محمود حميدة في “لما كنا صغيرين”.. ليفل الوحش

غضب مني الفنان الكبير محمود حميدة قبل ٣ أعوام عندما اتهمته باهدار موهبته القيمة للغاية عندما استضافته الإعلامية سمر يسري، وقال أني أتحدث جهلا، في الحقيقة كنت أتحدث حبا، لهذا لم أتمكن من التوقف عن التصفيق للفنان الكبير في كل مشاهده في مسلسل لما كنا صغيرين.

يلعب محمود حميدة دوري دكتور جيكل ومستر هايد، يلعب دور الفيلين بعبقريته المعتادة حين يقرر التمثيل “وهو سايب أيديه” فنرى عملاقا على الشاشة لا تملك إلا أن تكره شره وتكرهه، هذا العملاق يتحول في ثانية أمام أخته الكبيرة التي لعبت دورها الفنانة سميرة عبد العزيز إلى طفل صغير.

قدرة حميدة المدهشة على اللعب بملامح وجهه لتتحول من الصلف والجمود الفظيع ملامح طفل باك يشكو الحياة في لحظة كانت ممتعة للغاية.

وكأنه يتحكم فيها بيديه

لكن في الحلقة الرابعة عشر تحديدا وبعد انهياره عاطفيا أمام أخته الكبيرة لاكتشافها أنه يتاجر في المخدرات تموت الأخت لنرى حميدة يتقزم ويبكي كطفل صغير لا تملك سوى أن تحبه، وأمام مقبرتها وهو يتذكر زوجته الراحلة وأخته وترتسم على ملامح وجه كل التعبيرات الموحية يظهر غريمه الذي يلعب دوره المتألق خالد النبوي – ولنا عنه مقال قادم -لتتحول ملامح الوجه في لحظة إىل قطعة رخام صلدة باردة ويطل من عينيه فحيح مخيف.

يعيد حميدة بالدور الذي كتبه أيمن سلامة القيمة الإنسانية لأدوار الشر، حيث عاد مؤلفو الدراما منذ فترة للأدوار أحادية الجانب – شرير الكارتون   صاحب الابتسامة الكريهة – لنرى إنسانا شريرا حقيقيا له جانب مضيء وعانى في الحياة ليصل إلى هذا الإختيار.

اتهمت المسلسل في البداية أنه صنع فقط لتنجيم ريهام حجاج، لكن الاعتراف بالحق فضيلة حيث يحافظ حتى الأن على رتمه السريع وايقاعه الشيق وقصته المثيرة بأداء متميز جدا.

إقرأ أيضا

“صور” كيف استقبل الجمهور أول فيلم وثائقي عن الريس مرسي بركة

يتصدره الكبير محمود حميدة في شخصية سليم لنصرخ ونقول له : “والله وحشتنا، ابقى معنا كثيرا على الشاشة”