همتك نعدل الكفة
8٬442   مشاهدة  

أرطغرل و أردوغان .. أحفاد المغول ووفاء الكلاب

أرطغرل


في زيارة منذ عدة سنوات  أستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفلسطيني عباس محمود ابومازن في قصره الجديد بأنقرة والذي تخطت تكلفته ما يزيد عن النصف مليار دولار , ولكن هذا لم يكن الحدث الذي ركزت عليه وسائل الاعلام , فالحدث الابرز هو الحرس الجمهوري الذي أستخدمه اردوغان خلال الزيارة فقد اصطف خلفه 16 عسكريا يرتدون ملابس عسكرية قديمة لحقبات تاريخية أقدم تبدء من عصر المغول وحتى العصر أنتهاء العثماني , وهو ما اثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي , ولكن لم يلتفت أحد الى تاريخ تلك الحقبات فعلا وما علاقة الاتراك بالمغول والتتار , ولماذا يحاول أردوغان أبراز الحقبة التتارية او المغولية التي أبادت تركيا بالكامل و الدولة العباسية عن بكره أبيها .

أرطغرل
أردوغان يستقبل عباس وخلفه الحرس في زي المغول والسلاجقة

بداية يجب أن تعرف بضعه مفاهيم ستاساعدك على فهم التركيبة التاريخية للأتراك .

الاتراك : ينحدر الترك من الجنس المغولي الذي ينتشر في اسيا و الترك لا تعني سكان “تركيا” ولكنهم مجموعة من القبائل التي كانت تسكن بلاد تركستان الموجودة بأواسط آسيا, والتي تمثل أراضيها الآن جمهوريات قازاقستان وتركمانستان وطاجكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان ويوجد جزء آخر من بلاد تركستان في كل من إيران وأفغانستان, والذي كان يعرف سابقا بخراسان, وتركستان الشرقية فى الصين ونزحوا جميعا الى الاناضول ” تركيا حاليا ”

التتار : أنَّ التتار فرع من المغول وليس المغول تتاراً، فالمغول هُم الأصل والتتار فرعٌ منهم، وقد كانَ للتتار دولةٌ قائمة ذات سيادة حتّى سيطرَ عليها وحطّم كيانها الإمبراطور المغوليّ جنكيز خان لذا فمن الاخطاء الشائعة وصف المغول والتتار على انهم واحد .

أرطغرل : أرطغرل هو والد السلطان عثمان مؤسس الدول العثمانية وصاحب المسلسل الشهير الذي أثار ضجة أعلامية كبيرة ” قيامة أرطغرل ” , وكان أرطغرل قائدا لقبيلة ” قايي ” التي أختلف المؤرخيين حول منشأها فالرواية العثمانية تقول أنهم من اصول ايرانية ونزحو الى الاناضول وباقي المؤرخيين يقولون أنهم نزحوا من العراق , ولكن الاقرب أنهم نزحوا من  تركمنستان الايرانية  .

أختلف المؤرخين حول حقيقة أرطغرل نظرا لأن  المؤرخين الكبار الذين عاصرو تلك الحقبة لم يكتبوا عنه شئ , ولكن وصلت بعض المعلومات عنه  في السجلات العثمانية الأولى التي ترجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ولكنها تبدو في نظر بعض المؤرخين أسطورية إلى حد كبير لان العثمانين كادوا ان يصفوه ب” الرجل الذي لايقهر ”

البداية

مع إشتداد الغزو المغولي على مناطق الاناضول وأيران رحلت القبائل هربا من الغزو المغولي الذي لا يبقي و لايذر ولا يفرق بين القريب والغريب فقط يجتاح كل من هو ليس معه .

هربت قبيلة ” أرطغرل” الى الاناضول و أستقرت في منطقة ” إرزنجان ” ،وكانت مسرحًا للقتال بين سلاجقة الروم  و الخوارزميين، فإلتحق بخدمة الأمير علاء الدين سلطان قونية، إحدى الإمارات السلجوقية التي تأسست عقب انحلال دولة السلاجقة.

أرطغرل
خريطة الأناضول والإمبراطورية البيزنطية في عام 1265م.

السلاجقة والخوارزميين

كان السلاجقة الروم يفضلون محاربة جلال الدين خوارزم سلطان المملكة الخوارزمية و العدو الاول للمغول , بدلا من التحالف معه كدولة مسلمة و ملاقاة المغول مجتمعين , فقد كان السلاجقة يخشون المغول و يحاولون كسب ودهم بشتى الطرق حتى لو كان على حساب دولة اسلامية مثل مملكة خوارزم , بالاضافة الى كره الترك للعرب فقد كانت الدولة السلجوقية جزء من الدولة ” العباسية ” وأنفصلوا عنها و فضلوا محاربتها في الوقت الذي تحالف فيه الخوارزميون مع العباسيون و بالفعل نجحوا في القضاء على سلاجقة العراق و تبقى سلاجقة الترك أو ” الاتراك حاليا ” .

و في معركة ” المرج الواسع ” عام 1230م إلتقى السلاجقة والخوارزم و تحالف أرطغرل مع السلاجقة ضد الخوارزم و أنتصروا عليهم , وحاول العثمانيون نفي تلك الواقعة عدة مرات  عن طريق تزييف الحقيقة والقول ان المعركة كانت بين السلاجقة و المغول وليس الخورزميون و تارة ينفوها بانها كانت مع المملكة البيزنطية المسيحية , ولكن المؤرخين أكدوا انها كانت بين السلاجقة والخورزميون .

أرطغرل
صورة لتمثال جلال الدين

و بعد تلك المعركة عين  السلطان السلجوقي ” علاء الدين كيقباد الأول ” أرطغرل رئيساً للمحاربين المهاجمين, ومنحه عدة اقاليم على حدود المملكة البيزنطية حتى يصد هجماتهم المتكررة على مملكة السلاجقة ثم عينه رئيسا للعمليات الحربية و أعطاه المزيد من الاراضي و خلع على قبليته  لقب ” سلطان ” و ظل أرطغرل قائدا للجيوش السلجوقية وخادما لكل الحكام السلاجقة حتى وفاته عام 1282م في مدينة سكود بعد 3 سنوات من تسليم قيادة قبيلة قايى إلى ابنه عثمان مؤسس الدولة العثمانية .

أرطغرل
الدولة الخوارزمية

السلاجقة والمغول

في عام 1258م تقدم المغول باتجاه بغداد للقضاء على الدولة العباسبة التي تحالفت مع الخورزمين من قبل و لتوسييع رقعة الاراضي التي أحتلوها و تحالف السلاجقة مع المغول فقد أرسل  كلاً من ” كيكاوس الثاني ” و ” قلج أرسلان الرابع ” سلطانا السلاجقه  للمغول ليتحالفا مع هولاكو وهم أمراء تركيا التي تقع إلى الشمال من العراق وهو مكان في منتهى الحساسية؛ وسيفتح هؤلاء الأمراء المجال الأرضي التركي لدخول الجيوش التترية من شمال العراق إلى بغداد , و المشاركة معهم في قتال الدولة العباسية حليفة عدوهم القديم جلال الدين الخوارزمي ,  وكان أرطغرل وقتها امير الحدود الشمالية مع الدولة البيزنطية و قائد العمليات العسكرية للسلاجقة التي تأمرت على الدولة العباسية وسمحت بحرق التراث الاسلامي كاملا و رمي الكتب في نهري دجلة والفرات و يقال ان الفارس المغولي كان يعبر النهر فوق الكتب من كثرتها وضخامة أعدادها  , ناهيك عن قتل ما يزيد عن نصف مليون مسلم ويقال انهم بلغوا المليون قتيل عقب دخول المغول و شركائهم السلاجقة الى بغداد , كما قام المغول بترحيل العمال المهرة والصناع و الحرفيين الى أقليم منغوليا وهو نفس مافعله العثمانيون بعد أحتلالهم لمصر كما فعل أجدادهم في بغداد .

