“الرجل الطواف” مهنة انقرضت رغم مرتبها الخيالي

عرفت مصر البريد منذ أقدم العصور ومع معرفتها به نشأة مهنة لم يعد لها وجود الآن رغم أن جذورها تعود للعهد الفرعوني، حيث كان الفراعنة يقومون بتنظيم نقل البريد خارجيًّا وداخليًّا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم و إيابهم داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش.

يوثق المؤرخ عبدالوهاب شاكر في سياق كلامه عن تاريخ البريد بمصر، أنه قبل عصر محمد علي باشا لم يكن هناك وجود للبريد بالمعنى الصحيح والقائم الآن، ومع عهد محمد علي لاحظ الخلل الموجود في جميع فروع الدولة والاتصالات بين مؤسساتها.

نشأت من هنا فكرة البريد الحكومي للاتصال بين الجهاز الإداري في القلعة وجميع الجهات بالصعيد والوجه البحري وكانت الحقيبة الحكومية للبريد تحمل بواسطة سُعَاة تحت رئاسة متعهد يدعى الشيخ عُمر.

تطور البريد بتقدم وسائل النقل بين السفن والقوافل والسكة الحديد، ونظرًا لتعذر وصول البريد إلى الأماكن البعيدة عن خطوط السكك الحديدية أنشئ في أول مايو عام 1899 م نظام الخطوط الطوافة؛ وهو نظام يقضي بتعيين رجل يكتسب اسم ” الرجل الطواف ” ويقوم بتوصيل البريد إلى المناطق النائية سيرًا على الأقدام، وكانت تقدر عدد هذه الخطوط بـ 384 خطًّا، وذلك بمرتب 5 جنيهات شهرياً وذلك بمثابة ثروة، لكن لصعوبتها فضلاً عن وجود بدائل أخرى انقرضت مهنة الطواف.

أكبر تطور شهده تاريخ البريد كان في فترة الخديو إسماعيل حيث كان لديه طموح كبير في تحديث مصر وجعلها قطعة من أوروبا؛ فعمل على إدخال النُظُم الأوروبية إلى جميع مرافق الدولة، ونظرًا لأن المواصلات البريدية كانت من أهم وسائل تقدم الشئون التجارية والاجتماعية؛ فقد اهتم إسماعيل بالبريد اهتمامًا ملحوظًا.

قد بدأت مصر في استخدام طوابع البريد لأول مرة في يناير سنة 1866 م، وقد عرفت هذه المجموعة باسم «المجموعة الأولى» تمييزًا لها عن عدة مجموعات لاحقة، وقامت بطبع تلك المجموعة مطبعة «إخوان بيلاسي» وكانت فئات هذه المجموعة تتكون من 5 بارات وطبع منها 1500 فرخ، و 10 بارات وطبع منها 1250 فرخًا، و20 بارة وطبع منها 1250 فرخًا بالإضافة إلى فئات قرش، وقرشين، 5 قروش، 10 قروش.

إقرأ أيضاً

إقرأ أيضا

أسامة الشاذلي وإدارة الإبداع في المواقع النوعية “شهادتي عنه من عملي معه”

مأساة عبداللطيف البغدادي.. طبيب مشهور ضاع تراثه في ظروف غامضة