عروسة المولد في الثقافة الشعبية المصرية
قبل 500 عامًا صنع الفاطميون أول قالب حلوى على شكل أميرة ترتدي ثوبًا أبيض مزكرشًا بالألوان والزينة، وهي المسماة بـ “عروسة المولد النبوي” أحد رموز الثقافة الشعبية المصرية، وواحدة من أهم مظاهر احتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف.
تاريخ عروسة المولد
تعود بداية عروسة المولد وفكرة صنعها إلى عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وقتما كان يخرج في يوم المولد النبوي مع إحدى زوجاته التي كانت تظهر في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، وإذا بصناع حلوى المولد يرسمون الأميرة والحاكم في قالب حلوى على هيئة عروسة، فيما تم صنع الحاكم على هيئة فارس يركب جوادًا، حسب حديث أغلب الروايات التاريخية.
ويقال إن الخليفة بأمر الله أمر بمنع إقامة مراسم زواج إلا في المولد النبوي لذا كان يعد موسم للزواج والمناسبات السعيدة، ما عزز من إبداع صناع الحلوى في العرائس وارتدائها وتزينها بأجمل الثياب والفساتين التي يحب أن يشتريها الصغار والكبار ليس احتفالًا بموسم المولد النبوي فقط، بل احتفالًا بموسم الزواج، واستمرت تلك العادة حتى اليوم رغم ظهور ثقافات جديدة.
وذكرت رواية أخرى بأن بداية ظهور العروسة يرجع إلى تشجيع الخليفة الفاطمي لجنوده المنتصرين على الأعداء حيث كان يزوجهم بعروس جميلة، فأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس مزينة من الحلوى حي يقدمها هدايا إلى القادة المنتصرين وعامة الشعب والأطفال.
مراحل تطور صناعة عروسة المولد
تطورت صناعة العروسة منذ عهد الخليفة الفاطمي إذ بدأت صناعتها من السكر وتزينها بألوان وورق زينة، ثم تطورت حتى ظهرت العروسة البلاستيكية التي ترتدي ثوبًا من التول يشبه فستان الزفاف، لتنافس عروس الحلوى بشكلها التقليدي، فيما تطور صناعة الحصان من السكر إلى حصان من الفرو يستقله فارس مصنوع من البلاستيك.
ومع مرور السنين تطور مراحل صناعة كل من العروسة والحصان حتى أصبحا يصنعان من الخشب، والذي يتم استخدامها كقطع ديكور في المنزل، كما يوجد تصميمات مختلفة أصغر على هيئة ميدالية وأخرى على هيئة أباجورة.
اقرأ أيضًا.. حلوى المولد النبوي .. قراءة شرعية ونقد للفتاوى الوهابية