الرجل الذي استغنى عن المال منذ أكثر من 15 عامًا
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تخلى مارك بويل عن استخدام المال في عام 2008 ليعيش أسلوب حياة خالٍ من المال منذ ذلك الحين. على طول الطريق، تجنب أيضًا التكنولوجيا وتبنى حياة أكثر “طبيعية”.
بعد تخرجه من الكلية بشهادة في إدارة الأعمال والاقتصاد، وجد مارك بويل بسرعة وظيفة جيدة الأجر في شركة أغذية عضوية في بريستول، المملكة المتحدة. كانت هذه هي خطته لسنوات – احصل على وظيفة جيدة واشترِ كل الأشياء المادية التي ربطها المجتمع بالنجاح. لكن كل شيء تغير ذات ليلة في عام 2007، خلال جلسة تفلسف ودية مع صديق على كأس من ميرلوت في منزله العائم.
كانوا يناقشون مشاكل العالم وكيفية معالجتها على أفضل وجه لإحداث فرق فعلي. ذلك عندما أدرك بويل أن المال كان أصل معظم المشاكل، وتذكر اقتباس غاندي الشهير: “كن التغيير الذي تريد رؤيته في العالم.”
قال بويل: “كنت جالسًا مع صديق ذات ليلة في عام 2007 نناقش مشاكل العالم، وكنا نحاول تحديد أي واحدة سنكرس حياتنا للمساعدة في حلها. ثم أدركت أن أصل كل المشاكل هو المال، مما يخلق نوعًا من الانفصال بيننا وبين أفعالنا، سواء كان ذلك من خلال المصانع المستغلة للعمال أو الزراعة الصناعية أو الحرب. لذا قررت أن أرى ما إذا كان من الممكن الحياة بدون مال.”
بعد ذلك بوقت قصير، باع مارك منزله العائم باهظ الثمن وانتقل إلى بيت متنقل قديم تبرع بها له شخص ما لأنه أراد فقط التخلص منها. بدأ بويل حياته بدون أموال. كانت الأشهر القليلة الأولى صعبة، لأنه كان بحاجة إلى استبدال وسائل الراحة التي اعتاد عليها، مثل فنجان قهوة في الصباح بأشياء يمكنه الحصول عليها مجانًا من الطبيعة.
اعترف مارك: “كانت الأشهر القليلة الأولى صعبة لكني وجدت طريقي. إذا فكرت في مدى اضطرابك عندما تنتقل من منزل لأخر أو تغير وظيفتك، فتخيل تغيير كل شيء في وقت واحد. لكن بعد شهرين، أصبح الأمر سهلًا للغاية، لقد عملت على كل روتيني.”
أصبح أسلوب حياة بويل الخالي من المال موضوعًا إخباريًا منتشرًا عندما أطلق كتابه، الرجل الذي لا يملك المال، والذي يخوض فيه في التفاصيل حول التحديات التي واجهها عند الانتقال والحلول العملية التي توصل إليها. كذلك حول الفلسفة التي دفعته لإجراء مثل هذا التغيير الجذري في حياته.
كتب مارك بويل في عام 2010: “من المفارقات أنني وجدت العامين الماضيين الأكثر إرضاءً في حياتي. لدي أصدقاء أكثر من أي وقت مضى. لم أمرض منذ أن بدأت. كما إني في أحسن حالاتي بنسبة للياقة البدنية. لقد وجدت أن الصداقة، وليس المال، هي أمن حقيقي. معظم الفقر الغربي نفسي. الاستقلال الحقيقي هو الاعتماد المتبادل.”
في عام 2017، قرر مارك نقل أسلوب حياته البسيط إلى مستوى آخر من خلال “ترك التصنيع”. لقد تجنب معظم التكنولوجيا التي نستمتع بها يوميًا – من الكهرباء والمياه الجارية إلى الراديو والإنترنت، وعاد إلى ما يمكن أن يصفه الكثيرون بأنه أسلوب حياة أبسط. لكن الرجل الذي لا يملك المال في الواقع يعتبر الحياة الحديثة أبسط، بسبب مقدار التكنولوجيا التي تساعدنا بالفعل كل يوم.
قال مارك بويل: “غالبًا ما تسمى طريقة الحياة هذه التي تبنيتها الآن الحياة البسيطة لكن هذا مضلل تمامً. إنها في الواقع معقدة للغاية، تتكون من ألف شيء بسيط. على النقيض من ذلك، كانت حياتي القديمة في المدينة بسيطة للغاية. لكنها تتكون من ألف شيء معقد، مثل الهواتف الذكية ومآخذ التوصيل والبلاستيك. أنا، على سبيل المثال، شعرت بالملل من القيام بنفس الشيء يومًا بعد يوم باستخدام تقنيات معقدة. لهذا السبب رفضتهم جزئيًا. فالعيش بدون مياه جارية كهرباء أو آلات اصبحت حياتي بالتأكيد اكثر تعقيدًا.”
يوضح بويل أن العيش بالطريقة التي يفعلها ليس بالأمر السهل. مضيفًا أنه يعلم أنه سيكون من المستحيل على الجميع أن يحذوا حذوه. ومع ذلك، فهو يأمل أن يلهم مثاله الناس على الأقل ليكونوا أقل اعتمادًا على المال والتصنيع.
“أنا لا أضفي الطابع الرومانسي على الماضي. لكنني لا أضفي الطابع الرومانسي على المستقبل أيضًا. لقد عشت مع التكنولوجيا وبدونها، وأعرف أيهما يجلب لي أكبر قدر من السلام والرضا.”
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال