تناقص النحل يهدد مستقبل البشرية.. ولقاح يبشر بالحل
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد
تتناقص أعداد مستعمرات النحل بشكل ملحوظ منذ تسعينات القرن الماضي لأسباب عديدة، من أهمها الاستخدام الشائع للمبيدات الحشرية وتوحيد المحاصيل في العديد من المزارع لإنتاج محصول معين يصلح للبيع أو الاستهلاك، والتلوث الناتج عن المصانع، وأخيرًا بالطبع الاحتباس الحراري.
لكن هل الأمر بهذه الأهمية؟ فكم من كائنات انقرضت أو تناقصت أعدادها ولم تؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان، كنت أظن ذلك أيضًا حتى فهمت أن الخطر الأساسي لتناقص النحل هو ليس نقصان العسل فقط، لذلك دعنا نستكشف باقي الأخطار سويًا، وكيف يمكن لحشرة بسيطة مثل النحلة أن تؤثر على حياة كوكب بأكمله.
نتائج تناقص النحل
من الناحية الاقتصادية، يساعد النحل وغيره من الحشرات المُلقحة للنباتات على إنتاج محاصيل تبلغ قيمتها أكثر من 170 مليار دولار على مستوى العالم، ولكن إذا نظرنا للأمر بعين أخرى لا علاقة لها بالاقتصاد، هل ترى كمية المحاصيل التي لن تُنتج بسبب تناقص هذه الحشرات؟ هل تتخيل حجم المجاعة العالمية التي قد تحدث؟
هذا بالضبط ما يطلق عليه الباحثون “بالمجاعة الخفية”، حيث بدأ تأثير تناقص النحل بالفعل على 25% من العالم. كيف يتأثر العالم بذلك وكيف ستتم المجاعة بالتفصيل؟
لكن الأمر أكبر من ذلك، الأمر له علاقة أكثر بنهاية البشرية، حيث يساهم النحل وغيره من الحشرات الملقحة في إنتاج 35% تقريبًا من الغذاء العالمي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من العناصر الأساسية للإنسان، مثل فيتامين أ. لذلك في حالة انقراض تلك الحشرات، فنحن نتحدث عن تراجع شديد في إنتاج الفواكه والخضراوات والحبوب وغيرها من النباتات الغذائية الأساسية، وبجانب المجاعات التي ستحدث، ستنتشر العديد من الأمراض سواء المعدية (مثل الفيروسات الناتجة عن ضعف المناعة وجسم الإنسان) أو غير المعدية (مثل السرطانات وأمراض القلب والسكري)، وبمرور كل عام بدون هذه الحشرات، ستتزايد أعداد المصابين بتلك الأمراض بشكل أكبر، مما ينتج عدد أكبر من الوفيات، بمعنى أن الذي لن تقضي عليه المجاعة، ستقضي عليه تلك الأمراض.
اللقاح الجديد
المستقبل ليس مشرقًا، أليس كذلك؟ ليس بالضبط، فالخبر السار هو أن بعض العلماء والباحثين في فنلندا بجامعة هيلسنكي توصلوا إلى اللقاح فعّال ومبشّر للنحل والحشرات المُلقحة الأخرى، والذي بإمكانه إنقاذ هذه الحشرات، وبالتبعية الكوكب بالأكمل، حيث يساعد هذا اللقاح على زيادة مناعة النحل فيما بعد ليتمكن من تحمل المشكلات البيئية التي تؤثر عليه.
يتمثل هذا اللقاح في هيئة مادة سكرية قابلة للأكل تتناولها النحلة الملكة، لتورثّها فيما بعد للأجيال القادمة من النحل، ولتزيد من مناعتهم.
لماذا يعتبر هذا اللقاح سابقًا لعصره؟
ليس لأنه يعمل على إنقاذ الكوكب بأكمله فقط، بل لأنه لقاح للحشرات، وهذا أمر غير مسبوق في التاريخ، وذلك بسبب افتقار مناعة الحشرات للمضادات الحيوية، لذلك فتعرضها لأي لقاح سابق كان ينتج عنه قتل الحشرة، إلا هذا اللقاح، لذلك فهو لا يبشر فقط بمستقبل مشرق للنحل، بل في مجال الصحة بشكل عام.
المصادر
الكاتب
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد