“برود والحقيقة كراهية” عن موقف السفير الحقيقي من فيلم السفارة في العمارة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تطغى الآن شهرة الحاخام شالوم كوهين الزعيم الروحي لحزب ساش الإسرائيلي عن شهرة السفير الحقيقي في فيلم السفارة في العمارة، لكن قبل 17 سنة كان اسم شالوم كوهين بارزًا في مصر بسبب جملة السفير في الأسانسير.
ردود الفعل على فيلم السفارة في العمارة
عُرِض فيلم السفارة في العمارة يوم 17 يوليو 2005 وبلغت إيراداته 17 مليون جنيه، وبدأ العرض الخاص للفيلم بالأزمات، حيث أدى الزحام الشديد لمشاهدة الفيلم إلى أزمة مرورية أدت لتدخل عناصر الأمن المركزي الذين كانوا ضمن قوام حراسة عادل إمام من أجل تنظيم المرور وأدى ذلك لمناوشات مع الجمهور.
طيلة 4 أشهر أثار الفيلم جدلاً في الداخل المصري، بل وامتد إلى الخارج العربي، ولم يتفق أحد حوله، فالمثقفين صبوا غضبًا عنيفًا على عادل إمام بسبب مشاهده مع العائلة اليسارية (عائلة شهدي سليمان).
الصحف الإسرائيلية اهتمت بإظهار ردود فعل الصهاينة على أرض فلسطين الذين صبوا جام غضبهم على الفيلم وصناعه، لدرجة أن متطرف صهيوني قال «لو كنا ضربناهم بالقنبلة النووية بدلاً من معاهدة السلام، لما استهانوا بنا في أفلامهم، فيما طالب صهيوني آخر بمقاطعة الرحلات الصهيونية للسياحة في مصر من أجل التأثير على الدخل القومي، فضلاً عن مطالبات من السفير الإسرائيلي الحقيقي بأن يغادر مصر احتجاجًا على تمثيل لطفي لبيب».
كانت كل الأنظار تتجه إلى موقف شالوم كوهين السفير الصهيوني في مصر فأراد أن يتعامل ببرود فحين تصاعدت وتيرة الرفض داخل المجتمع الصهيوني المحتل لفلسطين، أجرى حوارات مع صحيفة معاريف وقال أنه شاهد الفيلم سرًا في أحد دور السينما في وسط القاهرة، وهو يقدم كوميديا ساخرة عن المجتمع المصري وحقق هدفه من إضحاك الناس بمن فيهم هو شخصيًا.
امتعض السفير الإسرائيلي من مشهد لطفي لبيب والتورتة الذي أظهر بخله، ولم يكن يعرف السفير الصهيوني أن هذا المشهد كان ببصمة عادل إمام، فبحسب كلام لطفي لبيب فالزعيم اقترح عليه أن يأخذ التورتة في نهاية الحفل، وساهم دوره وتلك اللقطة في زيادة سعر أجر لطفي لبيب.
اقرأ أيضًا
“خربتا” سماها عادل إمام “خربتها” وتاريخها ..قرية لتصدير الخراب
واصل شالوم كوهين بروده فقال «أنا شعرت أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تسير في طريقها الصحيح رغم أنها لم تكتمل بعد، فقبل 20 سنة لم يكن بالإمكان ظهور فيلم كهذا يتضمن رسالة مفادها أن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة جزء من الواقع الطبيعي المصري، بما يدل على رغبة السلطات المصرية في تعزيز العلاقات».
اقرأ أيضًا
العمدة فكري الحوفي وعادل إمام “قصة أزمة الزعيم مع المحاكم بسبب فيلم المتسول”
رغم تظاهر شالوم كوهين بالبرود والاستفزاز لكنه كان يخفي حقدًا وكرهًا دفينًا لمصر وتراجع عن ما قاله عند إنهاء خدمته كسفير لدولته المزعومة، حيث شن هجومًا حادًا على مصر لأنها تتصرف بعدائية، بل واحتج على التساهل تجاه مصر بسبب التحريض الإعلامي والفني ضد إسرائيل وقال «مصر تتصرف معنا كعدو ورغم اتفاق السلام بين الدولتين، تتخم المقالات في وسائل الإعلام المصرية باسم العداء للسامية ونحن لا نرد عليها؟ ولماذا تستخدم إسرائيل لغة متسامحة ومتصالحة مع القيادة المصرية»
المراجع
-
جريدة الرياض السعودية – عدد 2 يناير 2010 م
-
حوار مع لطفي لبيب – برنامج يحدث في مصر
-
جريدة القاهرة عدد 27 سبتمبر 2008
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال