ضيعت فلوسي على .. أين تذهب أموال المصريين؟
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
المركبات وقودها “البنزين”.. والطعام هو وقود البشر.. لكن “الفلوس” هي وقود كل شيء وبدونها تتوقف الحياة، لذا فمن الطبيعي أن ننفق أموالًا كل يوم؛ لكن هناك من يصرف الفلوس وهناك من يضيعها، فإذا وقفت أمام المرآة لتسأل نفسك “أنا ضيعت فلوسي على ؟”.. ستكون الإجابة واحدة من التالي:
البلاي ستيشن .. مصاص دماء يتغذى على فلوس الشباب
عندما ظهر البلايستيشن في مصر في التسعينات، كان ابني يحصل على مصروف 50 قرشًا تقريبًا، حتى بدأ عشقه للجهاز المهبب الذي يُدعى بلاي ستيشن، فطالب بمضاعفة مصروفه، ثم أخذ يتشاجر معنا ليطلب أن يصبح مصروفه جنيه ونصف، ليشارك في دورة بلاستيشن 1 التي يقيمها الشارع كل خميس.
كبر الولد وتطورت أجهزة البلاستيشن وصولًا إلى ps5، وبعد أن كان يصرف مصروفه الصغير على هذا “المدعوق” أصبح يصرف معظم راتبه عليه وعلى المشاريب التي يتناولها عشان اللعب يحلو؛ فبمجرد أن ينتهي يوم عمله يتصل بأصدقائه ليلتقون داخل إحدى هذه “الكافيهات” التي تتاجر في اللعب.
ابني يصرف أكثر من ٩٠٠ جنيه تقريبًا على لعب البلاستيشن والمشاريب، إضافة إلى ثمن المواصلات بالطبع، فهو من عشاق اللعب في إحدى كافيهات أول عباس مدينة نصر ، والتي تبعد عن بيتنا بمسافة لا بأس بها، تترواح أسعار ساعة بلاستيشن 4 في مصر مابين 25 حتى 40 جنيه، على حسب المكان والمنطقة الجغرافية، بينما يتراوح سعر الجهاز نفسه بين (٨٠٠٠ حتى ١١٠٠٠) جنيه مصري ومش حتكلم عن الفايف.
“بفكر أشتري جهاز في البيت وأجر لابني وأصحابه”.
الأكل بياكل فلوس
إذا شاهدت صفحتي على “الفيس بوك”، ستجدها مليئة بالأكل، إما عن وصفات أكل سهلة وإما عن أماكن جديدة للأكل سواء كانت مطعم، كشك، أو عربة أكل جديدة؛ لست من هواة السوشي على الإطلاق ولا الكوارع أو الفشة والكرشة ولا السمين، لذلك يطلق أصدقائي علي “الإنفة”، لكن لا أهتم، أذهب وأجرب أي شئ خلاف ذلك الأكل، أضيع كل ما أملك من “فلوسي” على الأكل، عاشقة أنا للشاورما السوري، أستطيع أن أكلها يوميًا دون أن أمل طعمها، أما الأكل اللبناني المنغمس في دبس الرمان فهذا جمال من نوعٍ آخر، ولا أنسى بالطبع الكبدة والسجق ومزاج آخر الليل، أينما تجد الجبنة ستجدني أيضًا.
نعم أنا ضيعت فلوسي على الأكل؛ أحب في العطلات أن أفطر في الخارج مع أصدقائي أو والدتي، وفي أيام الشغل أطلب في الغالب فطار من الخارج، بعدها بساعتين يكون وقت الغداء، وعندما انتهي من العمل، أذهب لأحلي بسبوسة، آيس كريم، أم علي -كل اللي قلبك يحبه- أصرف في اليوم متوسط من 70 إلى 120 جنيهًا على الأكل؛ ما بين فطار، وغداء وتسلية بينهما.
Uber” و”Careem” محرقتا الفلوس:
كشخص مستسهل عندما يتعلق الأمر بركب المواصلات ودائمًا يكون اختياره الأسهل الـ “تاكسي”.. كنت في قمة سعادتي أول ما بدأت شركة “Uber” فلن اضطر للتعامل مع سائقي الـ “تاكسي” السخفاء والعداد الذي دائمًا ما أرهقني متابعته وأيضًا رحمت من كوني مضطرة أن انتظر أي شخص من عائلتي ليوصلني عندما يكون متاحًا، ازدات فرحتي عندما اكتشفت شركة “Careem” بعدها بفترة أصبح لدي أكثر من اختيار لكني لم أكن أعرف أني سأضيع ما أملك من “فلوسي” على “Uber” و “Careem”.
متوسط ما أنفق على مشاوير الشركتين ٣٠٠ جنيه في الشهر مما يعني ١٢٠٠ جنيه في الشهر إذا لم أقوم بأي مشاوير إضافية في خلال الشهر بجانب مشاويري اليومية، بعد هذه الحسبة قررت أني سوف استغنى جزئيًا عن الشركتين واستخدم المواصلات في مشاويري اليومية.
عن ذلك الخط الحالك الذي يؤثرني
أنظر بشدة الى تلك الفتاة التي يوجد على عينيها ذلك الخط الذي يؤثرني بشدة، الأسود حالك اللون الذي يُرسم كرسم خط سير القطار لا ينحرف يمينًا أو يسارًا، تزداد رغبتي في معرفة ما اسمه فأترك ما أفعله، لكي ألاحق تلك الفتاة، وأسألها ” إيه نوع الديبلينر بتاعك”، منهن من تجيب بحب ومنهن من تستعجب وبالتأكيد تقول في سرها ” البت دي مجنونة ولا إيه”.
لا أنكر أن مرات كثيرة، “اتدبست” في أنواع سيئة من “الديبلينر” وحينها شعرت بإحباط شديد، فكثيراً أشعر أن أقصى ما أطمح إليه أن أمتلك ديبلينر أسود ثابت، لا يتحرك له ساكن بالعرق أو الدموع.
أعلم أن كم المال الذي أهدرته في شراء “الديبلينر” المثالي كثيرًا، ذات مرة دفعت ٨٠٠ جنيه؛ كي اشتري ديبلينر وهذا مبلغ كبير من فلوسي ضائع على “قلم كحل ” كما يسمونه الولاد، أعلم أن الوقت الذي أهدرته على مدى سنوات عديدة لكي أجرب أشكال عديدة منه على عيني كان مبالغ فيه، استخدمت طرف المعلقة مرة وأخرى “بلاستر” كي أضبط الخط فوق عيني، مرات عديدة أشاهد فيديوهات على اليوتيوب حتى أصبحت متمكنه في رسمه، فماذا تعني الحياة “غير ديبلينر حلو وشوية.
إقرأ أيضاً
القيمة للفقير والفلوس للغني .. كيف نجحت ياسمين صبري بينما أخطأت الترجمة؟
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال