مع أول أيام شهر رجب “ردود متجددة على هبدة قديمة من يوسف زيدان”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ستكون مناسبة الإسراء والمعراج بعد 27 يومًا تراندًا دينيًا يعيد أطروحات الدكتور يوسف زيدان حول إنكار مسألتي الإسراء الأرضي والمعراج السماوي بالإضافة إلى أن المسجد الأقصى الموجود في فلسطين ليس هو المقصود في آية سورة الإسراء.
أطروحات يوسف زيدان وماذا قال
في سنة 2015 وخلال حواره مع الإعلامي خيري رمضان قال الدكتور يوسف زيدان أن المسجد الأقصى المشار له في سورة الإسراء ليس هو الموجود في فلسطين ويدل على هذا الواقدي في تاريخه، إذ أن الواقدي قال أن المسجد الأقصى هو الموجود في الطائف، كذلك لا يوجد اسم بيت المقدس في المخطوطات التاريخية القديمة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد معراج للسماء كما هو مفهوم في كتب التراث.
الرد على ما قاله الدكتور يوسف زيدان
هناك جانبان في أطروحات الدكتور يوسف زيدان، أولهما متعلق بالمسجد الأقصى وثانيهما متعلق برحلة المعراج، أما الجانب الأخير بشأن معراج النبي للسماء فهي مسألة لم يخترعها يوسف زيدان إذ أنها قديمة بين علماء المسلمين فبعضهم يرى أنها بالروح فقط والغالبية يروا أنها بالروح والجسد ودليل الأغلبية هو أن الرحلة لو كانت بالروح ما كان لكفار قريش أن ينكروها ويكذبوا النبي.
اقرأ أيضًا
التراجم الخاطئة للقرآن “قصة 800 سنة من طليطلة للمدينة المنورة في 2020”
لكن الأطروحات المتعلقة بشأن حقيقة وجود المسجد الأقصى فاتسمت بقدر كبير من اللامنهجية في التعامل من قِبَل الدكتور يوسف زيدان ووقع في أخطاءٍ تاريخيةٍ ولغوية وكارثية.
هل قال الواقدي أن الأقصى ليس الأقصى
في كتابه «التاريخ والمغازي» تحدث أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد عن المسجد الأقصى مرتين، الأولى عن المسجد الموجود في «الجعرانة» في السنة الثامنة من الهجرة بعد رحلة الإسراء والمعراج بأكثر من 10 سنوات.
في نفس الكتاب الذي استدل به الدكتور يوسف زيدان ذكر أن الفاروق عمر بن الخطاب فتح بيت المقدس وقال عند ذكره لأبي ذَر الغفاري رضي الله عنه «كان حامل راية غفار يوم حنين أبو ذر، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر».
من حيث اللغة فإن كلمة «سبحان» تقال في سياق المعجزة وقال تعالى «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ»، وهنا السؤال أين المعجزة في مسألة تحرك النبي من قرية الجعرانة إلى مكة وبينهما 25 كيلو متر ؟.
قنبلة التسمية من أورشليم إلى إيلياء
أكد الدكتور يوسف زيدان أن اسم أورشليم في الأصل يهودي وهذا غير صحيح إذ أن العهد القديم في حكايته عن النبي إبراهيم ولقاءه مع ملك أورشليم الكنعاني قال «وعند رجوعِ أبرامَ منتصرًا على كَدَرلَعَومَرَ والملوكِ الّذينَ حاربوا معه، خرجَ مَلِكُ سدومَ للقائهِ في وادي شَوَى، وهوَ وادي الملِكِ، وأخرج مَلكيصادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، خُبزًا وخمرًا، وكان كاهنًا للهِ العليِّ، فبارَكَ أبرامَ بقوله مباركٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العليِّ خالِقِ السَّماواتِ والأرضِ، وتباركَ الله العليُّ الّذي أسلَمَ أعداءَكَ إلى يَدِكَ».
وبشأن أن عمر بن الخطاب استخدم اسم إيلياء في عهدته ولم يستخدم اسم بيت المقدس، فرد على ذلك الحبيب علي الجفري بقوله «العهدة كانت للمسيحيين بعد طرد الاحتلال الروماني من القدس وقد كانوا يطلقون على المدينة اسم إيلياء من بين بقية أسماء المدينة المقدسة فكاتبهم سيدنا عمر رضي الله عنه بالاسم الذي ألفوه، مع كونه أحد أسماء القدس الشريف.
وضرب الجفري مثالاً عقليًا على ذلك حيث قال «اختيار أحد الأسماء المتعددة لا يصح الاحتجاج به في نفي غيرها، فَلَو كتب أحدهم رسالة عن مصر وسماها المحروسة فهذا لا ينفي كون اسمها مصر وإذا كاتب مصريٌ أوروبيًا لكتب له Egypt فهذا لا ينفي عن البلد اسم مصر».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال