قصة حب صلاح جاهين ومنى قطان.. معاتيه فى تيه العشق هايمين هيام
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كام واد وبنت اتقابلوا عبر السنين.. كام همسه همسوها ولمسة حنين؟ مهما كان عدد العشاق الذين استطاعوا أن يدافعوا عن اختياراتهم ويواجهوا المجتمع بكل قيوده، فإن قصة صلاح جاهين ومنى قطان من أهم القصص التي انتصرت للحب رغم كل المشكلات والأزمات التي واجهتها في البداية.
حيث جاءت منى الفتاة الفلسطينية إلى مصر مع والدتها الصحفية جاكلين خوري وهي طفلة صغيرة وسافرت أكملت تعليمها في لندن ثم عادت لتستقر في مصر مرة أخرى، وكانت جاكلين تعمل في جريدة الأهرام وكان وجود منى مع والدتها داخل مبنى الأهرام هو السبب في حبها للإذاعة والصحافة حتى أنها سلكت نفس طريق والدتها وعملت بالإذاعة.
وفي مبنى جريدة الأهرام أيضاً حدث أول لقاء بينها وبين جاهين الذي كان يعمل رسام كاريكاتير بالجريدة، ولكن رغم شرارة الحب التي أضاءت منذ اللقاء الأول بينهم في عام 1963، إلا أن هذه العلاقة واجهت عددا من التحديات، والتي بدأت بأن جاهين كان مازال متأثراً بعلاقته بزوجته الأولى الرسامة سوسن زكي، مما جعل منى قطان تشعر بأنها أحد أسباب انتهاء هذه العلاقة إلى الأبد.
كما أن فارق السن بين صلاح جاهين ومنى قطان كان 13 عاما، وبالإضافة لفارق العمر فإن اختلاف الدين ايضاً كان السبب في معارضة أهل منى في البداية، ولكن قصة حبهما كانت أقوى من كل التحديات السابقة، وبعد ثلاثة أعوام من الارتباط العاطفي تمت الخطبة بين الثنائي في عام 1966.
ولكن كان هناك عائق أقوى من كل ما سبق بالنسبة لجاهين، وهو تأثره الشديد بالأحداث السياسية التي كانت تمر بها مصر، حيث دخل في حالة من الاكتئاب بسبب نكسة 1967، ولكنه في نفس العام كلل علاقته بمنى قطان بالزواج واتخذها حصنا يحتمي به من الشعور بالكسر والاكتئاب اللذين أصاباه بسبب النكسة، ورغم صغر سن منى فلم يرزقا بطفلة إلا بعد 13 عاما.
ومنذ اللحظة الأولى من لقائهما كان جاهين بالنسبة لمنى الأب الروحي ومكتشف موهبتها كممثلة، وكانت البداية مشاركته بطولة المسلسل الإذاعي “الزير وغطاه” الذي تناول خلاله جاهين قصة حياته، وقدمت معه عددا من الأعمال السينمائية، مثل فيلم أميرة حبي أنا وفيلم خلي بالك من زوزو، كما شاركت الفنان عبد المنعم مدبولي في فوازير “لغز الملكة شهرزاد” التي كتبها وأنتجها صلاح جاهين.
وفي أحد اللقاءات وصف جاهين زوجته منى قطان قائلاً ” فيلسوف بسيط عظيم، فقد كان يملك ذكاء القلب وحنان العقل، والقدرة على تجاوز المصاعب عن طريق الفكاهة الحساسة الحنونة التي تطرح الأسئلة لتبحث عن الأجوبة، كما كان يفعل سقراط منذ قديم الزمان وبعد رحلة دامت لمدة 20 عاما تقريباً من الحب والمساندة جمعت بين الاثنين رحل جاهين على عالمنا في عام 1986 تاركا وراءه منى قطان وقطعة صغيرة منه وهي سامية جاهين التي تربت في بيت جمع بين ثقافات وديانات مختلفة يحترم كل منهما الآخر.
الحقيقة أن هناك قصص حب استطاعت أن تواجه الظروف والعادات والتقاليد وتنتصر في الأخير حتى تصبح مصدر إلهام لعاشقين آخرين، وهذا أقل ما توصف به قصة حب صلاح جاهين ومنى قطان.
إقرأ أيضاً
كيف سرق صلاح جاهين أشعار الآخرين وانتحل شخصيتهم؟
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال