249 مشاهدة
كيف جسدت السينما المصرية قضية الطلاق؟
دائمًا ما نقول إن السينما تُعد مرآة وانعكاسًا لواقع المجتمع بما يحوية من قضايا أيًا كانت سلبية لتنقده أو إيجابية لتعلو به، ولكون الطلاق ظاهرة اجتماعية ضمن أسوأ ما يحدث بين الرجل والمرأة، احتلت قضيته مكانة عالية في تاريخ السينما عامة والمصرية خاصة، لتعرض أحداث قد تكون مشابهة مع ما يجرى في الواقع لتنصف المرآة -إذا كانت تستحق- في أمور عدة، وأخرى تكون في صف الرجل.
وتمكنت السينما من تعظيم دور المرأة في كثير من الأحيان لتتمكن تارة من تغير قوانين لصالحها وتفكير نظرة المجتمع لكل ما تعاني منه المرأة من إهمال حقوقها وتقيد رغبتها في العمل، فضلاً عن دورها القوي في حياة الرجل والذي يصل في كثير من الأحيان لتغير مستقبلة للأفضل، ومثل ما يحدث هذا كانت في أمور أخرى تقف ضدها مقابل حق الرجل.
فيلم “أريد حلاً”
يعد فيلم “أريد حلاً” واحد من أهم الأعمال في السينما المصرية التي تناولت قضية الطلاق في غاية لإبراز معاناة المرأة في الواقع كما جسدتها سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة”، ورغم عدم نيل رغبتها في الطلاق في الفيلم، لكن بسببه تم إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية، والسماح للمرأة بخلع زوجها.
وتدور قصة الفيلم حول “درية” وزوجها الدبلوماسي “مدحت” -رشدي أباظة- الذي يحدث بينهم عدة مشاكل تنتهي بطلب “درية” الطلاق منه إلا أنه يرفض ذلك لترفع دعوى طلاق ضده في المحكمة ويذهب الآخر لبيت الطاعة بغية طلبها وإزلالها حتى تخسر القضية بعد مرو 4 سنوات من رفعها ضده.
فيلم “الخروج من الجنة”
ومن منا لا يعرف فيلم “الخروج من الجنة” الذي جسدته الفنانة هند رستم والفنان فريد الأطرش في قصة حب نشبت بينهم لكنها تنتهي بطلبها بالطلاق لعدم استجابة زوجها لمحاولتها المتكررة بهدف استغلال موهبته وخروجه للعمل.
وتدور أحداث الفيلم حول الصحفية “عنان” ومقابلتها بـ مختار الذي لا يحاول استغلال موهبته الموسيقية، ويعيش حياته وسط رفاق اللهو والعبث، لتتطور علاقتهما ويتزوجان، وتحاول “عنان” معه لأن يتفرغ لفنه وموهبته ويبتعد عن أصحاب اللهو حتى ينتهي الأمر بينهم بعد خلافات عديدة بالطلاق.
وبعدها يندم “مختار” ليحاول إعادة “عنان” إلا أنها ترفض وتتزوج من آخر رغم حبها وتعلقها بمختار، فهي تضحي من أجل أن يتعذب بحبها، وبالفعل لجأ مختار لفنه وموهبته حتى أصبح مطربًا مشهورًا، وتسعد “عنان” كثيرًا بذلك.
وبنظرة خارجية للفيلم نجد أن زوجات عدة كانت سبب في تغير حياة زوجها ومستقبلة للأفضل البعض منهم من يضحى كـ “عنان”، والآخر يتفقان معاً حتى يعيشوا سويًا في حياة أفضل.
فيلم سواق الأتوبيس
وكما ذكرنا مثل ما تنصف السينما السيدات وغيرهن في أمور عدة أيضًا تلقي الضوء على المرأة التي لم تقدر على العيش مع زوجها وتتناسى الحب والود بينهم لمجرد عدم تحسن أحواله المادية.
ولعل فيلم “سواق الأتوبيس” يجسد ما نقوله، فهو الذي قدمه الفنان نور الشريف وميرفت أمين لقصة فيلم تدور حول “حسن” الذي يعمل سائقًا لأتوبيس نقل عام في النهار، وسائق لسيارة تاكسي ليلًا، وهو أخ واحد لخمس بنات.
وكانت ورشة والده ـ عماد حمدي ـ قد حجزت الضرائب عليها نتيجة إهمال زوج أخته لها ليحاول حسن إنقاذ الورشة من البيع لأنها تمثل سمعة والده المسن، فيذهب لطلب المساعدة من إخواته البنات وأزواجهن لسداد الدين لكنهم يرفضوا ليزداد الأمر سوءًا بعدم تحمل زوجته لحالته المادية فتطلب الطلاق منه حتى نفذ قولها بالفعل لتمردها وعدم تحمل ظروفه.
محامي خلع
كما تناول فيلم “محامي خلع” -إنتاج عام 2002- بطريقة كوميدية تطرق العديد من السيدات لخلع أزواجهن لأسباب “تافه” كحجة رشا الورداني- داليا البحيري- بـ “شخير” زوجها، كما يتناول الفيلم أيضاً تلاعب المحامين بالحجج القانونية بهدف كسب قضايا خلع الزوجات من أزواجهن كما فعل المحامي بدر النواساني.
أريد خلعًا
وبفكرة وقصة أخرى تناول فيلم “أريد خلعًا” معاناة الزوجة “مها الشناوي” – حلا شيحة- من سيطرة وتحكم زوجها “طارق النقراشي” -أشرف عبد الباقي- حتى في اختياراتها الشخصية، لتقرر رفع قضية خلع على زوجها، ما جعله يشعر بالإهانة، وقرر أن يستعين بأهله لكي تتنازل زوجته عن القضية.
ولكنه ومع تطور الأحداث يعيد التفكير في طريقة تعامله مع زوجته ويصارحها بذلك، إلا أنها كانت ترفض بضغط وإقناع من أخيها وجارتها، ليبرز الفيلم في النهاية الدور السيئ لآراء الاخرين عند الاستعانة بهم في الأمور الشخصية الخاصة بالزوجين.
أقرأ أيضًا..
لماذا نرى في الدراما التليفزيونية أن الطلاق هو الحياة؟
الكاتب
ما هو انطباعك؟
