جورج سي باركر.. الرجل الذي باع نصف بروكلين للمهاجرين
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في أحد الأيام في أوائل القرن التاسع عشر، وقف أحد الحراس في سجن ريموند ستريت في مكانه دون اهتمام. ولاحظ التدفق المتقطع للزوار، من بين هؤلاء الزوار رأى سترة المأمور بين أولئك الذين يغادرون السجن. حيى الحارس المأمور وقال له: “سنة جديدة سعيدة!” بعدها اختفت السترة وهي تتمايل مع خطى الرجل من خلال باب سجن ريموند ستريت. كان من المفترض ألا يعود المأمور حتى نوبته التالية. لكن الرجل لم يعد أبدًا. لم يكن المأمور على الإطلاق. كان جورج سي باركر الذي أدين بتهمة السرقة الكبرى وعرف بسبب “بيع” جسر بروكلين ومتحف المتروبوليتان للفنون وقبر جرانت وتمثال الحرية. سحر باركر ضحاياه وزور وثائق المبيعات ومشى بعيدًا مع المال في يده. والآن خرج ببساطة من السجن.
بروكلين كانت نقطة انطلاق للكثير من النصابين في أواخر القرن التاسع عشر. حيث كانت السفن التي رست حديثًا تحمل عشرات المهاجرين الجدد المستعدين لتذوق ثمرة “أرض الفرص”. بالنسبة لهؤلاء المهاجرين، كان الشاطئ يحتوي على فرص عديدة. لكن بعض سكان نيويورك شعروا بفرصة من نوع مختلف: افتقار هؤلاء المهاجرين إلى المعرفة بشأن قانون الولايات المتحدة ورغبتهم الإنسانية الطبيعية في الحصول على طعم من الفرص ــ وخاصة قطعة من الولايات المتحدة.
احتوت مدينة نيويورك على الكثير من عجائب التطور. مشهد لا يصدق من الثروة والصناعة والتعددية الثقافية. كان هناك مسرحيات تنتقد حكومة الولايات المتحدة، وموسيقى تعزف في الأماكن العامة، وصحافة حرة مزدهرة. كانت هناك وفرة من الوظائف والثروة والغذاء والسلع التجارية التي لم تستغل بعد. كانت أرض الفرص حقًا.
“إذا كنت تصدقني فلدي جسر لك” كانت الجملة التي بدأ بها باركر كلامه قبل أن يقوم بالنصب. قام جورج سي باركر برشوة سائقي العبارات في جزيرة إليس لاستكشاف الضحايا المحتملة وإرسالهم إليه. المهاجر الوافد حديثًا مع القليل من الفهم للمعايير أو القانون الأمريكي، ستتاح له فرصة العمر: شراء جسر بروكلين. سيتقدم باركر لضحيته بمجموعة من الوثائق المزورة التي تتحقق من وضعه كمالك للجسر. زعم باركر، كانت الحكومة تمرر قانونًا جديدًا يسمح للمستثمرين بأن يصبحوا مالكين جزئيين للجسر، وإقامة أكشاك رسوم المرور الخاصة بهم، ثم الاحتفاظ بنسبة مئوية من الدخل من الرسوم.
بعد الاستماع إلى عرض باركر المغري، وافق الضحايا على التوقيع كمستثمرين مقابل 5000 دولار فقط (ما يعادل أكثر من 150 ألف دولار اليوم). الآن ظنوا لأنهم مالكين جزئيين لجسر بروكلين. لكن عندما حاولت ضحية باركر إقامة كشك لرسوم المرور عند مأزق الجسر كان يتم إيقافها من قبل الشرطة لاكتشاف أن “صفقة العمر” كانت عملية احتيال.
نجح مخطط باركر نجاحًا هائلًا. وفقًا لباركر نفسه، فأنه باع الجسر مرتين في الأسبوع. كان عمله بدوام كامل كبائع لجسر بروكلين يسير على ما يرام إلى حد أنه قرر توسيع عروضه: تمثال الحرية وماديسون سكوير جاردن ومتحف المتروبوليتان للفنون وقبر يوليسيس جرانت كانوا جميعًا على قائمة البيع. مثل باركر أنه حفيد جانت المتضرر بشدة الي لم يتمكن من تحمل تكاليف إنهاء قبر جده. وكان المستثمرون أو ضحايا باركر يحبون أن يساعدوا من خلال تسليم أموالهم.
ربما حقق ضحايا مخطط باركر بروكلين بريدج، في الواقع، جزءًا من الحلم الأمريكي: العظمة والوهم وبعض الرجال الذين يريدون أموالك.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال