“حادث 5 يناير 1946 (1-2)” هل قال أمين عثمان أن الإنجليز تزوجوا مصر زواج كاثوليكي ؟

قبل عام 2001 كان أمين عثمان باشا والزواج الكاثوليكي مجرد صفحة في كتب التاريخ وارتبط بتاريخ الرئيس محمد أنور السادات لاشتراك الأخير في اغتياله.

مع عرض فيلم أيام السادات جسد الفنان طارق مندور شخصية أمين عثمان حيث ظهر في مشهد وهو يلقي خطبة قال فيها «سأتكلم إليكم اليوم About Love.. فالحب أمر مهم في حياتنا، لعل بعضنا يغضب أني شبهت مصر بامرأة وشبهت بريطانيا بالرجل، ونحن نقول للإنجليز نحن حلفاؤكم بل سأذهب إلى أبعد من ذلك وأقول إننا كنا سنؤيد الإنجليز حتى لو لم يحاربوا منهم من أجل الحق، لأن زواجنا منهم زواج كاثوليكي لا طلاق فيه».

ما هي شائعة خطبة أمين عثمان عن زواج بريطانيا بمصر زواج كاثوليكي ؟

تكلمت الصحف المصرية حول الخطاب الشهير الذي ألقاه أمين عثمان حيث سافر إلى لندن لحضور الاحتفال بذكرى انتصار انجلترا في معركة العلمين وذكرت الصحف أن أمين عثمان وقال إن علاقة مصر ببريطانيا يجب أن تكون مثل الزواج الكاثوليكي.

وبسبب هذا الجملة قُتِل أمين عثمان في يوم 5 يناير عام 1946 م وألقي القبض على 26 شخصًا بتهمة قتل أمين عثمان، عوقب منهم 7 بمدد متفاوتة والبقية قضت المحكمة ببراءتهم.

حقيقة مقولة أمين عثمان

لم يتطرق أحد إلى موضوع خطبة أمين عثمان إلا رجل الأعمال محمد أحمد فرغلي والذي كان حاضرًا للاحتفال وقال أن الذي حدث أنه أثناء الاحتفال ألقى أمين عثمان كلمة عن العلاقات بين مصر وبريطانيا وكيف يجب أن تتطور هذه العلاقات لتحقق مصالح البلدين.

اقرأ أيضًا 
“حادث 5 يناير 1946 (2-2)” المصحف ينقذ أمين عثمان من القتل مرة

أما نص ما قاله فهو «إننا شعب دينه الإسلام، وأنتم شعب بروتستانتي، والعلاقة بيننا يجب أن تكون على الطريقة الكاثوليكية»؛ ولأن الجملة حمالة أوجه فقد أوضح عبارته قائلاً أقصد أن تكون العلاقة في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي.

اقرأ أيضًا 
عجائب الوحدة الوطنية في مصر من 101 سنة .. حين تكون بالاغتيال السياسي

عقب محمد أحمد فرغلي على هذا التوضيح فقال «لم يكن أمين عثمان يقصد بالطبع أن تبقى مصر محتلة إنجليزيا، فجلاء القوات البريطانية كان أمنية كل المصريين دون استثناء واستقلال مصر كان أمنية كل مصري، لكنه تمنى أن تتوطد العلاقات المصرية الانجليزية، وتبقى دائما وطيدة، لأن الغرب بحضارته كان يمثل نموذجا للدول المتقدمة يجب الاستفادة منه لنرقى ببلادنا، ونصل بها إلى مصاف الأمم الناهضة، وقام مستر بيفين وحيا كلمته واختلف مع أمين عثمان في الرأي وقال أن مصر تمثل حتى الآن موقعًا هاما للمصالح البريطانية، وهذا يعني أنه فهم كلمة أمين عثمان فهمًا صحيحًا».

إقرأ أيضا

رحلة الفناء والوجود واغتراب الروح عند البابا شنودة الثالث

دور الصحف المصرية وموقف أمين عثمان

كافة رموز الأربعينيات اتهموا أمين عثمان بالعمالة لأنه قال أن بريطانيا تزوجت مصر زواجًا كاثوليكيًا، ولعل رموز حزب الوفد أكدوا أن الصحف أساءت فهم خطبة أمين عثمان ونقلتها مبتورة على طريقة ولا تقربوا الصلاة، وهاجمت أمين عثمان واتهمته بأنه دعا إلى بقاء مصر محتلة انجليزيًا.

عن موقفه من الصحف قال فرغلي صديقه «وكعادة أمين عثمان استهان بالاتهام ، ولم يفكر حتى في الدفاع عن نفسه، ونفس الصحف أثنت على كلمتي، ووصفتني بالاستقلال ولقد حاولت أن أقنع أمين عثمان بأن أدافع عنه، وأوضح الأمر على حقيقته لكنه رفض، وقال إن الصمت حل لهذه المشكلة، وبعد أيام التقيت في بهو الفندق الذي كنا ننزل فيه بالسير ونستون تشرشل الذي بادرني بامتداح كلمتي، ولغتي الانجليزية، ثم سألني أين تعلمت الانجليزية، وعندما قلت له إنني تعلمت جانبًا منها في كلية فيكتوريا والجانب الآخر في لندن، سر لذلك وتمنى لى حظا طيبا، ثم أعطاني سيجارا ظللت أحتفظ به كتذكار من سياسي داهية».