و يتعمد العثمانيون و أحفادهم من الاتراك الحاليين عدم الاشارة الى تلك النقاط التاريخية بل وتجاهلها أو تحريفها كما حدث في معاركهم مع الدولة الخوارزمية .

هذا هو أرطغرل البطل المسلم الشجاع الذي أعاد الله على يده مجد الامه الاسلامية كما تحاول تركيا أن تروج له في مسلسل ” قيامة أرطغرل ” الذي مع الاسف شاركت في انتاجه أحدى الدول العربية

أرطغرل
مُنمنمة لِجيش المغول بِقيادة هولاكو خان وقد ضرب الحصار على بغداد

 

أردوغان حفيد أرطغرل

يحاول أردوغان كتابة تاريخ جديد نظيف لأجداده أحفاد المغول وشركائهم في قتال المسلمين وتدمير الحضارة الاسلامية  تحت مسمى اعادة أحياء الدولة العثمانية الاسلامية و التي أسسها قتلة  المسلمين فى الاساس , يكفي أن تعلم ان علم تركيا الحالي المزين بـ ” الهلال والنجمة ” هو علم الدولة السلجوقية أصلا و أختيار الهلال والنجمة لا علاقة لهم بالاسلام في الاساس فلا يوجد اي قدسية للهلال والنجمة في الاسلام ولكن قدسيتهم في بلاد الفرس حيث كان المجوس يعبدون النجوم .

يوجد الكثير من المغالطات فى التاريخ العثماني الذي كتبه العثمانين بأنفسهم و ظلوا 600 عام فى كتابته وتحريفه حتى يتناسب مع أهوائهم لذلك يصف الكثير من المؤرخين التاريخ العثماني بأنه أسطوري لا يعقل أن يحدث , وهو الدرب الذي يسير عليه أردوغان الان محاولا أعادة أحياء الدولة العثمانية التي أسسها أحفار المغول و خدم السلاجقة و قتلة العرب والمسلمين , متخذا الدين زريعة .

تلك الصورة التي ظهر فيها أردوغان خلف حرسه , التي تعيد للأذهان تاريخ السلاجقة والمغول الذين حطموا الدول الاسلامية تحطيما تحت أسم الحفاظ على دين الله ونشره , ولم يكن مبتغاهم سوى السيطرة والسلطة , مستغلين جهل العموم من العرب  بتاريخهم

أدروغان الذي أطلق عليه الخونة من عموم المسلمين لقب ” خليفة المسلمين” يحاول التجسس وتدمير الدول الاسلامية المجاورة فيتحالف مع داعش لتدمير سوريا و يتحالف مع الاخوان واعوانهم لتخريب مصر , فيبدو انه لم ينسى أن مصر التي دمرت المغول وأوقفت المد المغولي الذي خدمه أجداده , ولم ينسى يوما أن الجيش المصري و كان يقف على ابواب الاستانة  بعدما فتح نصف تركيا , ليستجير السلطان العثماني و خليفة المسلمين وقتها بأوروبا وروسيا لنجدته من الجيش المصري , والتي لو لاهما لكان أردوغان الان يحمل وثيقة أثبات شخصية مصرية كمواطن خاضع للعلم و الحكم المصري .

إقرأ أيضا
السيسي - أردوغان
أرطغرل
دخول قوات الجيش
المصري لقلعه مدينة أدنا التركية

وأخيرا فأرطغرل كان وفيا وفاء الكلاب للسلاجقة و للمغول الذين تنحدر أصوله منهم , وهكذا أردوغان أيضا وفيا لإرطغرل قاتل العرب و المسلمين.

جدير بالذكر انه تم الاشارة لهؤلاء الخونة في فيلم ” واسلاماه ” بشخصية ” بلطاي ” جاسوس المغول الذي كان يخترق صفوف المسلمين لمساعدة المغول و جسد الشخصية القدير فريد شوقي

أرطغرل

المصدر

المصدر

المصدر

المصدر

المصدر

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
1
أعجبني
9
أغضبني
32
هاهاها
10
واااو
6


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان