لماذا اختيرت إيناس الدغيدي لـ”الهارد توك” الذي تجهله؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
حينما نستهدف الحديث عن الكاريزما الإعلامية فإننا لا نقصد بالضرورة تخصص الإعلامي أو نتطرق إلى ما يحمله من قدر كافي يضم ثقافة وإبداع يؤهله بأن يطل علينا بشكل يومي أو ننتظره أمام الشاشات كل يوم وبطبيعة الإعلاميين الدارسين للإعلام أو ذوي الخبرة توجه لهم انتقادات لمعايير أخرى قد لا يملكونها وهي تلك المعايير التي يطلق عليها البعض اختصارًا بـ”الكاريزما” وهو ما لا تملكه المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي على الرغم من أن الكثير من الذين اقتحموا الميديا قادمين من مجلات أخرى يمتلكوا هذه المعايير.
لماذا اختيرت إيناس الدغيدي؟
أسندت إدارة قناة القاهرة والناس هذا العام تقديم الموسم الرابع من برنامج الهارد توك “شيخ الحارة” الذي يحتاج إلى الإعلاميين ومقدمي البرامج الذين يحظوا بالخصوصية في هذا المجال للمخرجة ايناس الدغيدي خلال الموسم الرمضاني المُقبل ولا نعلم لماذا تم اختيارها على التحديد على الرغم من الأزمة التي أثارها العام الماضي وعلى أثرها قرر المجلس الأعلى للإعلام وقف مقدمته الإعلامية بسمة وهبة لأسباب تعود إلى اللامهنية والعشوائية وعدم إحترام الميثاق الاإعلامي.
الهارد توك ليس إستفزازًا فحسب
جاء إسناد تقديم برنامج شيخ الحارة للمخرجة التي حققت بلا شك نجاحات كبيرة ومؤثرة في أعمالها السينمائية كنيران صديقة أظهرت إدارة برنامج شيخ الحارة من خلالها أن الموهبة والتخصص والمهنية كلها أشياء ليس لها أهمية ويكفي بأن تأتي بإمرأة مثيرة للجدل وهذا ما يخالف هذا النوع الساخن ظاهريًا من برامج الهارد توك فما الذي يجعل الإعلامي يمتلك مهارات تقديم البرامج بحرفية عالية؟ في الواقع هناك الكثير منها الخبرة الميدانية و التعليم الأكاديمي وعلى رأسها يجب أن يكون مقدم البرنامج مثقفًا ولديه دراية عالية بما يحدث حوله فهذا النوع من البرامج لا يستند على الفرقعة الإعلامية وسخونة الحديث والاستفزاز فقط وفكرة اقتحام إيناس الدغيدي لـ”شيخ الحارة” دليل واضح لـ فتح الباب على مصراعيه للدخلاء على المهنة وصورة لسباق الراكضين خلف حراك لا يشبههم وليسوا منه فلو كانت هذه النوعية من البرامج تستند على استفزاز الضيف كان من الأولى لمفيد فوزي تقديمها.
طوني خليفة ورغدة شلهوب
ليس في مصر فقط تحظى برامج الهارد توك بالاهتمام الكبير من الجانبين الجماهيري ومقدم المحتوى بسبب إثارتها للجدل لسخونة الأسئلة لكل هذا ليس له علاقة بسيدة أثارت الجدل كتلك البرامج في مهنة أخرى فكيف تواجه هي أخرون أثاروا الجدل أيضًا؟ ففي الغالب كل سؤال ستوجهه إيناس الدغيدي سيعود عليها أولا قبل أن يجيب ضيفها عليه وتحتاج هذه النوعية من البرامج إلى إعلاميين ذوى طبيعة وقدرات خاصة خاصة تتفق مع طبيعتها بلا شك كان طوني خليفة الإعلامي اللبناني متميزًا وكانت رغدة شلهوب أقل تميزًا لكنها كانت مقنعة إلى حد ما وكذلك رغدة شلهوب اللبنانية التي حظيت بكاريزما هذا النوع من البرامج.
الإعلام القائم بذاته
اللافت أن ايناس الدغيدي لا تملك كمذيعة لبرنامج من نوعية الهارد توك أسلوبًا مثيرًا يجعل المشاهد يتمتع بالأسئلة لانها تحمل نفس النمط في شخصها وكلما شرعت في استجواب الضيف رد عليها المشاهد “طب وانتي.؟” من وجهة نظري أن لذة برنامج شيخ الحارة ستفقد تلك النقاشات الحادة التي كنا نراها يوميًا على موقعي التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر فالإعلام ليس كالسينما أنه قائم بذاته ولا يجوز أن يدق أبوابه سوى المتخصصين.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال