل الظهور على الشاشة وتفتتح معهد خاص بالبالية.

تزوجت نيللي مظلوم 6 مرات من بينها رجل يوناني مصري يدعى اندرياس روسوس الذي تزوجها وعاش معها هو وطفله الصغير ديميس، الذي أصبح واحدا من أشهر نجوم الغناء في العالم هو ديميس روسوس، كما تزوجت من عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق، وقدمت للسينما 27 فيلم أخرهم كان التلميذة عام 1961.

إقرأ أيضا

من الرطل والإردب إلى الكيلو جرام “تاريخ تغير أسماء المكاييل والموازين في مصر”

هدي شمس الدين

من فرقة بديعة مصابني على فرقة فؤاد الجزايرلي إلى السينما طريقة سلكته أليس أو التي نعرفها باسم هدي شمس الدين الأرمينية التي ولدت في 27 يناير عام 1925 في القاهرة، وبدا حبها للفن من المدرسة الأرمينية لتلتحق بعد ذلك بفرقة بديعة مصابني كراقصة ضمن الراقصات الذين يظهرن خلف بديعة، ولكنها استطاعت أن تأخذ الفرصة لتقديم فقرة خاصة بها وهنا يراها فؤاد الجزايرلي فيضمها على فرقته ويقدمها في السينما عام 1945.

مسيرة سينمائية غير مضيئة قدمت خلالها هدى شمس الدين 32 فيلم شارك في بطولة بعضها ربما كان أشهرهم الحب بهدلة مع محمد أمين وإسماعيل ياسين وعشرة بلدي أيضا مع محمد أمين، قبل أن تعزل الفن عام في منتصف الستينات وكان أخر ظهر لها على شاشة السينما في فيلم أخر جنان عام 1965.

إقرأ أيضاً

أربع راقصات مصريات يحاكمن في نيويورك بسبب الرقص الشرقي في القرن الـ١٩