همتك نعدل الكفة
2٬034   مشاهدة  

فتاة المعادي .. لنا جميعًا نفس القصة فقط تختلف النهايات

فتاة المعادي


فتاة في العقد الثالث من عمرها لم تقم بأي ذنب سوى أنها تذهب إلى عملها، عذراً فقد نسيت  أن سير الفتيات في الشوارع عند البعض يعتبر جريمة! فهل حقاً هذا الأمر يعتبر جرم في نظر البعض لدرجة التحرش بها وعندما تحاول الفرار مثل الغزالة الوديعة التي يهجم عليها مجموعة من الضباع ترفض أن تصبح ضحية فتحاول النجاة بعمرها؟! ويكون مصير فتاة المعادي في الأخير أن يدهس جسدها تحت عجلات عربة المجرمين لمسافة 10 أمتار حتى يتهتك جسدها تمامًا!

لا يمكن حتى الحديث عن حادث فتاة المعادي على أنها حادثة قتل مع سبق الأصرار والترصد كما يطلق رجال القانون على بعض حوادث القتل، ولكننا أمام كارثة كنا ننبه من حدوثها منذ عشرات السنوات، كنا نحاول أن نعلوا بأصواتنا ونحن نشير إلى ناقوس الخطر وهو لا يتوقف عن الدق، ونحاول أن نخاطب أصحاب الوعي بأن ما تتعرض له النساء من جرائم تحرش جنسي واغتصاب ويتم التكتم على مصير فاعليها سيجعل هؤلاء المجرمين وغيرهم لا يكترثون بأي عقاب من وراء أفعالهم التي لا يمكن حتى وصفها بالحيوانية، فحتى الحيوانات المفترسة لا تغتصب ضحاياها، وكذلك لا تهاجم إلا وهي في حالة الجوع.

صورة العسل وتشوه التخيلات الجنسية عند بعض الرجال!

حقاً ما الذي فعلته فتاة في ربيع عمرها لتموت هذه الميتة البشعة على يد هؤلاء المجرمين؟، فلم يكتفوا بالاعتداء عليها وهو أمر في حد ذاته جريمة لا يمكن أن يتسامح مع حدوثها إلا المجرمين والأشخاص أصحاب الشذوذ الفكري الذين وبكل أسف تزايد عددهم بشدة وأصبحوا نجوم للمجتمع، فلم يتوقف هؤلاء ليلاً ونهاراً من الحديث عن ذنب الفتايات في ما يتعرضن له من اعتداء، وعلى الرغم من أن أغلب تصريحاتهم تنبع من شهوتهم الجنسية الشديدة التي تثار فقط بمشاهدة لون حقيبة فتاة تسير أمامهم، إلا أنه رغم الحملات المستمرة للمطالبة بمحاسبة هؤلاء لا يتخذ أحد قرار حاسم في عقابهم وكأن روح النساء وأجسادهن أمر ثانوي يمكننا دائمًا وضعه في مؤخرة كشف الألولويات.

اعتذر لجسدك المتهتك يا صديقتي أننا لا نستطيع حمايتك حتى في أن تعيشي مجرد فتاة عادية في الظل لا تتطلع سوى للمشي في الشوارع بأمان، اعتذر لأحلامك التي دهسوها معهم تحت عجلات سيارتهم النجسة وكأنك جماد إذا تهشم يمكننا أن نصنع غيره، ولكن كلي أمل أن يأخذ هؤلاء المجرمين جزائهم.

رسالة إلى المجتمع..

إقرأ أيضا
الصحافة

فليتوقف مذياعكم بالحديث عنا، توقفوا عن الحديث عن الأخلاق والأعراف والأداب المجتمعية المزيفة التي لا تتذكرونها إلا إذا كنتم تريدون النيل من النساء، اخجلوا وضعوا رؤوسكم في الوحل فهناك فتاة تحول جسدها لأشلاء بسبب صمتكم وبحثكم المستمر عن مبررات للمتحرشين ومعنفين النساء.. ولا يوجد سبيل أمامك للتكفير عن هذا الأثم الذي دفعت ثمنه أجيال من النساء أن تقفوا ولو لمرة صارخين في وجه المجرمين والمحرضين على قدم سواء، أن تلاحقوا ألاف الأشخاص الذين يقومون يوميًا بابتزاز النساء ونشر رسائل كراهية ضدهن والتحريض على التحرش بهن من خلال صفحات وجروبات معلنة على السوشيال ميديا… وأخيرًا السلام لروحك يا عزيزتي التي لم نتقابل يومًا ولكن نتشابه أنا وأنت وملايين النساء في قصصنا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
11
أعجبني
0
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان