همتك نعدل الكفة
314   مشاهدة  

هل نقرأ الفاتحة على الكرة المصرية أم لازال للأمل بقية؟

محمد صلاح أسطورة الكرة المصرية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بالتأكيد تعرفون هذا المشهد الشهير، عندما يرقد البطل هامدةً جثته على سرير في غرفة باردة جدرانها من الزجاج، وتسمع صوت صفارات جهاز معلق بشرايين يده، بشكل منتظم : (تيت .. تيت .. تيت) .. ويقف عدد من محبيه خلف الزجاج يجففون دموعهم بمنديل أبيض عريض من القماش .. وفجأة !! .. تتحول صفارات الجهاز المتقطعة إلى صافرة واحدة طويلة (تيـــــــــــــــــــــــت) فيهرع أحد محبيه على أقرب طبيب (متخصص)، فيأمر الطبيب بإخلاء الغرفة من غير المتخصصين ويمسك بقطعتين متصلتان بتيارًا كهربيًا ويضرب البطل المريض على صدره .. ربما يستطيع قلبه أن يتحرك مرة أخرى بعد توقفه .. وربما .. ربما لا !

 

ربما لم يختلف مشهد مدرجات منتخب مصر في مباراته قبل الأخيرة، ضد غينيا عن هذا المشهد الدرامي الشهير .. منتخب مصر الذي كانت مبارياته عبارة عن نزهة مألوفة للأسرة المصرية بعيدًا عن كونك من محبي كرة القدم أو من متابعيها من (بعيد لبعيد)، أو حتى ربة منزل لا تعرف عن كرة القدم سوى إن منتخب مصر هم الفراعنة الذين يحكمون كرة القدم في قاراتهم السمراء ولهم وزنهم في ميزان الكرة العالمي .. عزف عنه جمهوره وفي أرضية الملعب محمد صلاح .. النجم الذي تتهافت عليه الأنظار وتُدفع من أجله الدولارات واليوروهات في بلاد الأجانب .. هل نجح المسؤولين عن كرة القدم في مصر اختطاف نجومية محمد صلاح وحشوها ضمن خلطة الفشل الكبير للكرة المصرية حتى بهَتَ هو الآخر ؟!

 

ولكي لا نستسلم للصورة السوداء، ولا نرفع المنديل الأبيض حزنًا على منتخب كان له (شنّة) و(رنّة) .. وبالأخص فإن هناك مجموعة من الأصوات الإعلامية بدأت تتعالى بالمشاكل الحقيقية للكرة في مصر.. ولكي تخلُص إلى نتائج مُختلفة فلابد لك – طبعًا – تغيير المقدمّات .. ومعًا سنسرد مجموعة من المقدمات لو عثرت عليها – عزيزي القارئ- مرة أخرى في الفترات المقبلة فإننا بصدد قراءة الفاتحة على الكرة المصرية وتشييعها إلى مثواها الأخير .. أما إن وجدنا تغيير في تلك المقدمات فربما هناك أمل جديد .. أمل يمكننا بعد ذلك البناء عليه.

 

من فضلك قم بفتح التليفزيون .. لو إنك وجدت نفس لغة الخطاب على قناتي قطبي الكرة المصري فعلى الدنيا السلام .. (خُد رجلك) إلى أقرب مُجمّع ملاعب ترتان خماسية في الساحات الشعبية لو وجدت يافطة مكتوب عليها “أكاديمية كابتن فولان التي تذهب بك إلى أكبر أندية أوروبا” فاشرب على روح الكرة المصرية فنجال من القهوة السادة .. لو قرأت أخبارًا عن لاعب في الكرة المصرية يفاوض الأهلى والزمالك في مزاد من يدفع أكثر، كل تاريخ هذا اللاعب مباراة أو اثنين كان متألقًا فيهما، أو إنه أحرز هدفًا في مرمى الأحمر أو الأبيض أبو خطين فتهافتها عليه، فعليك بسرعة استخراج شهادة وفاة الكرة المصرية من أقرب سجل مدني .. يمكنك دخول السوشيال ميديا إذا قرأت عن مبالغات عن أفراد بعينها في المنظومة الرياضية المصرية، سواء لاعبين أو إداريين أو غيرهم، وهؤلاء الأفراد ليس لهم تأثير إيجابي رأيته بعينيك، فأنت أمام كتائب إلكترونية وليست سوشيال ميديا مُعبّرة عن رأي الجمهور ولهذا يمكنك ذرف الدموع على حال الكرة المصرية التي كانت بطلًا في الأدغال .. لو قرأت منشورات من نوعية الانتقاص والتقليل والتشكيك في قدرات الملك المصري محمد صلاح في المقابل المبالغة في وصف قدرات (نُص لبّة) فاعلم أن شيئًا ما يُدبّر بليل ضد الكرة المصرية.. وأخيرًا .. لو سمعت عن نفس الأسماء التي تدير منظومة الكرة وإعلامها متصدرة المشهد الكبير .. فإلى كُرتنا الجميلة : وداعًا !

إقرأ أيضا
بيرلو وجاتوزو

 

الكاتب

  • الكرة المصرية محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
6
أغضبني
3
هاهاها
1
واااو
6


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان